تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـــــــــــــــــــــ

(*): و هذا مصداقا لقوله تعالى. {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) ـ الفرقان ـ}. فالحكمة من تنزيله مفرقا هو تثبيت فؤاد النبي عليه السلام بالجواب في الحين و في كل مرة على اعتراضات قريش و استهزاءاتهم و إحراجاتهم و اعتداءاتهم. و هذا التنزيل المفرق قد جاء مرتلا ترتيلا أي متتابعا شيئا فشيئا، منضدا مرتبا. و هكذا فما من مثل يضربه مشركو مكة لتعزيز اعتراضاتهم و تقوية حججهم إلا ويأتي الرد عليه من القرآن بما هو أوضح بيانا للحق و أحسن تفسيرا، و هذا جعل مسار التنزيل مساوقا أصلا لوقائع السيرة النبوية. و هذه الآية نفسها نزلت ردا على قريش عندما استصغروا من شأن القرآن و قالوا ما هو إلا أقاويل يأتيها محمد من حين لآخر. قالوا: فلو كان نبيا حقا لجاء مجموعا، مثل كتاب موسى، غافلين أو متغافلين عن أن التوراة كتبها موسى (بعدما أخذ الألواح التي أعطاه الله) يحكي فيها قصة الخليقة بهدف الوصول إلى نشوء بني إسرائيل و تقلبات الأحوال و الظروف بهم، و قصة شيوخهم الأولين، إبراهيم، و إسحاق، و يعقوب (و اسمه الأصلي إسرائيل)، و قصة التحاق هذا الأخير بابنه يوسف في مصر حيث تكاثروا، ثم خروجهم منها بعد أربعمائة سنة بقيادة موسى الذي كلفه الله بذلك الخ. أما القرآن فهو كتاب دعوة إلى الله موجهة إلى قوم أعرضوا عنها و حاجوها و قاوموها فكان الرد عليه مفرقا تفرق رد فعلهم إزاءها الخ.} …/اهـ …ـــــــــــــــــــــــ

إنتهى ما نقل عن محمد عابد الجابري …

المصدر: مقدمة كتابه {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول} [صص: 14 ـ 15].

ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:07 م]ـ

الأخ وليد شحاتة بيومي

أما قولك:

((أي خسارة يا باحثا عن الحق في أمر لم يذكره الرسول صلى الله عليه وسلم؟ هل تظن أن بإمكان أحد مهما كان لقبه أو وزنه أن يستدرك على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبخاصة في ترتيب القرآن؟ أليس هذا طعنا في ترتيب القرآن التوقيفي وسعيا من وراء حجاب إلى إثارة الشك في نفوس المسلمين .. .. ))

فنحن لا نستدرك على النبي (ص) بهذا , و إلا فالحكم على الحديث و غيره من مهام العلم الشرعى التى إستحدث أغلبها العلماء بعد عهد الصحابة هى إستدراك عليه (ص) وفق هذا المنطق العجيب الذى لم يقل به أحد

و للأسف أكثرنا نحن المسلمون المثقفون دينياً _ مع إحترامى للجميع _ يرفض أى جديد أو تحديث فى المنهج العلمى , و الذى لا يخرج عن القواعد الأصلية للمنهج و لكنه فقط يوضح أمور لم تشتهر فيه أو لم يلتفت إليها المصنفون فى علوم التراث

و الرسول (ص) نفسه لم يأمر بأنواع و فنون كثيرة من العلوم الشرعية لأنها ببساطة لم تبتكر إلا حينما وجدت الحاجة إليها فى عصر لاحق , تماماً مثلما نشأ علم الرجال حينما إحتاج له الحديث بعد إنتشار الكذبة و الضعفاء و المبتدعين

و بالتالى ليس فى الدعوة لعلم ترتيب النزول (أو إنشاء هذا العلم إن لم يكن قد نشأ كعلم قائم بعد) أى تشكيك أو طعن فى منهج الترتيب الحالى , بل هو إضافة هامة و مفيدة له و زيادة على العلم و ليست إستدراكاً على الشرع

و الخسارة فى فقدانه بالرغم من كونه علم مستحدث - إن جاز التعبير - هى بسبب ما فيه من فوائد علمية و شرعية عظيمة ذكرنا طرفاً منها

و الله الموفق للحق و الرشاد

ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:38 م]ـ

[ QUOTE= لحسن بنلفقيه;63348]

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.

من مقدمة كتاب {فهم القرآن الحكيم ـ التفسير الواضح حسب ترتيب النزول ـ القسم الأول ـ}

تأليف: محمد عابد الجابري.

تقديم و تمهيد .................... QUOTE]

بارك الله فيك يا أخى الكريم على تلك المشاركة الفعالة

و هل لك أن تدلنى على موقع بالشبكة يمكن منه تحميل الكتاب أو مثيله إن أمكن

و إن لم يمكن بالشبكة فأين يمكن أن أجده فى مصر و تحديداً بالإسكندرية

ملحوظة:

هناك مواقع إسلامية يقوم أعضاؤها بتصوير الكتب ضوئياً ثم رفعها على الشبكة فإن علمتم أن مثل هذا الكتاب قد صور أو رفع على موقع أرجو إخبارى

ـ[باحث عن الحق]ــــــــ[09 Oct 2008, 10:25 م]ـ

الأخ وليد شحاتة

أما قولك:

((فأي فائدة ننالها من وضع الآيات متوالية حسب نزولها والقيام بتفسيرها على هذا النحو؟))

فأنا سأرد على سؤالك مع تغيير بسيط فيه و أكثر تعميماً , و كأنك سألت ما فائدة الترتيب حسب النزول للآيات و السور؟

الفوائد كثيرة و عظيمة , ففى الناسخ و المنسوخ نعتمد على الروايات و الآثار التى تحدد الناسخ من منسوخه, و التى قد يشوبها علة ما خفية أو عيب قادح , و ليست كل الأحاديث و الآثار حكم عليها العلماء و نقاد الحديث , ومن أهم ما فى هذا النوع من العلم معرفة أى آية ذكرت أولاً لتعد منسوخةً بالأخرى الذى ذكرت آخراً (الناسخة) , فالترتيب التاريخى هنا فى غاية الأهمية , و لو كان علم ترتيب النزول محفوظاً اليوم ما إحتاج أينا لتلك الروايات التى يجب مراجعتها جيداً قبل الحكم عليها بالصحة لمعرفة الناسخ من المنسوخ , و لعلمنا من خلاله الآيات الناسخة من المنسوخة

أما فائدة علم الناسخ و المنسوخ سواءً من القرآن أو السنة فهى فائدة شرعية عظيمة

تحدد أى الأحكام نعمل بها و أيها توقف العمل بها و عدلت من الشارع , و فى هذا كل المرونة و التطوير حسب مقتضيات التيسير على عباد الله و مصلحة تطبيق شرعه , ولا عيب فى أن يعدل الله و يستبدل حكماً فقهياً مثلاً فى الكتاب , أو يعدل و يستبدل الرسول (ص) فى فقه السنة , بحسب ما يقتضيه حال المسلمين و الدعوة و غيرها من الأمور

ألا يكفى كل تلك الفوائد يا أخى لتعلم أهمية هذا الترتيب التاريخى للآيات و السور الذى لم يعجبك , فهذه فائدة واحدة فقط من فوائده

و للحديث بقية ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير