[نماذج من التفسير التطبيقي للقرآن .... أضف انموذجا]
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[03 Mar 2007, 08:12 م]ـ
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبي المصطفى .... أما بعد:
فإن أحدنا حين يقرأ في كتاب من كتب التفسير تمر عليه من اللطائف والفوائد القصص والشواهد ما يستحسنها ويستملحها ... ومن هذه اللطائف, تلك المواقف والأحداث التي تحصل للفرد أو للجماعة فيستشهد أحدهم بآية تطابق نفس الواقع المستشهد به. وهو ما قصدت به هنا (التفسير التطبيقي).
ما أجمل هذه النماذج وخصوصا أنها تدعو العبد إلى العمل بكتاب الله وتطبيقه, بل إنها أحيانا تصحح مسار الأمة.
ولعلي في هذا الموضوع أذكر شيئا من هذه النماذج,, وأنتظر من أعضاء الملتقى الأكارم التكرم بالمشاركة لتحصل الفائدة ويعم النفع.
وبسم الله أبدأ:
1. لعل من أروع النماذج ما حصل من الصديق رضي الله عنه حين توفي النبي صلى الله عليه وسلم, وقام عمر خطيبا مهددا لمن يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات, فقام أبوبكر رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، قال الله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144].
قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها.
قال ابن المسيب: قال عمر: والله، ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعرفت أنه الحق، فعقرت حتى ما تُقُلِّني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات.
فتأمل كيف ثبت الله هذه الأمة حين استشهد أبوبكر رضي الله عنه بهذه الآية في هذا الموقف.
2. ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن وهب بن منبه رحمه الله سجن ثلاثة أيام فأتاه أحد الحضور فقال له يا أبا عبد الله ألا أسمعك بيتا من الشعر- يريد أن يسري عنه- فقال له: يا ولدي نحن الآن في طرف من عذاب الله , والله تعالى يقول: (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) فصام ثلاثة أيام, فقيل له ما هذا الصيام فقال: أُحدِثَ لنا الحبس فأخذتنا زيادة عبادة.
3. ذكر القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره عند قول الله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً) (الاسراء:45)
بعدما ساق تفسير الآية قال: (قلت: ولقد اتفق لى ببلادنا الاندلس بحصن منثور من أعمال قرطبة مثل هذا.
وذلك أنى هربت أمام العدو وانحزت إلى ناحية عنه، فلم ألبث أن خرج في طلبى فارسان وأنا في فضاء من الأرض قاعد ليس يسترنى عنهما شئ، وأنا أقرأ أول سورة يس وغير ذلك من القرآن، فعبرا عليَّ ثم رجعا من حيث جاءا وأحدهما يقول للآخر: هذا ديبله – بمعنى جني باللغة الفرنسية-، يعنون شيطانا.
وأعمى الله عز وجل أبصارهم فلم يرونى، والحمد لله حمدا كثيرا على ذلك.
هذا ما وقفت عليه وفي انتظار المزيد من المشايخ والإخوة الفضلاء
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[06 Oct 2008, 03:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Oct 2008, 02:50 ص]ـ
لأخينا الشيخ عبد العزيز الضامر وفقه الله كتاب تنزيل الآيات على الواقع وهي رسالة ماجستير مفيدة في هذا الباب ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Oct 2008, 05:51 ص]ـ
موضوع طيب ومدارسة لطيفة، ومن نماذج ما نحن بصدده:
عن ابن مسعود: أنه جيء بلبن فعرضه على جلسائه واحدًا واحدًا، فكلهم لم يشربه لأنه كان صائمًا، فتناوله ابن مسعود وكان مفطرًا فشربه، ثم تلا قوله تعالى {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ}، رواه النسائي، وابن أبي حاتم، من حديث الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عنه. ابن كثير
¥