تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الحلقة (1) لطائف من ترجمة ابن عباس (3ق هـ ـ 40هـ)]

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Mar 2007, 06:51 م]ـ

ولد أبو العباس في الشِّعب، قبل الهجرة بثلاث سنين، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله ثلاث عشرة سنة تقريبًا.

كان مقرَّبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما سأله رجل: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم العيد أضحى أو فطرا؟

قال: (نعم، ولولا مكاني منه ما شهدته؛ يعني: من صغره).

وبات ليلة عند خالته ميمونة بنت الحارث، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لصلاته فوضع للنبي غسلاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من وضع هذا؟)، فقالوا: عبد الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل).

قال ابن عباس: (رأيت جبريل ـ صلوات الله عليه ـ مرتين، ودعا لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرتين).

عهد أبي بكر (11 ـ 13)

ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول من العام (11 للهجرة) وكان عمر ابن عباس (13 سنة تقريبًا) = تَطَلَّع إلى طلب العلم، واشرأبت نفسه إليه، قال: (لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار: هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير قال فقال: واعجبا لك أترى الناس يفتقرون إليك قال: فترك ذلك وأقبلت أسأل، فإن كان ليبلغني الحديث عن رجل فآتي بابه وهو قائل فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح علي من التراب، فيخرج فيراني فيقول: يا ابن عم رسول الله ما جاء بك؟ هلا أرسلت إلي فآتيك.

فأقول: لا، أنا أحق أن آتيك، فأسأله عن الحديث.

فعاش الرجل الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي ليسألوني، فقال: هذا الفتى كان أعقل مني).

وفي هذا الخبر فوائد:

1 ـ بُعُدُ نظره رضي الله عنه، واستشرافه للمستقبل، وذلك في حرصه على تعلم العلم من كبار الصحابة قبل أن يقلَّ عددهم.

2 ـ حرصه على تعلم العلم.

3 ـ مكانته عند الصحابة.

4 ـ أدبه مع شيوخه.

عهد عمر (13 ـ 23)

ولما مات أبو بكر الصديق عام (13 للهجرة) كان عمره (15 سنة تقريبًا).

وتولى عمر بن الخطاب في تلك السنة إلى أن قُتِل عام (23 للهجرة)، وفي عهده ظهر نجم ابن عباس رضي الله عنهما، وكان تمام التكوين العلمي لهذا الحبر البحر وسنه من (15 ـ 25) سنة، وفي هذه الأعوام العشرة تخرج في مدرسة عمر بن الخطاب الذي اعتنى به عناية فائقة، ولقد كان يُحبُّه حبًّا جمًّا؛ لِمَا توسَّم فيه من النجابة والذكاء، فقرَّبه منه، وجعله في مجلس (شوراه وعلمِه) الذي يحضره أكابر الصحابة، ولم يُدخِل معه غيره من الفتيان، وما كان عمر ليحابي في مجلسه من أجل قرابه، وإلا لأحضر ولده عبد الله، وهو من العبادة والعلم بمكان.

ولقد وَجَدَ بعض الصحابة على عمر، وعاتبه في إدخالِ ابن عباس وتركِ أولادهم، فأبانَ لهم سببَ إدخالِه له بما روى ابن عباس، قال: (كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِى مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا الْفَتَى مَعَنَا، وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ إِنَّهُ مِمَّنْ قَدْ عَلِمْتُمْ. قَالَ فَدَعَاهُمْ ذَاتَ يَوْمٍ، وَدَعَانِى مَعَهُمْ قَالَ وَمَا رُئِيتُهُ دَعَانِى يَوْمَئِذٍ إِلاَّ لِيُرِيَهُمْ مِنِّى فَقَالَ مَا تَقُولُونَ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ) حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ أُمِرْنَا أَنْ نَحْمَدَ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرَهُ، إِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ لاَ نَدْرِى. أَوْ لَمْ يَقُلْ بَعْضُهُمْ شَيْئًا. فَقَالَ لِى يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَكَذَاكَ تَقُولُ قُلْتُ لاَ. قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَهُ اللَّهُ لَهُ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) فَتْحُ مَكَّةَ، فَذَاكَ عَلاَمَةُ أَجَلِكَ (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) قَالَ عُمَرُ مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلاَّ مَا تَعْلَمُ).

وفي هذا الأثر فوائد، منها:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير