تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في قوله تعالى: (وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) (الزخرف: 33)، قال: ((قال المهدوي: ودلَّت هذه الآية على أن السقف لربِّ البيت الأسفل؛ إذ هو منسوب إلى البيت.

قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا تفقُّهن واهنٌ)) (8).

الاعتقاد في تفسيره

مشى على أصول الأشعرية، وقرر مسائل في الاعتقاد بالعقل، وكان بذلك موافقًا لمنهج المعتزلة الذين يقررون معتقداتهم بالعقل المجرد.

ومن الأمثلة التي بان فيها تقديم العقل ما ورد في تفسيره لقوله تعالى: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير) (الأنعام: 103).

قال: ((أجمع أهل السنة على أن الله تبارك وتعالى يُرى يوم القيامة، يراه المؤمنون، قاله ابن وهب عن مالك بن أنس رضي الله عنه.

والوجه أن يبين جواز ذلك عقلاً، ثمَّ يُستند إلى ورود السمع بوقوع ذلك الجائز ... )) (9).

وقد أعاد هذا الاستدلال في قوله تعالى: (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) (القيامة: 23)، قال: ((حمل هذه الآية جميع أهل السنة على أنها متضمنة رؤية المؤمنين لله تعالى ... )).

ثم قال: ((وأما المعتزلة الذين ينفون رؤية الله تعالى، فذهبوا في هذه الآية إلى أنَّ المعنى: إلى رحمة ربها ناظرة، أو إلى ثوابه وملكه، فقدَّروا مضافًا محذوفًا، وهذا وجه سائغ في العربية، كما تقول: فلان ناظر إليك في كذا؛ أي إلى صنعك في كذا.

والرؤية إنما يثبتها (10) بأدلة قطعية غير هذه الآية، فإذا ثبتت حَسُنَ تأويل أهل السنة في هذه الآية وقَوِيَ ... )) (11).

فإذا كانت هناك أدلة قطعية غير هذه الآية، فيعني أن هذه الآية غير قطعية الدلالة، وقطعي الدلالة هو الأدلة العقلية عنده.

وقد مرَّ على بعض المسائل العقدية على مذهب الأشاعرة، فهو يرى الكلام النفسي، وأن الإيمان مجرد التصديق، وأنه لا يزيد ولا ينقص، ويرى الكسب الأشعري، أن نسب الأفعال إلى العباد مجاز، كما أن نسب التزيين للمخلوقين مجاز، ويرى تأويل الصفات، ويرى ان التقبيح والتحسين لا يدرك إلا من جهة الشرع، ولا مدخل للعقل به، وينفي العلو، ويؤول الاستواء، وغير ذلك من المعتقدات الأشعرية.

وقد حكى في فهرس الكتب التي رواها وقرأها على مشايخه كتب بعض أعلام الأشاعرة، أخذها بالإسناد عنهم، وقرأها، وتعلَّم منها، ككتب الباقلاني (12)، والجويني (13)، وابن فورك (14)، وغيرهم.

ـ ثراء الكتاب بمراجعه العلمية، واستفادة المؤلِّف من العلماء السابقين، بل إن بعضهم ممن فُقِدَ كتابه أو لم يُطبَع بعد.

ـ رد أقوال الباطنية والملاحدة، والأقوال التي يراها باطلة تنحو إلى الرَّمزِّ.

حالة الاستفادة من الكتاب:

1 ـ هذا الكتاب من أهم كتب التفسير، وفيه نفائس كثيرة جدَّا.

2 ـ يُعدُّ مرجعًا من أهم مراجع التفسير.

3 ـ وهو من الكتب التي يحسن بطالب التفسير قراءتها قراءة كاملة لما فيه من الفوائد النفيسة.

4 ـ ويمكن قراءته أيضًا من طريق تحديد صفحات منه وإخراج فوائدها، ودراسة ما فيه من مسائل التفسير.

يمكن دراسة مسائل كثيرة تتعلق بهذا التفسير، منها:

1 ـ علوم القرآن وتطبيقاتها في المحرر الوجيز.

2 ـ القراءات في المحرر الوجيز.

3 ـ توجيه أقوال مفسري السلف عند ابن عطية.

4 ـ ترجيحات ابن عطية، ونقده للتفاسير.

5 ـ الاتجاه النحوي في تفسير ابن عطية، ومناقشة أبي حيان والسمين له.

وهو من الكتب التي تصلح في المرحلة المتوسطة، وهو جامع لميزتي جمع أقوال السلف والتعليق عليها توجيهًا وترجيحًا.

........................................

(1) المحرر الوجيز، ط: قطر (1: 148).

(2) المحرر الوجيز، ط: قطر (2: 447).

(3) المحرر الوجيز، ط: قطر (1: 59 ـ 61)، وقد أشار إلى هذا المعنى في (7 151 ـ 152).

(4) المحرر الوجيز، ط: قطر (4: 471).

(5) المحرر الوجيز، ط: قطر (7: 73).

(6) المحرر الوجيز، ط: قطر (5: 122).

(7) المحرر الوجيز، ط: قطر (6: 196 ـ 197).

(8) المحرر الوجيز، ط: قطر (13: 220).

(9) المحرر الوجيز، ط: قطر (5: 306)

(10) كذا في المطبوعتين القطرية والمغربية، ولعلها» نثبتها «، والله أعلم.

(11) المحرر الوجيز، ط: قطر (15: 218 ـ 219).

(12) فهرس ابن عطية (ص: 75، 76، 95).

(13) فهرس ابن عطية (ص: 77).

(14) فهرس ابن عطية (ص: 75).

ـ[النعيمي]ــــــــ[06 Aug 2004, 11:26 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

لقد أوجزت واوفيت،،، فهذا المقال .. كان رائعاً بالفعل ... وفيه من الدراسة ما يبهر المتعجل والمتأني سواء ...

وكان الأخ أبو مجاهد قد أشار لي بالمقال في شبكة الإسلام وهو جيدٌ على العموم وما هنا أوفى وأحلى ...

ولكن هناك طرح حول طبعات هذا الكتاب؟ فما هو الأولى من هذه الطبعات؟

وكنت قد رأيت مقالاً لاحد الأخوة يقول:

" تفسير الزخمشري أفضل من تفسير ابن عطية، فالأول معروف بأعزليته،،، لكن الثاني لا يعرف ما في باطنه إلا قليل"

فهل يقصد أشعريته؟ .... هذا ما تبادر الى ذهني بعد قرائة مقالك الماتع، ام هناك أمرٌ آخر؟

عموماً: ما مضى كان عذباً زلالاً،،، فإن أتممت إجابتك فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير