تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما سر هذا الاسم من أسماء الله تعالى, وتعلق الأنبياء به في القرآن .. ؟؟]

ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Feb 2007, 07:35 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:

فإن المتتبع لدعوات الأنبياء عليهم وعلى إمامنا وإمامهم أزكى صلوات الله وأتم تسليماته يجد اتفاق ألفاظها في كثير من المواضع على نداء الله باسم (الرب) وأريد أن أسأل المشايخ الفضلاء عن هذا الاسم من أسماء الله تعالى هل قال أحد من أهل العلم أنه هو الاسم الأعظم لله, وإلا فما سر إطباق الأنبياء وإجماعهم على دعاء الله به , سيَّما وأن كثيراً من تلك الدعوات أُتبع بالفاء الدالة على التعقيب بالإجابة, كقول الله عن آدم عليه السلام حين دعاه هو وحواء بقولهما {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} فقال الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم} وقوله عن داود {وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب * فغفرنا له} وقوله عن أيوب {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين*فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين} وقول الله عن زكريا {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء * فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} وقوله عنه في موضع آخر: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} وقول الله عن إبراهيم {فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير *فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين} وقول الله عن لوط {رب نجني وأهلي مما يعملون * فنجيناه وأهله أجمعين} وقول الله عن يوسف {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين *فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو السميع العليم} وغير ذلك من المواطن في كتاب الله فما سر ذلك أيها الفضلاء .. ؟؟

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Feb 2007, 08:21 ص]ـ

أحسنت أخي محمود على هذه اللفتة الجميلة في دعاء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام، والذي يظهر ـ والله أعلم ـ أن الدعاء باسم الرب هو المناسب لمعنى التربية والإصلاح، وما في دعواتهم من هذا المعنى، ولابن القيم إشارات فيما سألت، منها قوله في بدائع الفوائد: (وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة اللهم كما في سيد الإستغفار اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك // رواه البخاري // والترمذي والنسائي الحديث وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين ربنا اغفر لنا ذنوبنا آل عمران 147 وقول آدم ربنا ظلمنا أنفسنا الأعراف 23 وقول موسى رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي وقول نوح رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم هود 47 وكان النبي يقول بين السجدتين رب اغفر لي رب اغفر لي // صحيح //

وسر ذلك أن الله تعالى يسئل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره ويثنى عليه بإلاهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك

فأما الدعاء فقد ذكرنا منه أمثلة وهو في القرآن حيث وقع لا يكاد يجيء إلا مصدرا باسم الرب).

ولعلي أقف على غيره عنده أو عند غيره فأوافيك به.

ـ[منصور مهران]ــــــــ[18 Feb 2007, 11:52 ص]ـ

بحمد الله وتوفيقه أضاء الأخ الكريم الشيخ محمود الشنقيطي للبصائر طريقا للبحث والدرس النافع، بحول الله،

فتأملت هذه الإضاءة مَلِيّا وبحثت أقوال المفسرين فلم أجد بياناً شافياً تطمئن له الخواطر،

وبتتبع جملة الأدعية ا لواردة في القرآن الكريم وجدت كثيرا منها يتصدره لفظ (رب)

بعد حذف ياء المتكلم وبقاء كسرة دالة على المحذوف مثل: (رَبِّ هَبْ لي مِن الصالحين) فلم يرد مع الياء في الدعاء.

وما جاء منه موصولا بياء المتكلم فلغير الدعاء بل للإخبار مطلقا.

وإذا اتصل بضمير المتكلمين امتنع أن يُحْذفْ منه الضمير مثل:

(ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين).

ووجدت منها ما يرد مسبوقا بلفظ (اللهم)،

ومنها ما يرد مسبوقا بلفظين هما: (اللهم ربنا) في موضع واحد

والغالب على الدعاء المسبوق بلفظ (رب) أن تأتي بعده استجابة محققة بفاء التعقيب

- كما أفادناه شيخنا محمود الشنقيطي -

وهنا ملحظ لطيف إذ إن لفظ (رب) دال على مجموع شيئين:

الإيمان بالله الخالق

الإقرار له سبحانه بالربوبية

وفي هذا الوصف في الدعاء تتحقق ذروة الخضوع والانقياد لمشيئة الله

وأن الداعي بهذا ليس له ملجأ ولا ملاذ إلا الله وحده

فأخلق به أن يتلقى من ربه استجابة عاجلة

ومعلوم أن الدعاء في مواطن الخضوع حيث يكون القرب من الله حقيقة أو أقرب للنوال

كما في الحديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ... )

لذلك يؤمل العبادُ من ربهم استجابةً وعطاءً في حال المسكنة،

وكم تحنف بها الشعراء في لحظات التوبة والندم وإبداء الانكسار طمعا في المغفرة والسَّكينة

من ذلك قول أبي نواس في زهديته المشهورة:

إن كان لا يرجوك إلا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ

هذا، والأنبياء لهم من الله مغفرة مسبقة فلا غروَ أن تأتيهم استجابة ربهم إذا دَعَوْا محققة وعاجلة.

والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير