تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:47 ص]ـ

قال الإمام الرازي في بيان قوله تعالى (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين (112) قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين (113 (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا وأنت خير الرازقين (114 ((.

"تأمل في هذا الترتيب فإن الحواريين لما سألوا المائدة ذكروا في طلبها أغراضا، فقدموا ذكر الأكل فقالوا {نريد أن نأكل منها} [المائدة: 113] وأخروا الأغراض الدينية الروحانية، فأما عيسى فإنه لما طلب المائدة وذكر أغراضه فيها قدم الأغراض الدينية وأخر غرض الأكل حيث قال {وارزقنا}.

وعند هذا يلوح لك مراتب درجات الأرواح في كون بعضها روحانية وبعضها جسمانية. ثم إن عيسى عليه السلام لشدة صفاء دينه وإشراق روحه لمّا ذكر الرزق بقوله {وارزقنا} لم يقف عليه بل انتقل من الرزق إلى الرازق فقال {وأنت خير الرازقين} فقوله {ربنا} ابتداء منه بذكر الحق سبحانه وتعالى، وقوله {أنزل علينا} انتقال من الذات إلى الصفات، وقوله {تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا} إشارة إلى ابتهاج الروح بالنعمة لا من حيث إنها نعمة، بل من حيث إنها صادرة عن المنعم. وقوله {وآية منك} إشارة إلى كون هذه المائدة دليلا لأصحاب النظر والاستدلال. وقوله {وارزقنا} إشارة إلى حصة النفس، وكل ذلك نزول من حضرة الجلال. فانظر كيف ابتدأ بالأشرف فالأشرف نازلا إلى الأدون فالأدون. ثم قال: {وأنت خير الرازقين} وهو عروج مرة أخرى من الخلق إلى الخالق ومن غير الله إلى الله ومن الأخس إلى الأشرف، وعند ذلك تلوح لك شمة من كيفية عروج الأرواح المشرقة النورانية الإلهية ونزولها. اللهم اجعلنا من أهله."

واسترسالا مع الإمام رحمه الله تعالى نقول:

وانظر كيف قابل بين لفظ "الأكل" في طلبهم، ولفظ "الرزق" في طلبه عليه السلام! فإن بينهما بونا شاسعا؛ إذ الأكل عملية جسمانية محضة لا تتعدى صاحبها، بينما الرزق دالٌّ بمادته على مصدره وهو الرازق سبحانه وتعالى. كما أن لفظ الرزق عام فيما يؤكل وما لا يؤكل، فجاء طلبه شاملا لكل ما يصيب الإنسان من النعم في جسمه أو روحه أو عقله.

رحمة الله على الإمام الرازي الذي أفادنا وتسبب لنا في الإفادة!!

وجزى الله أخانا أبا مجاهد بأفضل الجزاء على هذا الركن الثري

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[27 Dec 2008, 12:02 م]ـ

جاء في الدر المنثور للسيوطي ما نصه:

(أخرج البيهقي في شعب الإِيمان عن سفيان بن عيينة قال: لا تجد مبتدعاً إلا وجدته ذليلاً، الم تسمع قول الله {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا}.)

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:44 ص]ـ

فوائد قيمة بارك الله فيكم جميعاً، ونفع بكم يا أبا مجاهد.

ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:18 ص]ـ

قال ابن العربي رحمه الله

قوله تعالى (ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير) (سبأ الآية 10)

قال:وكان داود عليه السلام ذا صوت حسن وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي موسى لقد اوتيت مزمارا من مزامير آل داود

ففيه دليل الاعجاب بحسن الصوت

والقلوب تخشع بالصوت الحسن وما تتأثر به القلوب في التقوى فهو اعظم في الاجر واقرب الى لين القلوب وذهاب القسوة منها. انتهى باختصار

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:35 ص]ـ

درر غوال سطرتها أصبع****غراء تنبئ عن كريم ماجد

ومن هذا الباب، ما جمعه الحافظ السيوطي رحمه الله في كتابه النفيس:

"الإكليل في استنباط التنزيل". فقد ضمن فيه كثيرا من الاستنباطات والإشارات، وغرائب التفسير، وغير ذلك مما يحسن من لطائف القرآن الكريم.

ومن امثلة ما أورده فيه:

قول الله تعالى:"وامرأته حمالة الحطب" استدل به الشافعي على صحة أنكحة الكفار.

وهذا رابط الكتاب لمن رغب في تحصيله على ملف pdf

http://ia310812.us.archive.org/0/items/iklil_sayuti/iklil_sayuti.pdf

ـ[ناصر المطيري]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:37 ص]ـ

الفائدة 2

قال العلامة ابن سعدي رحمه الله في قوله تعالى في معرض قصة موسى عليه السلام (فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين ءامنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكفرين إلا في ضلل) (غافر 25)

قاعدة:تدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى إذا كان السياق في قصة معينة او على شيء معين واراد الله ان يحكم على ذلك المعين بحكم لا يختص به ذكر الحكم وعلقه على الوصف العام ليكون اعم وتندرج فيه الصورة التي سيق الكلام لاجلها وليندفع الايهام باختصاص الحكم بذلك المعين فلهذا لم يقل وما كيدهم إلا في ضلال بل قال (عز وجل) (وما كيد الكافرين إلا في ضلال)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير