ـ[أبو علي]ــــــــ[20 Feb 2009, 10:02 ص]ـ
الحمد لله العزيز الحكيم
قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ.
التيسير تسهيل، يسر الشيء يعني جعله سهلا، والتيسير مبني على الترتيب، فالأشياء المرتبة تيسر للباحث وجودها بسهوله، أما إذا لم تكن مرتبة فإن عملية البحث لن تكون ميسرة، مثلا:
القاموس مرتب أبجديا لتيسير البحث عن الكلمة، فلو لم يكن مرتبا ترتيبا أبجديا لتعسر البحث.
الآية (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) موجودة في سورة القمر، وبما أن الله أثبت التيسير فمعنى ذلك أن في السورة ترتيب يتيسر لنا به علم كيفية انشقاق القمر، فهل ترتيب نزول (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) بعد الطارق النجم الثاقب تيسر لنا به علم أن القمر انشق لأهل مكة!!
وهل ترتيب (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) في المصحف بعد (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) تيسر لنا به علم أن القمر انشق لأهل مكة!!
كلا بل هو تيسير للأسباب.
الآية درس يجب أن نحفظه في الذاكرة (لِلذِّكْرِ)، وهل حفظ الدرس في الذاكرة واجب أم اختياري؟
إن كانت الدروس اختيارية فمعنى ذلك أن من شاء أن يحضر فليحضر ومن شاء أن يتغيب فليتغيب، ولا داعي للاختبار ما دام الدرس اختياري.
إما إن كانت الدروس واجب تذكرها (حفظها في الذاكرة) فلا بد من الاختبار، فوجوب تذكر الدروس يقتضي وجوب الاختبار لمعرفة من ادكر ممن لم يدكر، فهدف الاختبار هو استفهام المختبرين: َهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟
فالمدكر هو الذي سيجيب على أسئلة الاختبار إجابة صائبة لأنه ذاكر دروسه.
كذلك إذا كان الله قد يسر القرآن للذكر والذكر واجب فإن الاختبار واجب ليستفهم بالحجة َهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ، لذلك ختمت الآية بذكر الاختبار: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).
قول الله: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) هذا هو الاختبار، فهو ليس كلاما نظريا بل ينبغي أن يكون تطبيقيا يجعل الله له واقعا.
مثلا: ما هو الذكر الذي يسره الله لآدم؟
إنه قوله تعالى: يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فتشقى).
لو كان هذا الدرس اختياريا غير واجب تذكره لما اختبر الله آدم ليعلم بالحجة هل آدم مدكر أم نسي ما ذكر به.
كيف كان اختبار الله لآدم؟
لقد جاء الاختبار في صورة باطل مناقض لما ذكر به، فإبليس قدم نفسه لآدم على أنه صديق جاء ناصحا أمينا، فنسي آدم ما ذكره به الله
بأن إبليس عدو: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا.
إذن فآدم لم يكن مدكرا، والاختبار كان عبارة عن باطل مناقض للذكر، وطبيعي أن الباطل لا يكشف عن هويته الحقيقية بل يزعم أنه الحق وقد يقسم بالله كذبا ليوهم الإنسان أنه هو الصواب والكلام الصحيح.
كذلك الاختبار في هذه المسألة يأتي مناقضا للترتيب الذي يسر لنا علم كيفية انشقاق القمر عند قيام الساعة، فالذكر يقول: لم ينشق القمر في الماضي، والرواية تقول: انشق القمر لأهل مكة، والرواية قدمت نفسها للناس على أنها الحق الصحيح المتفق عليه.
فهل من مدكر يدكر أن الله يسر ذكر الحقيقة في القرآن التي تختلف اختلافا متباينا عما جاءت به الرواية!!
أم نعتبر النقيضين صائبين: انشق ولم ينشق!!.
إن الرواية المناقضة للذكر في سورة القمر هي والله الاختبار الواقعي التطبيقي المعبر عنه بقوله تعالى: (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).
فهل من مدكر تذكر أن كيفية انشقاق القمر ميسرة حصرا في سورة القمر!!
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Mar 2009, 09:20 ص]ـ
قال ابن كثير في تفسير قول الله تعالى في صدر سورة النحل: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون}:
(وقد ذهب الضحاك في تفسير هذه الآية إلى قول عجيب، فقال في قوله: {أتى أمر الله} أي: فرائضه وحدوده.
وقد رده ابن جرير فقال: لا نعلم أحدا استعجل الفرائض والشرائع قبل وجودها، بخلاف العذاب فإنهم استعجلوه قبل كونه، استبعادا وتكذيبا.). انتهى
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jun 2009, 01:49 ص]ـ
لماذا عُنون هذا الموضوع بـ (ما نص مفسرٌ على رده أو بطلانه)؟!
هل هناك فرقٌ بين الرد والإبطال؟
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Jun 2009, 01:54 م]ـ
لماذا عُنون هذا الموضوع بـ (ما نص مفسرٌ على رده أو بطلانه)؟!
هل هناك فرقٌ بين الرد والإبطال؟
الرد: هو رد القول من حيث عدم صحة تفسير الآية به.
البطلان: القول نفسه باطل لا يصح.
هذا وجه في التفريق بين المصطلحين، والأمر في ذلك يسير.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Jun 2009, 07:08 م]ـ
شكر الله لك هذه الإفادة، وأنا أريد - إن أمكن - مساعدتي في اختيار مصطلح يجمع الصيغ والألفاظ التي ينص عليها العلماء في ردهم وتضعيفهم للأقوال التفسيرية، حيث أشكل علي عنوان الرسالة في هذا.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16432
¥