ـ[أبو علي]ــــــــ[09 Feb 2009, 10:06 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو مجاهد
نعم الرواية لا تفيد العلم إذا لم نجد لها أدلة تدعمها من الكتاب والحكمة (أدلة عقلية).
روايات انشقاق القمر كلها ليست شهادات شهود عيان، فالشهادة أن يقول الراوي الذي شهد الحدث: رأيت القمر قد انشق، أو كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانشق القمر، لكن الروايات تقول: انشق القمر ...
إذن فالشهود لم يروا شيئا، والحكم بالحق هو الذي يبنى على قول الشاهد وليس على أقوال الغائب الذي سمع من غيره.
الشهيد على الأحداث هو القرآن، فيه من البيان ما يغنينا عن غيره (كفى بالله شهيدا فشهادته أكبر شهادة)، إن كان القرآن قد أثبت الانشقاق اعتبرنا الروايات صحيحة تفيد العلم.
لم نجد في القرآن إثبات الانشقاق في الماضي بل وجدنا ترتيبا محكما للأسباب ونتائجها كما لو دخلت بيتا فوجدت كوبا من الشاي ما زال ساخنا ووجدت في الثلاجة طعاما لم يتسنه، هل تكذب عينيك وتصدق من نفى أن يكون قد دخل أحد ذلك البيت منذ شهر!!
لو سألت أي عالم فيزياء في أي بلد من بلدان العالم عما يسببه القمر لو انشق فإن جوابه سيكون مطابقا تماما لما جاء في سورة القمر.
القرآن علم، وسوره دروس في علم الحكمة، وكما يختبر المعلم تلاميذه بعد إتمام الدروس كذلك يختبر الله الناس في ما أوتوه بنفس الطريقة التي اختبر بها آدم، فبعد أن يبين الله للناس الهدى يسمح للباطل أن يعبر عن نفسه كما سمح لإبليس أن يعرض برنامجه التضليلي ليختبر آدم هل سيتبع هدى ربه أم يصدق كلام المخلوق.
فالباطل يقدم نفسه للناس على أنه هو الحق الصحيح كما فعل إبليس حين ادعى أنه ناصح أمين لآدم، كذلك يختبر الله الناس بعد إكمال رسالة أي رسول اختبارا يتناسب مع ما جاء به، فلما كان عيسى عليه السلام قد أوتي البينات التي هي من اختصاص الله وبإذنه جاء الاختبار بالباطل يدعي أن المسيح هو الإله، وقدم نفسه للناس على أنه هو الحق ومن لم يؤمن بالمسيح إلها فقد خسر الآخرة.
لقد أكمل الله دين الإسلام،فمن الطبيعي أن يختبر الله المسلمين اختبارا يناسب رسالة الإسلام التي جاءت لتعلم الناس أن الله عزيز حكيم، والاختبار المتوقع هو الباطل الذي ينفي عن الله صفة الحكمة،
ليس من الضروري أن يكون الشيطان هو من ينقل الباطل فقد ينقله مؤمن عن حسن نية ظانا أنه هو الحق.
رواية انشقاق القمر تعتبر اختبارا للمؤمنين في مادة الحكمة، الله يقول: وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا).
رواية انشقاق القمر تزعم أن الله تراجع عن كلامه فأرسل آية حسية شبهها في سورة القمر بناقة ثمود، فكذبها أهل مكة وقالوا عنها إنها سحر، فالذي يتراجع عن أقواله ويبدل كلامه لا يعتبر حكيما. (تعالى الله عن ذلك).
وتعتبر رواية انشقاق القمر اختبارا للمؤمنين في مسألة أن القرآن حجة على الناس أجمعين.
لو انشق القمر لأهل مكة فهذا يعني أن القرآن وحده ليس حجة كافية حتى على القوم الذين أنزل بلسانهم فكيف يكون حجة على الناس كافة!!
هذه أيضا تتعارض مع حكمة الله العزيز الحكيم.
ودمت بخير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Feb 2009, 12:53 ص]ـ
أورد الإمام الطحاوي الأحاديث الصحيحة الثابتة ثبوت الشمس في انشقاق القمر ثم قال معلقاً عليها: (فكان فيما ذكرنا عن علي، وابن مسعود، وحذيفة، وابن عمر، وابن عباس، وأنس تحقيقهم انشقاق القمر، فمنهم من قال في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من لم يقل ذلك، ومعناه في ذلك كمعناهم فيه، ولا نعلم روي عن أحد من أهل العلم في ذلك غير الذي روي عنهم فيه وهم القدوة والحجة الذين لا يخرج عنهم إلا جاهل، ولا يرغب عما كانوا عليه إلا خاسر.
¥