تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إن المراد بذلك عن علي بن أبي طالب فجمع إلى حمل هذا اللفظ العام المجاهرة بالكذب والبهت غي دعواه ونزولها في علي فإن السورة مكية، وعلي كان بمكة فقيراً قد رباه النبي صلى الله عليه وسلم في حجره، فإن أبا طالب لما مات اقتسم بنو عبد المطلب أولاده، لأنه لم يكن له مال فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ورباه عنده، وضمنه إلى عياله فكان فيهم.

ومن تأمل هذه السورة علم يقيناً أنه لا يجوز أن يكون المراد بألفاظها العامة إنساناً واحداً فإنها سورة عجيبة التبيان افتتحت بذكر خلق الإنسان ومبدئه وجميع أحواله من بدايته إلى نهايته، وذكره أقسام الخلق في أعمالهم واعتقاداتهم ومنازلهم من السعادة والشقاوة، فتخصيص العام فيها بشخص واحد ظلم، وهضم ظاهر للفظها ومعناها، وشبيه بهذا ما ذكره بعضهم في قوله تعالى: " ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً ".

أنها نزلت في أبي بكر الصديق وابنه عبد الرحمن.

ونظيره ما تقدم من تفسير قوله: " محمد رسول الله " إلى آخر الآية، وقسمة جملها بين العشرة من الصحابة. ومن تأمل ذلك علم أن هذا تفسير مختل، مخل بمقصود الآية، معدول به عن سنن الصواب.

وهذا باب يطول تتبعه جداً، ولو أن الذين ارتكبوا ما ذكرنا من التفاسير المستكرهة والمستغربة، وحملوا العموم على الخصوص، وأزالوا لفظ الآية عن موضوعه علموا ما في ذلك من تصغير شأن القرآن، وهضم معانيه من النفوس، وتعريضه لجهل كثير من الناس بما عظم الله قدره، وأعلى خطره، لأقلوا مما استكثروا منه ولزهدوا فيما أظهروا الرغبة فيه، وكان ذلك من فعلهم أحسن وأجمل وأولى بأن يوفى معه القرآن بعض حقه، من الإجلال والتعظيم والتفخيم، ولو لم يكن في حمل تفسير القرآن على الخصوص دون العموم إلا ما يتصوره التالي له في نفسه، من أن تلك الآيات إنما قصد بها أقوام من الماضين دون الغابرين، فيكون نفعه وعائدته على البعض دون البعض لكان في ذلك ما يوجب النفرة عن ذلك، والرغبة عنه، وبحكمة بالغة عدل الرب تعالى عن تسمية من ذكر هؤلاء أنهم مراد باللفظ إلى ذكر الأوصاف والأفعال التي يأخذ كل أحد منها حظه، ولو سمى سبحانه أصحابها بأسمائهم لقال القائل لست منهم.) انتهى كلامه

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[07 Mar 2006, 11:25 م]ـ

قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عند تفسيره لقول الله عز وجل: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً} (الطور:9):

( ... وهذه الآية تدل على أن قول الله تبارك وتعالى في سورة النمل: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون}. فإن هذه الآية هي نفس هذه الآية التي في الطور من حيث المعنى، فيكون قوله تبارك وتعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب} يعني يوم القيامة ولا شك، ومن فسرها بأن ذلك في الدنيا وأنه دليل على أن الأرض تدور فقد حرَّف الكَلم عن مواضعه، وقال على الله ما لا يعلم، وتفسير القرآن ليس بالأمر الهين، لأن تفسير القرآن يعني أنك تشهد على أن الله أراد به كذا وكذا، فلابد أن يكون هناك دليل: إما من القرآن نفسه، وإما من السنة، وإما من تفسير الصحابة - رضي الله عنهم - أما أن يحول الإنسان القرآن على المعنى الذي يراه بعقله أو برأيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار».

والمهم أن تفسير قوله: {وترى الجبال تحسبها جامدةً وهي تمر مر السحاب} يراد به ما في الدنيا، تفسير باطل لا يجوز الاعتماد عليه، ولا المعول عليه، أما كون الأرض تدور أو لا تدور، فهذا يعلم من دليل آخر، إما بحسب الواقع، وإما بالقرآن، وإما بالسنة، ولا يجوز أبداً أن نحمل القرآن معاني لا يدل عليها من أجل أن نؤيد نظرية أو أمراً واقعاً، لكنه لا يدل عليه اللفظ، لأن هذا أمر خطير جداً.) انتهى

وللاطلاع على المزيد من الأقوال في تفسير آية النمل ينظر هذا الموضوع:

هل قوله تعالى: (وترى الجبال تحسبها جامدة ... ) في الدنيا أم في الآخرة؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1938)

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 May 2006, 07:09 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير