ـ[أبو علي]ــــــــ[26 Jul 2005, 08:54 ص]ـ
يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) 69 النحل.
نتوقف عند الكلمات التالية لمعرفة إن كان الضمير يعود على العسل أم على القرآن: شفاء، للناس، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
الشفاء رحمة، وكل نعمة ينتفع بها الإنسان هي رحمة.
للناس: الناس جمع مطلق للبشر المؤمنون والكافرون.
لا شك أن القرآن رحمة للمؤمنين فقط وشفاء لهم فقط أما الكافرين فهو عليهم عمى والله جعل على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا.
إذن فالضمير هنا يعود على العسل، فهو شفاء لكل الناس مؤمنهم وكافرهم لأن النحل يتغذى من (كل) الثمرات، وحيث أنه كذلك فإن الثمرات تتميز عن بعضها بنسبة وجود الفيتامينات والنشويات والأملاح، فقد توجد مادة بروتينية أو معدنية في ثمرة من الثمرات ولا توجد في أخرى.
وأكثر الأمراض تنشأ من سوء التغذية، فإذا لم ينوع الإنسان من الطعام فإنه يتعرض للمرض لاحتياج جسمه إلى فيتامينات أو أملاح معدنية كالفوسفور والكالسيوم والحديد وغيره، فإذا داوم على أكل العسل فإنه يشفى من المرض لأن العسل نتاج (كل) الثمرات التي تحتوي على (كل) ما يحتاجه الجسم من سكريات وفيتامينات و,,,,
نأتي الآن إلى قوله تعالى: إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
النحلة هي الحشرة التي يخرج من بطنها العسل، ولقد زودها الله بأداة تدافع بها عن الشهد وعن نفسها ألا وهي تلك الشوكة التي تلسع بها من يقترب من بيتها، ومن حكمة الله أن النحلة إذا لسعت إنسانا أو حيوانا أو أي خطر يهددها فإنها تفقد شوكتها وتموت في الحين لكي لا تعود إلى العسل وهي تحمل المكروب أو السموم ممن لسعته، فقد تلسع ثعبانا أو حيوانا فلو أنها عادت إلى العسل لتلوث العسل بالسم ثم يأكل الإنسان فيمرض أو يموت، وبدلا من أن يكون العسل شفاء للناس يصبح سما وهلاكا.
الدبور حشرة تشبه النحلة إلا أنها لا تنتج العسل ولذلك فهي لا تموت إذا لسعت أحدا.
هذا ما هداني الله إليه في قوله تعالى: إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون).
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[28 Jul 2005, 03:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جيد جدا فضيلة الدكتور مجاهد حفظه الله سيما هو يمس كافة أنواع العلوم من لغة إلى أصول ووصلا بالحديث النبي الشريف والآثار ويحضرني في هذا الباب الكثير من تعليقات ابن كثير وتحريراته التاريخية في تفسيره الموسوم بتفسير القرآن العظيم كما حقق القول في تفسير قوله تبارك وتعالى (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) في سورة يس ...
لكن الموضوع يحتاج استقراءًا تاما وانتخاب جيد للمصنفين أصحاب التحريرات الجياد والله الموفق ..
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[31 Jul 2005, 10:36 م]ـ
قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة:62)
بين الإمام ابن تيمية سبب نزول هذه الآية، وبعض الأقوال في تفسيرها، وأبطل بعض الأقوال التي قيلت في المراد بـ (الَّذِينَ آمَنُوا) هنا، فقال:
(وأما ما يذكره طائفة من المفسرين في قوله (إن الذين آمنوا) أن فيهم أقوالا ً:
أحدها: أنهم هم الذين آمنوا بعيسى قبل أن يبعث محمد. قاله ابن عباس.
والثاني: أنهم الذين آمنوا بموسى وعملوا بشريعته إلى أن جاء عيسى، فآمنوا به وعملوا بشريعته إلى أن جاء محمد. وقالوا هذا قول السدى عن أشياخه.
والثالث: أنهم طلاب الدين، كحبيب النجار، وقس بن ساعدة، وسلمان الفارسي، وأبي ذر، وبحيرا الراهب؛ آمنو بالنبي قبل مبعثه، فمنهم من أدركه وتابعه، ومنهم من لم يدركه.
والخامس: أنهم المنافقون.
والسادس: أنهم الذين آمنوا بالأنبياء الماضين والكتب المتقدمة فلا يؤمنوا بك ولا بكتابك.
فهذه الأقوال ذكرها الثعلبي وأمثاله ولم يسموا قائلها. وذكرها أبو الفرج ابن لجوزي إلا السادس، وسمّى قائل الأولَيْن، وذكر أنهم المنافقون عن الثورى.
وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل الصحابة والتابعون لهم بإحسان شيئاً منها. وما نقل عن السدي غلط عليه ...
وما نقل عن ابن عباس لا يثبت.
وهي أقوال باطلة؛ فإن من كان متمسكا بشريعة عيسى قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم من غير تبديل فهم النصارى الذين أثنى الله عليهم.
وكذلك من تمسك بشريعة موسى قبل النسخ و التبديل فهم اليهود الذين أثنى الله عليهم.
و طلاب الدين كحبيب النجار كان على دين المسيح، وكذلك بحيرا الراهب و غيره.
و كل من تقدم من الأنبياء و أمتهم يؤمنون بمحمد؛ فليس هذا من خصائص هذا النفر القليل.)
من كتاب الرد على المنطقيين ص493 - 495.
¥