تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أم أنك تعتبر ما نسبته للجبرية وهو ((فأما القائلون بالجبر فقالوا: المراد منه أن الله تعالى يحول بين المرء الكافر، وبين قلبه .. وبين المرء المؤمن، وقلبه .. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء!))

هو نفسه قول أهل السنة الاشعرية؟؟

وهل قول أهل القدر أي المعتزلة والذي نقلته أنا عن الزمخشري يلق تأييدا عندك؟؟

وضح الأمر لو تكرمت؟؟

ـ[أبو زينب]ــــــــ[17 Nov 2004, 08:10 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ربما لن آتي بجديد و لكن - ليعذرني بعض الإخوة - سوف أنقل لكم هذا التفسير - رغم طوله - لأن صاحبه قد أتى على عدة أمور أثارتها الأخت زينب أو تناولها المشاركون في المداخلات المتوالية.

إليكم إذا ما جاء في تفسير "التحرير و التنوير " لابن عاشور.

(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)

إعادة لمضمون قوله (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله) الذي هو بمنزلة النتيجة من الدليل أو مقصد الخطبة من مقدمتها كما تقدم هنالك.

فافتتاح السورة كان بالأمر بالطاعة والتقوى، ثم بيان أن حق المؤمنين الكمل أن يخافوا الله ويطيعوه ويمتثلوا أمره وإن كانوا كارهين، وضرب لهم مثلا بكراهتهم الخروج إلى بدر، ثم بكراهتهم لقاء النفير وأوقفهم على ما اجتنبوه من بركات الامتثال وكيف أيدهم الله بنصره ونصب لهم عليه أمارة الوعد بإمداد الملائكة لتطمئن قلوبهم بالنصر وما لطف بهم من الأحوال، وجعل ذلك كله إقناعا لهم بوجوب الثبات في وجه المشركين عند الزحف ثم عاد إلى الأمر بالطاعة وحذرهم من أحوال الذين يقولون سمعنا وهم لا يسمعون، وأعقب ذلك بالأمر بالاستجابة للرسول إذا دعاهم إلى شيء فان في دعوته إياهم إحياء لنفوسهم وأعلمهم أن الله يكسب قلوبهم بتلك الاستجابة قوى قدسية.

واختير في تعريفهم، عند النداء، وصف الإيمان ليومي إلى التعليل كما تقدم في الآيات من قبل، أي أن الإيمان هو الذي يقتضي أن يثقوا بعناية الله بهم فيمتثلوا أمره إذا دعاهم.

والاستجابة: الإجابة، فالسين والتاء فيها للتأكيد، وقد غلب استعمال الاستجابة في إجابة طلب معين أو في الاعم، فأما الإجابة فهي إجابة لنداء وغلب أن يعدى باللام إذا اقترن بالسين والتاء، وتقدم ذلك عن قوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم " في آل عمران.

وإعادة حرف بعد واو العطف في قوله) وللرسول (للإشارة إلى استقلال المجرور بالتعلق بفعل الاستجابة، تنبيها على أن استجابة الرسول صلى الله عليه وسلم أعم من استجابة الله لأن الاستجابة لله لا تكون إلا بمعنى المجاز وهو الطاعة بخلاف الاستجابة للرسول عليه الصلاة والسلام فإنها بالمعنى الأعم الشامل للحقيقة وهو استجابة ندائه، وللمجاز وهو الطاعة فأريد أمرهم بالاستجابة للرسول بالمعنيين كلما صدرت منه دعوة تقتضي أحدهما.

ألا ترى أنه لم يعد ذكر اللام في الموقع الذي كانت فيه الاستجابة لله والرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى واحد، وهو الطاعة، وذلك قوله تعالى " الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح " فإنها الطاعة للأمر باللحاق بجيش قريش في حمراء الأسد بعد الانصراف من أحد فهي استجابة لدعوة معينة.

وإفراد ضمير " دعاكم" لأن الدعاء من فعل الرسول مباشرة، كما أفرد الضمير في قوله " ولا تولوا عنه " وقد تقدم آنفا.

وليس قوله " إذا دعاكم لما يحييكم" قيدا للأمر باستجابة ولكنه تنبيه على أن دعاءه إياهم لا يكون إلا إلى ما فيه خير لهم وإحياء لأنفسهم.

واللام في " لما يحييكم " لام التعليل أي دعاكم لأجل ما هو سبب حياتكم الروحية.

والأحياء تكوين الحياة في الجسد، والحياة قوة بها يكون الإدراك والتحرك بالاختيار ويستعار الأحياء تبعا الاستعارة الحياة للصفة أو القوة التبيبها كمال موصوفها فيما يراد منه مثل حياة الأرض بالإنبات وحياة العقل بالعلم وسداد الرأي، وضدها الموت في المعاني الحقيقية والمجازية، قال تعالى " أموات غير أحياء - أومن كان ميتا فأحييناه" وقد تقدم في سورة الأنعام.

والإحياء والإماتة تكوين الحياة والموت. وتستعار الحياة والإحياء لبقاء الحياة واستبقائها بدفع العوادي عنها) ولكم في القصاص حياة" ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير