وقد استثنى الجمهور رواية حماد بن سلمة عنه أيضًا، قاله ابن معين، وأبو داود، والطحاوي، وحمزة الكناني.
قال الطحاوي: وإنما حديث عطاء الذي كان من قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم، وهم: شعبة، وسفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد.
وقال حمزة الكناني في (أماليه): حماد بن سلمة قديم السماع من عطاء.
قال ابن سعد وغيره مات سنة 137 ". انظر التهذيب (7: 184)، الكواكب النيرات (319 ـ 333).
وإذا نظرنا في روايته على ضوء ما ذُكر من اختلاطه، ظهر لنا تخليطه، وقد وقع النص من أبي حاتم على تخليطه في حديث ابن فضيل عنه .. وهو ما يفسر الاختلاف الوارد في روايته، فتكون رواية حماد بن سلمة أرجح خاصة أن سندها صحيح.
وتتأيد برواية أبي الأحوص التي أخرجها عبدالرزاق في مصنفه (2: 84/ برقم 2581)، ومن طريقه الطبراني في الكبير (9: 262/ برقم 9302): عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الاحوص، عن عبد الله، قال: "همزه المؤتة يعني الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه الشعر".
وهذه رواية صحيحة.
* أبو إسحاق هو السبيعي، ثقة مشهور احتج به الشيخان ووثقه ابن معين والنسائي والعجلي وأبو حاتم الرازي.
وفيه كلام من جهة اختلاطه، إلا أن الثوري من قدماء أصحابه المشهورين، بل هو أثبت الناس فيه. انظر التهذيب (8: 63)، والكواكب النيرات (ص341 ـ 356).
* وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة، مشهور بكنيته، من ثقات الكوفيين. خرج له مسلم والأربعة. التقريب برقم (5218).
نعود للرواية الأولى إذ أنه معلولة من جهة سماع أبي عبدالرحمن السلمي من ابن مسعود.
روى يحيى بن معين عن حجاج بن محمد الأعور، عن شعبة، قال: لم يسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان ولا من عبد الله بن مسعود ولكنه قد سمع من علي. انظر تاريخ الدوري (4: 67/ برقم3180)، تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107)، جامع التحصيل (ص208)، التجريح (2: 816).
قلت: روى هذا الخبر أحمد عن حجاج يعني ابن محمد الأعور قال قال شعبة: لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولكنه قد سمع من علي رضي الله عنهما. تقدمة المعرفة (ص131)، المراسيل (ص107).
ويظهر أنه هو الذي أسقط ذكر عبدالله، قال ابن أبي حاتم في المراسيل (ص108): عن أحمد بن محمد الأثرم سمعت أبا عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل وذكر قول شعبة لم يسمع أبو عبدالرحمن السلمي من عثمان ولا من ابن مسعود، فلم ينكر عبدالله، وقال: دع عبدالله فإني تركته، أراه وهم.
قلت: ويصح لأبي عبدالرحمن سماع؟ فقال: نحو قوله الأول، أراه وهم قوله: لم يسمع عبدالله. اهـ.
قلت: لم يصرح أحمد بسماعه، ومسألة صحة ذكر عبدالله في قول شعبة، تنصرف لخطأ الرواية.
وأبو عبدالرحمن عن ابن مسعود، لم يخرجه البخاري ومسلم .. ففي سماعه نظر.
وقد وقفت على رواية لهمام، عن عطاء بن السائب، عنه: أنه صلى خلف علي رضي الله عنه وابن مسعود فكلاهما يسلم عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله.
أخرجها الطحاوي في المعاني (1: 270 ـ 271).
ولكن همام ممن سمع من عطاء بعد الاختلاط .. نص على هذا ابن حجر في النكت الظراف (7: 50).
والمسألة تحتاج لتحرير أكثر .. بجمع المرويات والنظر فيها.
? وأما حديث أبي أمامة:
فأخرجه أحمد (5: 253/ برقم 22231)، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (68: 120): ثنا بهز ثنا حماد بن سلمة، أنا يعلى بن عطاء أنه سمع شيخًا من أهل دمشق أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا دخل في الصلاة من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول: "اللهم إنى أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، وشركه".
وله وجه آخر عند أحمد (5: 253/ برقم 22233): ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا شريك، عن يعلى بن عطاء، عن رجل حدثه: أنه سمع أبا أمامة الباهلى، يقول: كان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) إذا قام إلى الصلاة كبر ثلاث مرات، ثم قال: "لا إله إلا الله ثلاث مرات، وسبحان الله وبحمده ثلاث مرات، ثم قال: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه".
كذا قال:" نفثة " بدلاً من "شركه".
* وهذا الدمشقي مجهول لم يسم في شيء من طرق الحديث، ولا عرفه ابن عساكر .. وقد ترجمه في تاريخ دمشق (68: 120/ برقم 9091).
? وأما حديث أبي سلمة:
¥