تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لوازم الدرس القرآني]

ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[28 Jan 2007, 08:57 م]ـ

[لوازم الدرس القرآني]

للدكتور الشاهد البوشيخي

هذه محاضرة للشيخ الشاهد البوشيخي القيت في كلية الاداب مكناس قمت بتفريغها و اقتطفت هذا الجزء منها و الباقي سينشر ان شاء الله لاحقا

فالشباب الباحث تلزمه أمور، يمكن أن نعتبرها لوازم الدرس القرآني لبناء العمران البشري ماذا يلزمه لفهم القرآن والعمل به؟ يلزمه:

-أولا: اللسان العربي «إنا أنزلناه بلسان عربي مبين» إذ لم يحكم هذا اللسان، فليحكم ما شاء من الألسنة ليكون نابغة في اللغة بالفرنسية أو الإنجليزية أو الصينية… لا يغني عنه ذلك شيء، وسيضل عالة على غيره ممن يحكم اللسان العربي، ونرى الآن مسلمين بمئات الملايين لا يعرفون اللسان العربي إنهم مسلمون بالواسطة –أي يفهمون الإسلام –نقل لكم من يعرف الإسلام بالعربية القرآن من بابه الواسع؟ كيف كانوا سيكونون إذا كانوا مسلمين حقا؟

فهذا اللسان شرط في الدخول إلى القرآن لا بد أن يحكم أمره من جهتين:

*جهة التبين وجهة البيان. أي أن يكون الشخص قادرا على تبيين المراد من الكلام العربي، لأن هذا القرآن قد درس –بضم الدال- دراسات: إذ قد اهتم به الفقهاء والمحدثون واللغويون… إذا لم تكن قادرا على يبين المراد من الكلام أولئك القوم، أو استخراجه عن مراده فسوف تبني على شيء خلاف ما ذهب إليه صاحبه.

لا بد أن تكون قادرا على تبين المراد من الكلام العربي، ويدخل في ذلك تبين المراد من هذا الكتاب. القرآن أنزل بلسان عربي، وما يحيط به مما يعينك على فهمه أيضا سواء من السنة التي هي البيان الأول بيان بالقول والفعل والتقرير، كل ذلك بيان المراد من هذا القرآن، ثم بعد ذلك نظرا لوجود علاقة بين القرآن والزما، لأن بتغير الأزمنة والأمكنة وأحوال الإنسان، فيحتاج إلى تنزيل جديد للنص، لا من حيث هو نص، لكن كيف يطبق في الواقع الجديد، فما جد في هذا الواقع يحتاج إلى تجديد النظر في التنزيل، لذلك فالله يدخر لكل يجل ما يدخر، دائما يوجد هذا التفاعل. مثال ذلك قوله تعالى «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب» تعليق «ضع الله الذي أتقن كل شيء» هذه الآية كانت توجه باضطراد إلى الآخرة، ترى كيف يفهم هذا التعليق إذا كانت موجهة إلى الآخرة؟ أي صنع هذا نراه إذ ذلك، حين تنقلب الموازين، في تلك اللحظة، في لحظة التدمير، بل هي أمر آخر «القرعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش» الجبال تصبح كالعهن المنفوش، «ويسألونك عن الجبال فيقل ينسفها ربي نسفا» هذا الوضع ليس هو محل للصنع الآن.

القرآن لا يتحدث عن مسائل العلوم، ولكن بالنسبة للتعبير القرآني مدرجة مدمجة يتحدث حديث الذي يرى، الذي خلق «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير» الذي يعلم السر وأخفي» فالأمر عادي فلذلك.

القدرة على التبين إذن ضرورية لتحصيل الاستيعاب وفهم القرآن، ومثل ذلك القدرة على البيان لتحصيل التواصل والإفادة. أنت الذي فهمت شيء ينبغي أن تفهمه لنا. أقول هذا الآن التفريط الآن شديد في هذه الأداة، وهو تفريط خطير، له أضرار كبيرة جدا على الفرد وعلى الأمة، ولا بد من بذل الجهد لا استدراك ما فات.

-ثانيا: الأداة العملية ونقصد بها أن هذا القرآن له مقال وحين تنزله في اللحظة الأولى كان له مقام، وهو سياق تاريخي، اجتماعي، كان له مقام باصطلاح علماء البلاغة، عندنا المقال هو القرآن، وهذا المقال له مقام وهو يتنزل وله تأثر، لابد لدارس القرآن الكريم أن يبذل جهدا في تعلم ما يلزم لتحليل المقال علوم الآلة، والعلوم الضرورية لفهم هذا المقال، كل ذلك ضروري تحصيله للدخول في القرآن، فإذن ما يسمى بعلوم القرآن وغيرها مما يحيط بذلك الظرف كأمر السيرة وأمر التاريخ، وأمر الإجتماع، كل ذلك يحتاج إليه الدارس للقرآن ليسهل، عليه فهم القرآن، لأنه يقلق بيئة التنزل، بظرف الخطاب، بمقام الخطاب، فهذا ضروري.

-ثالثا: الأداة المنهجية، إذا أحكمنا أمر اللسان وأمر المعلومات، هل يكفي ذلك؟ لا يكفي، لا بد ن نحكم أمر المنهج، وهو منهجان:

-المنهج النظري هو عبارة عن مبادئ عامة ينبغي أن نقرأها ونفهمها وندخلها في الحساب، مبادئ تساعدنا على كيفية البحث في القرآن الكريم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير