تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[سؤال في سورة الفاتحة]

ـ[ماجد الخير]ــــــــ[22 Feb 2007, 01:24 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

سؤالي في سورة الفاتحة:

س / ماذا تفيد الباء في قوله ((بسم الله)

أرجو الأجابة وشكرا .......................

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Feb 2007, 05:40 م]ـ

جاء في الدر المصون؛ لابن السمين الحلبيّ، في إعراب آيات سورة (الفاتحة):

وبِسْم: جارٌّ ومجرور، والباء هنا للاستعانة كعَمِلت وبالقَدُوم، لأنَّ المعنى: أقرأ مستعيناً بالله، ولها معانٍ أُخَرُ تقدَّم الوعدُ بذكرها، وهي: الإِلصاقُ حقيقةً أو مجازاً، نحو: مَسَحْتُ برأسي، مررْتُ بزيدٍ، والسببية: [نحو] {فَبِظُلْمٍ مِّنَ ?لَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ} [النساء: 160]، أي بسببِ ظلمهم، والمصاحبة نحو: خرج زيدٌ بثيابه، أي مصاحباً لها، والبدلُ كقوله عليه السلام: "ما يَسُرُّنِي بها حُمْرُ النَّعَم" أي بدلها، وكقول الآخر:

8ـ فليتَ لي بِهِمُ قوماً إذا ركبوا * شَنُّوا الإِغارةَ فرساناً ورُكْبانا

أي: بَدَلَهم، والقسم: أحلفُ باللهِ لأفعلنَّ، والظرفية نحو: زيد بمكة أي فيها، والتعدية نحو: {ذَهَبَ ?للَّهُ بِنُورِهِمْ} [البقرة: 17]، والتبعيض كقول الشاعر:

9ـ شَرِبْنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعَتْ * متى لُجَجٍ خُضْرٍ لهنَّ نَئيجُ

أي من مائه، والمقابلة: "اشتريتهُ بألف" أي: قابلتُه بهذا الثمنِ، والمجاوزة مثلُ قولِه تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ?لسَّمَآءُ بِ?لْغَمَامِ} [الفرقان: 25] أي عن الغمام، ومنهم مَنْ قال: لا تكون كذلك إلا مع السؤال خاصة نحو: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً} [الفرقان: 59] أي عنه، وقول علقمة:

10ـ فإنْ تَسْأَلوني بالنساءِ فإنني * خبيرٌ بأَدْواءِ النساء طبيبُ

إذا شابَ رأسُ المرءِ أو قلَّ مالُه * فليس له في وُدِّهِنَّ نَصيبُ

والاستعلاء كقوله تعالى: {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75]. والجمهورُ يأبَوْن جَعْلها إلا للإِلصاق أو التعديةِ، ويَرُدُّون جميعَ المواضعِ المذكورةِ إليهما، وليس هذا موضعَ استدلال وانفصال.

وقد تُزاد مطَّردةً وغيرَ مطَّردة، فالمطَّردةُ في فاعل "كفى" نحو: {وَكَفَى? بِ?للَّهِ} [النساء: 6] / أي: كفى اللهُ، بدليل سقوطِها في قول الشاعر:

11ـ ................................ * كفى الشيبُ والإِسلامُ للمرءِ ناهياً

وفي خبرِ ليس و "ما" أختِها غيرَ موجَبٍ بـ إلاَّ، كقوله تعالى: {أَلَيْسَ ?للَّهُ بِكَافٍ [عَبْدَهُ]} [الزمر: 36]، {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ} [الأنعام: 132] وفي: بحَسْبكِ زيدٌ. وغيرَ مطَّردةٍ في مفعولِ "كفَى"، كقوله:

12ـ فكفى بنا فَضْلاً على مَنْ غيرُنا * حُبُّ النبيِّ محمدٍ إيانا

أي: كَفانا، وفي البيت كلامٌ آخرُ، وفي المبتدأ غيرَ "حَسْب" ومنه في أحدِ القولين: {بِأَييِّكُمُ ?لْمَفْتُونُ} [القلم: 6] وقيل: المفتون مصدر كالمَعْقول والمَيْسور، فعلى هذا ليست زائدةً، وفي خبر "لا" أختِ ليس، كقوله:

13ـ فكُنْ لي شفيعاً يومَ لا ذو شفاعةٍ * بمُغْنٍ فتيلاً عن سَوادِ بنِ قاربِ

أي: مُغْنياً، وفى خبرِ كان مَنْفِيَّةً نحو:

14ـ وإنْ مُدَّتِ الأيدي إلى الزادِ لم أكنْ * بِأعجلِهم، إذْ أَجْشَعُ القومِ أَعْجَلُ

أي: لم أكنْ أعجلَهم، وفي الحال وثاني مفعولَيْ ظنَّ منفيَّيْنِ أيضاً كقوله:

15ـ فما رَجَعَتْ بخَائِبَةٍ رِكابٌ * حكيمُ بنُ المُسَيَّب مُنْتَهاها

وقولِ الآخر:

16ـ دعاني أخي والخيلُ بيني وبينه * فلمَّا دعاني لم يَجِدْني بقُعْدَدِ

أي: ما رَجَعَت رِكابُ خائبةً، ولم يَجِدْني قُعْدَداً، وفي خبر "إنَّ" كقول امرئ القيس:

17ـ فإنْ تَنْأَ عنها حِقْبَةً لا تُلاقِها * فإنك ممَّا أَحْدَثَتْ بالمُجَرِّبِ

أي: فإنك المجرِّب، وفي: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ?للَّهَ} [الأحقاف: 33] وشبهه.

ـ[ماجد الخير]ــــــــ[23 Feb 2007, 02:21 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Feb 2007, 04:02 ص]ـ

المعنى كما ذكر الأخ مروان وفقه الله وهو:

الاستعانة. أي باسم الله أقرأ مستعيناً به ومتيمناً ومتبركاً. [البحر المحيط: 1/ 29، اللباب: 88].

ومعنى قولك (باسم الله): ابتدأ بتسمية الله وذكره قبل كل شيء، أو اقرأ بتسميتي الله، لا أن المعنى (أقوم بالله) أو (اقرأ بالله)، فالمعنى: اقرأ مبتدئاً بتسمية الله، فجعل الاسم مكان التسمية كما جعل الكلام مكان التكليم والعطاء مكان الإعطاء. [تفسير ابن جرير: 1/ 117].

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير