ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Sep 2004, 10:33 ص]ـ
السلام عليكم
أخي الكريم الشيخ أبو أحمد حفظه الله
سألتني فقلت:: لو سألك من سألك, هل الآية التي في "العنكبوت" {فلبيث فيهم ألف سنة .... } هي آية (((قطع))) أن نوحا أطول الناس عمرا, وأطول النبيين لبثا؟؟؟؟ , فبم تجيبه؟؟
أجيبه بما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
قبل الكلام عن سورة العنكبوت فإن الحكمة تقتضي أن نتدبر ما خلفها لنعلم لماذا جاءت سورة العنكبوت في هذا الموقع بين سورة القصص وسورة الروم، ولماذا سميت ب (العنكبوت)؟
لمعرفة ذلك نعود إلى سورة النمل التي أخذت آخر آية منها توقيعا لي في هذا المنتدى وفي غيره وهي قوله تعالى: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون).
فسورة النمل تبتدأ بعد البسملة ب قول تعالى: طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين) ولك أن تتفكر في كلمة (تلك) فهذه الكلمة لا يقولها
قائلها و يشير إليها إلا ليلفت المخاطب إلى رؤيتها، فلو كنت أتمشى معك في مدينة القدس أعادها الله وجميع فلسطين إلى أهل الإسلام ثم قلت لي: تلك هي بلدية القدس، فأنت لفتني إليها وأريتها لي.
إذن ف (تلك) إسم إشارة يلفت المخاطب إلى رؤية شيء.
فكان من الحكمة أ لا يختم الله سورة النمل إلا بعدما يقول: وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون).
لي عودة إن شاء الله لأتابع معكم لنصل إلى يقين اطمأنت له نفسي أن لبث نوح عليه السلام هو أطول لبث يلبثه نبي في قومه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 Sep 2004, 11:05 ص]ـ
الحمد لله الرحمن الرحيم.
أتابع معكم واسمحوا لي لأني لا أسنطيع أن أكتب أسطرا عديدة نظرا لأني ليس لدي لوحة مفاتيح بالعربية وإنما لوحة إلكترونية على الشاشة أنا بطيء في طباعة الأحرف، فمعذرة.
قلت بالأمس إن (تلك) أداة إشارة، فماهو المشار إليه؟
المشار إليه هو: (آيات القرآن وكتاب مبين)؟
فما هي تلك الآيات المشار إليها في هذه السورة؟
وماهي الحكمة من اختثام السورة بقوله تعالى: (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون).؟
لا تختثم السورة بقول الله ذلك إلا لأن تلك الآيات المشار إليها ب (تلك)
قد ذكرت في السورة وأن الله سيحققها وسنراها تتحقق كآيات.
فما هي تلك الآيات المشار إليها بتلك؟
إنها تلك الآيات التي جاءت بعد قوله تعالى (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) والتي يلفتنا الله إليها بقوله (وإذ) فيحكي قصة موسى عليه السلام الذي جاء بالبينات التي استيقنتها أنفس آل فرعون فجحدوها ظلما وعلوا، ثم بعد ذلك يقص علينا فضل الله على داوود وسليمان بالعلم وتمكينه لسليمان في الأرض (ولا حظوا قول داوود وسليمان (الحمد لله) وتأملوا جيدا أين ذكرت كلمة (الحمد لله)
مرة ثانية وأين ذكرت مرة ثالثة في نفس سورة النمل.
فإذا تفكرنا بحكمة فإن القصص المذكورة في سورة النمل قصص حدثت قبل نزول القرآن؟ فكيف يقول تعالى (تلك آيات القرآن وكتاب مبين) وموسى وداوود وسليمان وصالح ولوط عليهم السلام لم يعاصروا نزول القرآن!!
تلك القصص يقال عنها إنها آيات قصها علينا القرآن أما إذا قال الله عنها (تلك آيات القرآن وكتاب مبين) فإن تأويل ذلك أنها نبوءات قرآنية يحققها الله ويبينها في عهد القرآن الذي يمتد من نزوله إلى قيام الساعة، فالله تعالى سيبين آياته للناس فيستيقنها الناس كافة وسوف يجحدها فرعون آخر علا في الأرض بعدما استيقنتها نفسه، وسيمكن الله للإسلام في الأرض كما مكن لداوود وسليمان وذلك هو فضل الله المبين، وضرب المثل بقصة صالح عليه السلام حيث أن تمكين الإسلام في الأرض سيكون صلاح وإصلاح في الأرض يقابله المستفيدون من الفساد بالمكر والله خير الماكرين وسيقضى على الفساد بعذاب من عنده إن لم ينتهوا وضربت قصة قوم لوط مثلا لذلك الفساد.
إذن فهذه القصص في سورة النمل ضرب الله بها المثل لمستقبل الإسلام وبذلك تكون حقا آيات القرآن وكتاب مبين لأن القرآن تنبأ بها وستتحقق مثلما قال القرآن، فلو لم تكن ستتحقق لما سماها الله (آيات القرآن) ولما أضافها ونسبها للقرآن بقوله (تلك آيات القرآن) ولوصفت بأنها من أنباء غيب الماضي.
ويختم الله سورة النمل بوعده أنه سيرينا تلك الآيات تتحقق كما قدرها أن تكون وفق تلك الأمثال التي ضربها في السورة.
يتبع إن شاء الله.
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Sep 2004, 11:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام من الله علينا جميعا
أتابع فأقول:
قبل أن يبين الله تعالى المشار إليه وهو (آيات القرآن وكتاب مبين) أعطانا حكمة في قوله (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) ليهدينا بها الله إلى أن هذه الآيات التي حدثت في الماضي سيأتي سبحانه بمثلها لأهل القرآن لتكون آيات للقرآن كما كانت آيات لكتاب موسى. وقراءة هذه الآيات المشار إليها ب (تلك) نستنتج منها ما يلي:
النصر و التمكين وإصلاح في الأرض وإهلاك الفساد.
1 = ضربت قصة موسى مثلا للنصر.
2 = وضربت قصة داوود وسليمان مثلا للتمكين.
3 = وضربت قصة صالح مثلا للإصلاح في الأرض.
4 = وضربت قصة لوط مثلا لإهلاك الفساد.
(على جميع هؤلاء الأنبياء سلام الله)
رسالة الإسلام تقول: إنه أنا الله العزيز الحكيم ' فعنوانها هو (تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) فقال الله تعالى لموسى بعد النداء: إنه أنا الله العزيز الحكيم.
وعلينا أن نتفكر في قوله تعالى (وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم) فهذه الآية قاعدة عامة لكل باحث عن البيان في جميع آيات القرآن.هذه القاعدة موجودة في سورة النمل.
والبسملة رحمة الله، يوجد منها اثنتان في سورة النمل في أول السورة وعند التمكين في الأرض (وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي واتوني مسلمين).
وبما أن في سورة النمل بسملتان (رحمتان) نبهنا الله على حمده في قوله (وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون)
يتبع إن شاء الله
¥