تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الخلق .. في كليته يتبع حالة الدوران وفق إتجاه معلوم ... أو كما هو الطواف حول البيت ... وكذلك الكون .. والشمس جزء من هذا الكون ... وقبل توقفها لا بد وأن تدور في الإتجاه المعاكس (علمياً) ... وهذا يؤكد أن هناك شروق جديد وغروب آخر يستمرا حتى تتوقف حركة الشمس ... وهنا نجد أن (الإنسان) الذي يعيش خلال هذه الفترة ... لا بد وأن يتأثر بتبديل وجهة التدوير لخلق الله ... والجزء المتأثر تحديداً في الإنسان .. هو .. (الفكر) ... وبإختلاف جهة دورانه ... فهو قطعاً وعقلاً ... يصل بالإنسان .. إلى وضع لا يمكن له أن يفقه قولاً ... والذي لا يفقه قولاً ... هو من تأثر بإختلاف دوران الخلق ... وهم المستثنى من عالم (القبر) والآية تحددهم (زمنياً) .. بـ (بين السدين) ... وذلك ما عنيته بمشرق ومغرب الشمس (الجديدين) بعد إختلاف وجهة التدوير ... ً

قال تعالى .. (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا)

.. الإستثناء يفرض بوجود عالمين مختلفين بالخصائص .. والتداخل بين العالمين يحتمل الحصر بين (الممكن والغير ممكن) ... وإذا علمنا أن هناك إستثناءً لأناس بعد الشروق الأول وآخر لمن هم بعد آخر غروب للشمس من المغرب من دخول هذا العالم ... فلا يمكن لنا التسليم بأن من عاش بعد آخر غروب للشمس هو من خاطب ذي القرنين طالباً الفصل بين العالمين .. بقدر ما نستطيع أن نجزم أن من خاطب ذي القرنين .. هم من عناهم (الإستثناء الأول) ... والجزم هنا .. محدود بالخيارين ..

قال تعالى: .. (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا).

.. (يأجوج وماجوج) ...

الآية أوضحت صفات (يأجوج وماجوج) بأنهم مفسدون في الأرض ... وهذا يعطي إشارة إلى أن الحالة في عالم القبر للمفسدين في الحياة الدنيا .. هو التموج ... وتموج بعضهم ببعض عكسه المسمى (ياجوج وماجوج) ..

قال تعالى: .. (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ (يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا) ... وبإنتهاء اليوم الآخر أو عالم القبر عند نفخة الصور الأولى معلنة بداية يوم القيامة ... ينتهي التموج لأولئك المفسدون ... بإنتهاء ذلك العالم.

قال تعالى: .. (حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون) .. ولو بحثتم عن كلمة (ينسلون) في كامل القرآن الكريم لن تجدوا سوى هذه الآية وآية أخرى.

قال تعالى: .. (ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون)

إذا كان التموج هو حال المفسدين في عالم القبر ... فلابد أن يكون الثبات هو حال (المؤمنين الصالحين) ...

قال تعالى: ... (يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)

.. وكم هم مسلموا اليوم يطبقوا ذلك المفهوم بدقة تقليدية أكثر منها محاكاة لعالم حقيقي ... وهذا ما نلمسه بالدعاء للميت عند دخوله القبر ... بالثبات!!!

قال تعالى: .. (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا) * (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا) ..

نعلم من الآيات أن عالم القبر أساسه علم الله ... أوكل تنفيذه وتعيين معالمه وحدوده للنبي الملك (داوود) عليه السلام ... وتأكيد علم الله .. في قوله تعالى .. (وقد أحطنا بما لديه خبرا) .. ونفهم من الآيات أن اليوم الآخر هو الأفضل والأميز عن الحياة الدنيا ... وهذا يؤكد أن معلومات الخلق لعالم القبر أقوى من معلومات خلق الحياة الدنيا ... والخلق في الحياة الدنيا تسيره الطاقة المتوزعة في مخلوقات هذا العالم ... وتفعيل خلق عالم القبر لا يكون إلا بتفعيل الطاقة المصاحبة لخلق هذا العالم .... وهنا نفهم الآيات أكثر ,,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير