ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[17 Jun 2006, 06:06 ص]ـ
شكر الله للدكتور فهد هذه الإضافة.
وكتاب محمود بن حمزة الكرماني الذي أشار إليه الشيخ الكريم مطبوع في مجلدين، وعنوانه: غرائب التفسير وعجائب التأويل. قال مؤلفه في مقدمته: (فإن أكثر العلماء والمتعلمين في زماننا يرغبون في غرائب لتفسير القرآن وعجائب تأويله، ويميلون إلى المشكلات المعضلات في أقاويله؛ فجمعت في كتابي هذا منها ما أقدر أن فيه مقنعاً لرغبتهم ومكتفى لطلبتهم .... ) 1/ 87 - 88.
قال السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن: النوع التاسع والسبعون
في غرائب التفسير
ألف فيه محمود بن حمزة الكرماني كتاباً في مجلدين سماه العجائب والغرائب ضمنه أقوالاً ذكرت في معاني الآيات بنكرة لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير منها.
من ذلك من قال في حمعسق إن الحاء حرب عليّ ومعاوية، والميم ولاية المروانية، والعين ولاية العباسية، والسين ولاية السفيائية، والقاف قدوة مهدي، حكاه أبومسلم. ثم قال: أردت بذلك أن يعلم أن فيمن يدعي العلم حمقى.
ومن ذلك قول من قال في آلم معنى ألف: ألف الله محمداً فبعثه نبياً، ومعنى لام: لامه الجاحدون وأنكروه، ومعنى ميم: ميم الجاحدون المنكرون من الموم وهوالرسام.
ومن ذلك قول من قال في "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" أنه قصص القرآن، واستدل بقراءة أبي الجوزاء: ولكم في القصاص، وهوبعيد، بل هذه القراءة أفادت معنى غير معنى القراءة المشهورة، وذلك من وجوه إعجاز القرآن كما بينته في أسرار التنزيل.
ومن ذلك ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله (ولكن ليطمئن قلبي) إن إبراهيم كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآها عياناً. قال الكرماني: وهذا بعيد جداً.
ومن ذلك قول من قال في "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" أنه الحب والعشق، وقد حكاه الكواشي في تفسيره.
ومن ذلك قول من قال في "ومن شر غاسق إذا وقب" إنه الذكر إذا انتصب.
ومن ذلك قول أبي معاذ النحوي في قوله تعالى "الذي جعل لكم من الشجر الأخضر" يعني إبراهيم "ناراً" أي نوراً وهومحمد صلى الله عليه وسلم "فإذا أنتم منه توقدون" تقتبسون الدين. انتهى ما ذكره السيوطي.
قلت: وللزمخشري عناية بالتنبيه على الأقوال الضعيفة المنقولة في تفسير بعض الآيات، وهو يصدر هذه الأقوال بقوله: (ومن بدع التفاسير ... )
وللغماري كتاب بهذا العنوان: بدع التفاسير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jun 2006, 07:24 ص]ـ
من الأقوال التي نص ابن كثير على ردّها أو ضعفها في تفسير قول الله تعالى:? وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ? (البقرة:30):
قال رحمه الله: ({وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ} أي: واذكر يا محمد إذ قال ربك للملائكة، واقصص على قومك ذلك. وحكى ابن جرير عن بعض أهل العربية - وهو أبو عبيدة -أنه زعم أن "إذ" هاهنا زائدة، وأن تقدير الكلام: وقال ربك. ورده ابن جرير.
قال القرطبي: وكذا رده جميع المفسرين حتى قال الزجاج: هذا اجتراء من أبي عبيدة.)
[ line]
وقال أيضاً: (وليس المراد هاهنا بالخليفة آدم عليه السلام فقط، كما يقوله طائفة من المفسرين، وعزاه القرطبي إلى ابن مسعود وابن عباس وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظر، بل الخلاف في ذلك كثير، حكاه فخر الدين الرازي في تفسيره وغيره، والظاهر أنه لم يرد آدم عينًا إذ لو كان كذلك لما حسن قول الملائكة: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} فإنهم إنما أرادوا أن من هذا الجنس من يفعل ذلك.)
[ line]
وقال: (وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام الرازي، حدثنا ابن المبارك، عن معروف، يعني ابن خَرّبوذ المكي، عمن سمع أبا جعفر محمد بن علي يقول: السّجِلّ ملك، وكان هاروت وماروت من أعوانه، وكان له في كل يوم ثلاث لمحات ينظرهن في أم الكتاب، فنظر نظرة لم تكن له فأبصر فيها خلق آدم وما كان فيه من الأمور، فأسَر ذلك إلى هاروت وماروت، وكانا من أعوانه، فلما قال تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} قالا ذلك استطالة على الملائكة.
وهذا أثر غريب. وبتقدير صحته إلى أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن الباقر، فهو نقله عن أهل الكتاب، وفيه نكارة توجب رده، والله أعلم. ومقتضاه أن الذين قالوا ذلك إنما كانوا اثنين فقط، وهو خلاف السياق.
وأغرب منه ما رواه ابن أبي حاتم -أيضًا-حيث قال: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن أبي عَبْد الله، حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، قال: سمعت أبي يقول: إن الملائكة الذين قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} كانوا عشرة آلاف، فخرجت نار من عند الله فأحرقتهم.
وهذا -أيضًا-إسرائيلي منكر كالذي قبله، والله أعلم.)
¥