إن ظاهرة المجاز لها ساحة بعيدة الأطراف ن غزيرة الفروع، فضلا عن قيمتها البلاغية والجمالية في إطارها اللغوي. تلك القيمة ا لتي جعلت بعض أهل اللغة يجنحون إلى القول بأن المجاز أبلغ من الحقيقة (1)
ونحن في هاته الوقفة العجلى سنعمد إلى إشارات موجزة نحو أم القضايا ا لمجازية التي تعرض الزركشي لها ودرسها في كتابه البرهان وهي التالية:
أولا/ كون المجاز واقعا في النص القرآني (2). هاته مسألة غير شائكة بل غير مشهورة على النحو الذي اشتهرت باقي مسائل علوم القرآن.ولقد وضح الخلاف فيها بعد ابن تيمية الذي مال إلى القول بأن المجاز غير واقع في القرآن المجيد، ولم يكن ابن تيمية هو رائد هذا المذهب، حيث سبقه إلى ذلكم غير واحد منهم أبو إسحاق الإسفراييني (418هـ) و (أبو العباس ابن القاص335هـ) و (ابن خويز منداد4
ثانيا/ اشتراك اللفظ بين حقييقتين، أو حقيقة ومجاز.5
ثالثا/ كون الحذف نوع من أنوع المجاز، ووقوع الخلاف في ذلك.6
ليس من اتفاق على عدِّ الحذف من أضرب المجاز. ومن الاعتراضات أن المجاز استعمالٌ للّفظ في غير موضعه والحذف ليس كذلك. وقد أكد ابن عطية اعتداد الحذف من المجاز، وذلك بوضوح، فقال:
(وحذف المضاف هو عين المجاز، أو معظمه. وهذا مذهب سيبويه وغيره، وليس كل حذف مجاز) والسؤال الهام هنا: هل كل حذف مجاز؟ 7
ومن أهل العلم من وضع معيارا عنده يتحدد كون الحذف من المجاز أم لا. وهذا مانراه عند (عز الدين ا لزنجاني) في قوله (الحذف مجاز إذا تغير الحكم بسببه، وإلا فلا. مثلا زيد منطلق وعمرو، ليس مجازا رغم حذف الخبر) 8.
ويصرح الزركشي برأيه في هذه القضية فيقول ((إن أريد بالمجاز استعمال اللفظ في غير موضعه، فالحذف ليس كذلك؛ لعدم استعماله. وإن أريد بالمجاز إسناد الفعل إلى غيره-وهو المجاز العقلي- فالحذف كذلك)) 9
إذا الزركشي هنا يحصر الحذف في مطابقته المجاز العقلي؛ فلا يحكم له بالمجازية المطلقة، لكن أ يكون في الحذف إسناد للفعل إلى غيره حتى يقول الزركشي إن الحذف كذلك؟ أليس الحذف عدم استعمال والمجاز استعمال؟ فكيف يكونان شيئا واحدا؟
إن النقطة الأساسية المشتركة بين المجاز والحذف هي التي ذكرها الزركشي في في قوله: ((الحذف خلاف الأصل)) 10 - ووجه الاشتراك أن المجازأيضا خلاف للأصل.
ولعل هذا الاشتراك في مخالفة الأصل هو ما أغرى الكثيرين بالقول بأن الحذف مجاز بإطلاق. كما أن من وجوه الاشتراك بينهما ما يمكن تسميته باللذة الذهنية، وهي التي صرح بوجودها الزركشي في سياق ذكره فوائد الحذف إن حيث قال: ((إن من فوائده زيادة لذة بسبب استنباط الذهن للمحذوف، وكلما كان الشعور بالمحذوف أعسر، كان الالتذاذ به أشد وأحسن)).
يوكد الزركشي على نقطة أخرى، الخلاف فيها أقل مما سلف سوقه، وهي كون التشبيه والاستعارة من وجوه المجاز. وهذا من القضايا اللغوية التي لا تحتمل خلافا إذ الأمر فيها واضح جلي، لا يسمح بإنكار دخول الاستعارة والتشبيه ضمن أضرب المجاز، بل هما من أشهر وأوسع التطبيقات المجازية في لغة العرب.
خالد إبراهيم المحجوبي
http://www.almualem.net/maga/mazaj565.html
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[20 Nov 2004, 06:31 م]ـ
وهذا أخي الكريم جزء من كتاب السيوطي حول مجاز القرآن من كتابه الإتقان في علوم القرآن
(((السيوطي في كتابه ((الإتقان في علوم القرآن))
كتب عن المجاز ما يلي
((النوع الثاني والخمسون في حقيقته ومجازه