تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[جمال البنا ... ومنهجه في التفسير (1)]

ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[14 Mar 2007, 01:08 ص]ـ

استجابة لطلب شيخنا عبد الرحمن الشهري في نشر بحوث دراسة الماجستير وغيرها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=337) ... أنشر بحثا عن جمال البنا ومنهجه في التفسير، وهو بحث يقع في (60) صفحة أنقل لكم القسم الأول منه طلبا للنقد والتصحيح ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد،،،

فلقد كان متناولا عند المسلمين منذ القدم، مقولتهم المشهورة " إن من نعمة الله أن جعلنا مسلمين " وهي مقولة صحيحة يقينية، لكن يضاف لها اليوم في رأيي " وأن جعلنا من أهل السنة والجماعة " لأنها الطائفة التي صحت الآثار في نصرتها وبقائها، ومخالفة المخالفين لها، بل زادت النعمة بقوله صلى الله عليه وسلم " لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم " وهي رواية تبعث الأمل في روح المؤمن من هذه الفرقة الناجية أن دين الله لن يتضرر بتحريف المحرفين، وفي نفس الوقت يوجد معنى ضمني للحديث يحث أصحاب هذه الطائفة على الرد على كل من خالف، وأن الراد بإذن الله منصور، مؤيد بالحجة، وأيضا لا يهيبنّه حجة الخصم فهي كبيت العنكبوت، " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت " أو " كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ".

وقد تعددت مشارب تلك الفرق المخالفة ومصادرها، فمن ذلك تأخير الاحتجاج بكتاب الله، أو هجر السنة النبوية، وعدم الاعتداد بإجماع العلماء، وتحريف القياس عن موطنه الصحيح، وتقديم العقل على ذلك كله، وأدهى من ذلك وأمرّ تحكيم النص إلى العقل ليتولى العقل البشري الناقص النظر في الخصومة، والبت في القضية.

ومن رجالات هذه المدرسة في زماننا الدكتور / جمال البنّا، وحيث أن مادة اتجاهات التفسير من المواد المقررة في دراستي للماجستير، وطلب منا مدرس المادة ـ وفقه الله ـ بحثاً حول المناهج العصرية المخالفة في التفسير، حثاً لنا على التدرب، وتربية لنا على حماية المنهج السلفي، وتوسيعاً لمداركنا على ما يدور من حولنا من توجهات لا يحسن بطالب العلم الجهل بها؛ فاخترت أن يكون بحثي في " جمال البنّا ومنهجه في التفسير " لا، لأنه قدم منهجا يستحق الدراسة والنظر، وطريقة علمية في علم التفسير يحتذى حذوها، بل لأنه رمز لمدرسة مخالفة للمنهج الصحيح، وقسمت البحث إلى ما يلي:

المبحث الأول:

التعريف بالدكتور / جمال البنّا.

المبحث الثاني:

دراسة مختصرة لمواضيع كتبه ورسائله فيما يخص التفسير منها.

المبحث الثالث:

أمثلة من تفسيره للآيات.

المبحث الرابع:

الركائز التي قام عليها منهجه في التفسير.

وقد جعلت الردود على مخالفاته تعقيبا بعد نقلي لقوله، ولم استطرد في الردود؛ بل أكتفي بالإشارة الموجزة لبيان تناقضه، واضطراب منهجه، لأن القصد الأول من البحث بيان منهجه، ومناقضته لمنهج أهل السنة ولطريق أهل العلم.

ولنعلم في خاتمة المقدمة أن الرد على الأقوال المخالفة منهج لسلفنا منذ القدم، ويزداد التأكيد على الرد إن عظمت المخالفة، فما بالك إذا كان منهجا جديداً على الأمة، يستغل باب التجديد في الفقه، ويمتطي التيسير على الناس، وهي كلمات " التجديد ـ التيسير " يستعملها من يستعملها لأنها أكثر فوضوية، وأوسع دلالة من غيرها من الكلمات.

كما لا يفوتني أن أشكر شيخنا الدكتور / أحمد عقيل على تكليفه لنا بهذه البحوث التي جنيت من ورائها شخصياً كل خير؛ من سعة الإطلاع، ومعرفة المناهج، إضافة إلى الفائدة الكبرى في ظني وهي زيادة يقيني بمنهج أهل السنة والجماعة وتكامله، وأنه المنهج الذي يتوافق مع صحيح العقل.

أسأل الله التوفيق والسداد في أقوالنا، وأعمالنا، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه، وأن يجنبنا النفاق والرياء، وأن يرينا الحق حقا، ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المبحث الأول

التعريف بالدكتور / جمال البنّا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير