تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

. هنا يقول داود عليه السلام (ذي القرنين) واصفاً إحكام هذا العالم وفصله عن عالم الحياة الدنيا .. بـ (رحمة من ربي) ... وينتهي عالم القبر حين يأتي وعد الله وذلك عند بداية نفخة الصور الأولى .. لتنتقل مخلوقات الله من عالم القبر .. إلى عالم آخر مختلف أيضاً في الخصائص (يوم القيامة) .. المهم .. أن القرآن الكريم وصف لنا حالة الإنتقال تلك بـ (النسل) ... وكلمة (ينسلون) تكررت في القرآن الكريم مرتان فقط ..

قال تعالى: .. (ونفخ في الصور فاذا هم من الاجداث الى ربهم ينسلون)

قال تعالى: .. (حتى اذا فتحت ياجوج وماجوج وهم من كل حدب ينسلون)

وهنا تأكيد على أن يأجوج وما جوج الذين ذكرتهم الآيات تابعين لعالم اليوم الآخر .. بل أن الآيات تحددهم بالمفسدون في الأرض.

يتبادر إلى الذهن سؤال ... إذا كان ذو القرنين قد أنجز هذا العالم .. فمن هو الموكل بإدارة هذا العالم .. ويا ترى هل هو من الملائكة أم من الإنس أم من الجان.

القرآن الكريم .. يفيد بوضوح أن (ذي القرنين) هو المعني بإدارة هذا العالم وفق صلاحيات مطلقة.

قال تعالى .. (( ... قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا)

قال تعالى: .. (قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا) .. (وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)

ثم يرد إلى ربه .... أي بعد نهاية اليوم الآخر وبداية يوم القيامة عند نفخة الصور الأولى.

.. صفة المفسد والظالم - كما وضحت - لا تكون قطعية إلا بعد (الموت) .. والعذاب (لمن ظلم) وجزاء الحسنى لمن (آمن وعمل صالحاً) ... وهذا لا يكون إلا هناك .. في اليوم الآخر.

من أمرنا يسرا ... تأكيد على مسؤولية ذي القرنين عن إدارة هذا العالم .. دون سواه من مخلوقات أخرى.

نجد في مواقع أخرى من القرآن الكريم ما يؤكد أن داود عليه السلام هو الموكل بإدارة اليوم الآخر؟

الله سبحانه وتعالى حين نصب نبيه داود عليه السلام وجعله خليفة له (في الأرض) وكان الهدف من التنصيب الإلهي لداوود عليه السلام .. لأن يكون خليفتة في الأرض .. مسبباً ... بأن (يحكم بين الناس بالحق) .. والناس هنا كل الناس .. وهنا الأمر لا يخلو من الغرابة .. ليس من يقين الآيات ... بل أين كنا!!

قال تعالى: .. (يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ان الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب)

وهب الله لداود إبنه سليمان فورث منه الحكم والنبوة وأوتي من علم كل شيء .. فأصبح داود وإبنه هما المعنيان بإدارة خلافة الأرض والحكم بين الناس .. والذي لا يكون إلا بعد الموت ... وتحديداً في عالم القبر ... أو اليوم الآخر.

مشاركة سليمان والده داود في الحكم بين الناس والجن والطير ... وذلك في عالم القبر ... ولهما عليهما السلام الإستعانة بجنود من الإنس والجن والطير كأتباع يتم منحهم ما يرتقي بقدراتهم إلى الإفادة من خدماتهم في إدارة هذا العالم.

قال تعالى: .. (وداوود وسليمان اذ يحكمان في الحرث اذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين)

قال تعالى: .... (ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين)

قال تعالى: .... (من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب.)

..

في سياق الآيات من قصة ذي القرنين .. قوله تعالى: .. (وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا) ..

ونحن نعلم أن (العرض) لا يكون إلا في اليوم الآخر .. فلنستعرض الآيات الخاصة بـ (العرض) ..

عند إستعراض آيات العرض في القرآن الكريم نجد أنها في عالم يحكمه ذي القرنين (القبر) ..

قال تعالى: .. (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين)

قال تعالى: .. (وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة بل زعمتم الن نجعل لكم موعدا)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير