لا أعتقد أنني بحاجة إلى رد هذه الترهة بأكثر من الاحتجاج بالواقع الذي نعيشه فمع يسر وسائل التعلم وإجباريته أيضا تبلغ نسبة الأمية في بلادنا معدلات عالية وبعضها أعلى من بعض – عذرا لأنني لا أمتلك أحدث الإحصائيات حول هذا الموضوع – نرى رأي العين بيوتات يزيد تعدادها على عشرة أبناء ولم يتعلم منهم إلا فرد واحد أو اثنان أو ...
من الشواهد الدالة على أمية الرسول صلى اله عليه وسلم:
1 - ورود آيات كثيرة في القرآن الكريم شاهدة بذلك ومنها قوله تعالى:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} (الأعراف: 157)
ومن ذلك اعتراف الكفار بأميته وعدم معرفته القراءة والكتابة قال تعالى: {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (الفرقان: 5) فقولهم: اكتتبها أي كتبت له لتتلى بعد ذلك على مسامعه صباح مساء.
ومنه قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (العنكبوت: 48)
2 - عندما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء أول مرة بمستهل سورة العلق {اقرأ} كان رده المؤكد بالتكرار: ما أنا بقارئ ومثل هذه الصياغة تفيد العموم حيث النكرة " قارئ " وقعت في سياق النفي والمعنى: لا أجيد أي لون من ألوان القراءة.
3 - اتخاذه صلى الله عليه وسلم كتبة للوحي دليل بارز على أميته إذ لو لم يكن كذلك لكتب القرآن بنفسه فإن قيل: ذلك عسير عليه أن يكتبه بمفرده قلنا: لا عسر في ذلك فالقرآن نزل منجما في ثلاث وعشرين سنة، وكثير من الصحابة كتبوا مصاحف لخاصة أنفسهم، وإذا لم يتفرد بهذا فلا أقل من أن يقوم معاونا للكتبة مشاركا لهم، فإذا لم يفعل صلى الله عليه وسلم هذا مع توفر الدواعي إلى مثله فقد دل على أنه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب. وقد مضى أنه أرسل إلى زيد بن ثابت ليكتب له {غير أولي الضرر}
4 - كان صلى الله عليه وسلم يعاجل جبريل بالقراءة عند نزوله عليه بالقرآن خشية أن يتفلت منه فضمن الله له الحفظ وأنزل عليه قوله: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (القيامة: 16 - 18) والشاهد أنه لو كان كاتبا قارئا لما خشي ذلك لأن عليه فقط أن يدون ما نزل ليرجع إليه عند الحاجة، ولأن ذلك لم يحدث فقد دل على أنه أمي.
5 - في فداء أسرى بدر جعل النبي صلى الله عليه وسلم فداء الواحد منهم أن يعلم عشرة من أبناء المسلمين، وهذا تنبه منه صلى الله عليه وسلم إلى أهمية العلم فنحن مطالبون به ديانة، وعليه فلو كان مجيدا للقراءة والكتابة لقام بتعليم الصحابة وأبناءهم ضرورة أنه معلم الأمة، فإن قيل: كان من الممكن أن يعهد بذلك لأحد المسلمين القارئين الكاتبين قلنا: لم يكن واحد منهم ليؤثر في المتلقين تأثير النبي صلى الله عليه وسلم فيهم وهذا معروف، فلما لم يحدث هذا فقد دل على أميته.
6 - النبي صلى الله عليه وسلم صرح بهذا عندما قال – كما ورد في الصحيح -:
" إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " فهذا تصريح واضح مصدر بإن التوكيدية ومذيل بجملة توضيحية تفسيرية " لا نكتب ولا نحسب "
فهل لمدعي عدم الأمية بعد هذا قول؟
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 Apr 2004, 09:28 ص]ـ
بارك الله فيكم يا شيخنا.
حسنٌ .. فما رأيكم في هذا الكلام على موقع المنظمة الإسلامية للعلوم للتربية و العلوم و الثقافة؟
http://www.isesco.org.ma/pub/ARABIC/Quran/P3.htm
و خصوصاً تفسيره لحديث " نحن أمة أمية "!!
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 May 2004, 07:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
جزى الله الجميع خيرا، وهذا موضوع مما أختبأنا منه زمنا، تارة بالتملص والتحوير، وتارة بالتكلف في التأويل ..
وأنا ممن يتبنى رأي صاحب المقال التالي جزاه الله خيرا، وأعرضه هنا لعموم الفائدة ان شاء الله:
الأمي" .. ليس الذي لا يقرأ ولا يكتب ..
بل هي أعظم صفات الرسول النبي محمد
التي لا تنبغي لغيره!.
صلاح الدين إبراهيم أبوعرفة
¥