[معاني كلمة "الهدى" في القرآن العظيم]
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[05 Apr 2007, 08:42 م]ـ
الحمد لله
الهدى في القرآن على أربعة عشر وجها:
ـ أحدها: الثبات. ومنه: (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ) [الفاتحة:6] أي: ثبتنا عليه.
ـ والثاني: البيان. ومنه: (عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ) [البقرة:5]، [لقمان:5].
ـ والثالث: الرسول. ومنه: (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى) [البقرة:38]، [طه:123].
ـ والرابع: محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. ومنه: (مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى) [البقرة:159].
ـ والخامس: السنة. ومنه: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام:90].
ـ والسادس: الإصلاح. ومنه: (لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ) [يوسف:52].
ـ والسابع: الدعاء. ومنه: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) [الرعد:7]
ـ والثامن: القرآن. ومنه: (أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى) [الإسراء:94]، [الكهف:55]
ـ والتاسع: الإيمان. ومنه: (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) [الكهف:13]
ـ والعاشر: الإلهام. ومنه: (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه:50] أي: ألهم كيف المعاش.
ـ والحادي عشر: الموت على الإسلام. ومنه: (وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:82].
ـ والثاني عشر: الإسلام. ومنه: (إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) [الحج:67]
ـ والثالث عشر: التوحيد. ومنه: (إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ) [القصص:57]
ـ والرابع عشر: التوراة. ومنه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى) [غافر:53]
"البحر الملئان في اقتناص درر معاني القرآن" للشيخ أبي عمران موسى بن عمر المصمودي الحسني
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[05 Apr 2007, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ورد لفظ الهدى وما اشتق منه في (305) موضعا، في اثنتين وستين سورة من سور القرآن الكريم، ذكر فيها علماء الوجوه والنظائر ثمانية وعشرين وجها، مع اختلاف بينهم في معنى اللفظ في الآية الواحدة، وقد سبق لي في رسالة الماجستير دراسة هذه الأوجه، وهي:
البيان - التوفيق - الإرشاد - الدليل - الدعاء - دين الإسلام - الإيمان - التوحيد - الرسل والكتب - القرآن - التوراة - السّنة - الإلهام - الإصلاح - الثبات - المعرفة - الاستبصار - التعليم - التقديم - الفضل - الثواب - الصواب - الإذكار - الموت على الإسلام - أمر النبي صلى الله عليه وسلم - الاسترجاع - لا يهدي إلى الحجة - التوبة.
ثم عقدت موازنة بين أقوال العلماء في الأوجه، من حيث الإتفاق والإنفراد، وخلصت إلى أنهم اتفقوا في أربعة عشر وجها، هي: البيان، الإسلام، الإيمان، الدعاء، الرسل والكتب، المعرفة، أمر محمد صلى الله عليه وسلم، القرآن، التوراة، التوحيد، السنة، الإصلاح، الإلهام، الرشاد.
وبعد دراسة الأوجه، لاحظت الآتي:
1 - أن عددا من الأوجه المذكورة له معان متقاربة تعود في مدلولاتها إلى معنى الهدى اللغوي (الإرشاد)، وهي: البيان، الدعاء، المعرفة، الإلهام، التوفيق، التعليم.
2 - أن عددا من الأوجه المذكورة يُسمّى في حد ذاته: هدى؛ لأنه يُهتدى به، وهي: الإيمان، الإسلام، الرسل والكتب، أمر محمد صلى الله عليه وسلم، القرآن، التوراة، السنة، الدليل.
3 - أن وجه ذكر (الثبات، الموت على الإسلام) ضمن أوجه الهدى؛ لأنهما عين الهدى - إن صح التعبير.
4 - أن (الصواب، الاستبصار) هما الغرض من الهدى.
5 - أن معنى (التقديم) يحتمل معنى الهدى اللغوي.
6 - أن اعتبار (الإذكار) وجها من أوجه كلمة الهدى، استنادا على ورود كلمة الضلال بمعنى النسيان أمر فيه نظر؛ فليس ما يُقابل الضلال الإذكار في كل حال، إذ قد ورد في قوله تعالى: (في كتاب لا يضل ربي ولاينسى) طه: 52 ومعنى (يضل) في الآية غير (ينسى) إذ التكرار يفيد معنى جديد.
7 - أن اعتبار (الفضل) وجها من أوجه ورود كلمة الهدى بصيغة التفضيل، أمر لايُسلم به في كل حال، إذ أن المقصود منها الزيادة في نفس الهدى .. وإلا لكان الفضل وجها لكل كلمة وردت على هذه الصيغة!
8 - حاولت بعد تأمل طويل استنباط وجه إطلاق معنى (الإصلاح - الثواب) على كلمة (الهدى) إلا أنني لم أهتد فيها إلى شيء، مع التنبيه على أن أحدا من المفسرين لم يتعرض لهذين المعنيين.
¥