تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

. لم يقل عليه السلام أن الملكان المعنيان بالسؤال في القبر ... من ملائكة السماء .... ولكن المتلقي هو من قرر ذلك ... وإذا كان الأصل في الفهم هو الخطأ ... فمن المؤكد أن كل ما يبنى عليه لا يخرج عن دائرة الأصل ... والصحيح أن المعنيان في حديث الرسول (ص) هما .. داوود وسليمان عليهما السلام .... وبهذا المفهوم ... تتضح لنا معاني القرآن الكريم وهي أكثر دقة ونحن نتلقى بالسهل الممتنع ما هو أكثر إدراكاً ووضوحاً عن المعاني السابقة ... ويتحقق ذلك .... متى ما أستعان المتدبر بالموروث النبوي لنبينا العظيم وأخضعه للبحث والإستقراء مع آيات القرآن ...

قال تعالى (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)

داوود خليفة الله (في الأرض)

حين نصب الله سبحانه النبي داوود .... ليكون خليفتة (في الأرض) ... كان هذا التنصيب الإلهي (لهدف وغاية) ... بينها الله لنا ... وهو ... يحدده .. لغرض - (الحكم بين الناس) ... !!!

الصلاحية الممنوحة من الله لخليفته في الأرض (داوود) فيما يخص الحكم بين الناس .. صلاحية مطلقة .. بينه قوله تعالى .. (( ... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)

.. والحكم بين الناس لا يكون إلا وفق الحدود التي رسمتها الآيتين التاليتين ..

قال تعالى: .. (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا) .. (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)

.. أمور لا يمكن الحكم فيها إلا بعد الإنتهاء من ((الحياة الدنيا) ..

بينت لنا الآيات حدود (عالم القبر) ..

إذا كان (عالم القبر) مرتبط بالحياة الدنيا ... فهذا يعني أن تكون الحدود لا بد أن تكون من بداية الحياة الدنيا وحتى نهايتها ... (زمنياً) .. ولكن القرآن أكثر تفصيلاً وهو يبين تلك الحدود بتفصيل المستثنى ... والمستثنى من عالم القبر تبينه تفاصيل معالم الحدود ..

الحد الأول .. يبين معه الإستثناء الأول ..

قال تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرا)

مرت بداية الإنسان الأول ... بعهد معلوم حتى وصل إلى الزمن الذي تمكن فيه الإنسان (بجمعه) من تكوين أول مجموعة أو قوم .. ونعلم أن رسالات الله كانت (للأمم وللأقوام) .. لذا كانت الحدود لداوود عليه السلام من (((زمن))) أول قوم تشكل في بني الإنسان في الحياة الدنيا ... أو زمن بداية التكليف الأول ... وبذلك لا يوجد قبلهم قوماً أشرقت عليهم الشمس ... وإن كان هناك أفراد قبل أن يتشكل للإنسان أول تجمع أول قوم .. فهم من نعنيه بالإستثناء ..

الحد الثاني ..

قال تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ..... الآية)

حتى آخر قوم تغرب عليهم الشمس ... (زمنياً) ... والتي تصفه الآية بذكر المكان ... وما العين الحمئة ... إلا دلالة على الطقس الحار جداً .. والمصاحب لذلك الزمن ... ولكن إذا كان هذا الحد الثاني من عالم القبر ... فهل كان هناك إستثناء .. سواءً أكان لأفراد أم لأمم أو أقوام بعد الحد الثاني!!

.. ورثنا من الرسول عليه السلام .. قوله ... في آخر الزمان .... ستشرق الشمس من مغربها وتغرب من مشرقها ....

... وبين القرآن أنه سبحانه وتعالى هو .. (رب المشرقين والمغربين) ..

.. ثم جاءت علوم الفيزياء لتؤكد للإنسان .. أن أي دوران لعجلة ما أو لشكل دائري حول مركزة ... لا يمكن له التوقف التام ... إلا بعد أن ينعكس الدوران للجهة المعاكسة للدوران الأساسي ... وبعدها يتوقف الدوران ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير