في البداية كان كل مؤلف يكتب ما وصله إما في مصنف مستقل كتفسير عبد الرزاق، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير مجاهد. وإما يكتبه ضمن كتابه، كقسم التفسير عند البخاري في صحيحه، وقسم التفسير عند الحاكم في مستدركه. ولكن هؤلاء لا ينقلون إلا تفسير آيات معينة. حتى جاء الإمام الطبري وجمع أكثر أقوال وتفاسير السلف في مصنف واحد، فأضاف له تفسير كل الآيات، مع ذكر كثير من بيان إعرابها وتفسير الغامض من مفرداتها، واختلاف القراءات بها.
وتبعه الكثير من المؤلفين. وأحسن ما جاء في تفسير السلف كتاب ترجمان القرآن للسيوطي الذي استوعب به كل ما جاء عن السلف من التفسير (وهو مفقود). واختصره بحذف الأسانيد في كتاب "الدر المنثور في التفسير بالمأثور".
وهذه الكتب كلها تحتاج إلى تخريج شامل لأن أكثر ما فيها ضعيف لا يصح. وهذا نص عليه عدد من أئمة السلف. قال الإمام أحمد بن حنبل، كما في لسان الميزان (1\ 12): «ثلاثة كتب ليس لها أصول وهي: المغازي والتفسير والملاحم».
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة (7\ 435): «أما أحاديث سبب النزول، فغالبها مُرسَلٌ ليس بمُسنَد. ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل: "ثلاثُ علومٍ لا إسناد لها" و في لفظ: "ليس لها أصل: التفسير والمغازي والملاحم". ويعني أن أحاديثها مُرسَلة». وقال: «فالمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين، قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره. ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحِم. ولهذا قال الإمام أحمد: "ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازي". ويُروَى "ليس لها أصل" أي إسناد. لأن الغالب عليها المراسيل، مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبي والزهري وموسى بن عقبة وابن إسحاق ومن بعدهم كيحيى بن سعيد الأموي والوليد بن مسلم و الواقدي ونحوهم في المغازي».
قال الزركشي في "البرهان" (2\ 156) بعد ذكره لمقولة أحمد: «قال المحققون من أصحابه: مراده أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاح متصلة. وإلا فقد صحّ من ذلك كثير، كتفسير الظلم بالشرك في آية الأنعام، والحساب اليسير بالعرض، والقوة بالرمي وغيره». قال السيوطي في "الإتقان" (2/ 228): «الذي صَحّ من ذلك قليلٌ جداً. بل أصل المرفوع منه في غاية القِلّة. وسأسردها كلها في آخر الكتاب».
من التفاسير المشهورة:
تفاسير الأشاعرة: القرطبي وأبي السعود.
تفاسير المعتزلة: الزمخشري (الكشاف) والرازي (مفاتيح الغيب).
تفاسير الماتوريدية: النسفي.
تفاسير الفقهاء، وتسمى أحكام القرآن: الجصاص الحنفي (وهو من أشهرها) والإلكيا الشافعي وابن العربي المالكي والقرطبي المالكي (مشهور كذلك) وابن عادل الحنبلي.
قيل: أحسن التفاسير بالرأي تفسير الشوكاني (فتح القدير).
وأحسن التفاسير باللغة تفسير أبي حيان الأندلسي (البحر المحيط)، لكنه يغوص كثيراً في اللغة بخلاف تفسير الزمخشري (الكشاف).
وأحسن التفاسير المعاصرة تفسير الشهيد سيد قطب (في ظلال القرآن).
وأحسن التفاسير بالمأثور، تفسير بقي بن مخلد لكنه ضاع، فبقي تفسير الطبري. أما تفسير السيوطي فما وصلنا إلى مختصره الخالي من الأسانيد!
وشيخ الإسلام ابن تيمية لم يكتب مؤلفاً مستقلاً في التفسير، لكنه اعتنى بتفسير آيات أشكلت على المفسرين من قبله. وقد ندم في آخر عمره أنه لم يجعل النصيب الأوفر من حياته للتفسير.
وبعد هذه المقدمة نبدأ بعون الله في الموضوع الأصلي
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 Apr 2004, 09:32 م]ـ
أشهر المفسرين
** تفسير أُبَيّ بن كعب **
**تفسير عبد الله بن مسعود**
**تفسير ابن عباس**
**تفسير مجاهد**
**تفسير قتادة**
**تفسير عكرمة**
**تفسير ابن جريج**
**تفسير السدي**
**تفسير عبد الرزاق**
**تفسير زيد بن أسلم**
ـ[د. أنمار]ــــــــ[28 Apr 2004, 02:33 ص]ـ
بداية جيدة، وفقك الله
ولدي ملاحظة:
فالمعروف عند القاصي والداني أن الرازي أشعري وليس معتزلي، وما قيل عن تفسيره وإيراد حجج العتزلة بطولها واختصار الرد عليها، نوقشت من قبل هنا.
والله أعلم
ـ[أبوعبدالله المسلم]ــــــــ[28 Apr 2004, 08:04 ص]ـ
تعليق آخر
تفسير ابن عادل الحنبلي ليس من تفاسير الأحكام، بل هو تفسير مطول مختصر من تفسير الرازي وغيره.
وما ذكرته عن كتب التفسير، وتحديد أحسنها لا يعدو أن يكون مجرد اجتهادات تفتقر إلى الدقة والتحرير، ويبدو أنها صادرة ممن لم يطلع على هذه الكتب ويقرأ فيها كثيراً.
فمثلاً تفسير الشوكاني لا يخرج في الغالب عن كتابين:
الأول: تفسير القرطبي، فنسبة 80% أو أكثر من قسم الدراية فيه منقول بالنص من تفسير القرطبي.
والثاني: الدرالمنثور للسيوطي، جميع ما في قسم الدراية منقول منه، إلا ما ندر.
والكلام حول الكتب ومناهج مؤلفيها لا يحسنه في الغالب إلا من قرأ تلك الكتب وتصورها تماماً، وتعامل معها بالبحث والتنقيب، وأما ما عداه فيكون الكلام مبنياً على الظن، والظن يخطئ ويصيب، وقد قال الله: (اجتنبوا كثيراً من الظن). والله الموفق.
وأما صلب الموضوع فليت الأخ محمد الأمين يأتي فيه بما يفيد لأهميته، وأذكر أن لابن حجر كلاماً جيداً حول هذا الموضوع في مقدمة كتابه: العجاب في معرفة الأسباب.
¥