[تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير]
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[08 Apr 2007, 09:30 م]ـ
[تقرير عن ندوة: جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير]
الحمد لله والصلاة على رسول الله وآله وصحبه أجمعين وبعد:
في يوم الأحد 13/ 3/1428هـ، شهدت قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية ندوة علمية، أقامها فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم، وعلومه، بالمدينة المنورة، وكانت بعنوان:
جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير
وقد شارك في تقديمها كلٌ من:
1 - الأستاذ الدكتور عماد زهير حافظ - رئيس فرع الجمعية بالمدينة المنورة وعضو مجلس الإدارة.
2 - الدكتور محمد بكر عابد –عضواً.
3 - الدكتور مسعد الحسيني –عضواً
وقد تطرقت هذه الندوة المباركة إلى محاور تلخصت في:
ترجمة موجزة عن حياة (الشيخ رحمه الله) ونشأته العلمية والعملية، ودعوته، وعلاقة دعوة الشيخ بالتفسير، والملامح التي تميّز بها تفسيره عن غيره من التفاسير.
ابتدأها المحاضران بترجمة موجزة عن حياة (الشيخ رحمه الله) ونشأته العلمية، التي ظهر فيها ذكاءه الوقّاد، وهمّته العالية وطلبه للعلم، ورحلته إليه لتلقّي مختلف العلوم الإسلامية، فهذه النشأة الطيبة، والحياة العلمية الحافلة انعكست بشكل كبير على تمهّر (الشيخ رحمه الله) في مجال تفسير القرآن الكريم وغيره من العلوم المختلفة، وقد أدرك ذلك كثير من الباحثين خلال ترجمتهم لسيرة الشيخ رحمه الله خلال الرسائل العلمية، والبحوث التي قدّموها في هذا المجال، التي من أبرزها رسالة مقدّمة من الدكتور: مسعد الحسيني حول: (جهود الشيخ محمد بن عبد الوهاب في التفسير، مع تحقيق جزء من تفسيره)،وكان ممّا توصلت إليه بحوث الباحثين في تراث الشيخ عثورهم على (تفاسير) لبعض سورالقرآن الكريم ألّفها الشيخ لم تحقّق بعد تحقيقا علمياً رصيناً، وكذلك على مؤلّفات أخرى للشيخ رحمه الله، عُثِر عليها ككتاب في (مختصر تفسير ابن كثير)، وكتاب في (استنباطات في القرآن)، وفي هذه المؤلفات مال إلى تفسير القرآن بالقرآن وبالسنة النبوية، ثم بتفسير الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، ثم بلغة العرب، ثم مايفتح الله به على المفسر، وعثر له كذلك في الفضائل على (كتاب فضائل القرآن الكريم) وقد حُقِّق هذا الكتاب وطبع، وهويحتوي على الآثار الواردة في فضل القرآن وعلىكثير من الاستنباطات له -رحمه الله- في تفسير القرآن الكريم.
وحول ما إذا كان الشيخ رحمه الله قد فسر القرآن كاملا؟ أجاب فضيلة الدكتور: محمد بكر عابد، بأنه لم يفسر القرآن كاملاً لكنّه رحمه الله فسّر طائفة كبيرة من الآيات الواردة في بعض السور، كسورة يوسف، والحجر، والنمل، وبقيت طائفة من تفاسير هذه السور ضمن المخطوطات التي لم تجد النّور بعد، وهي في حاجة دون شكّ إلى التّحقيق والدّراسة.
وحول أبرز ماتميّز به تفسير الشيخ رحمه الله عن غيره، أشار المحاضران إلى خلو تفسير الشيخ من الخلافات والاستطرادات، وإلى تميزه باعتماده على الأقرب لمروي الأمة، وإلى سلوكه فيه -رحمه الله- ربط مسلك كتاب التوحيد مع منهج القرآن، ربطاً لهما بالمجتمع،وطبيعة الواقع العلمي والدعوي والإصلاحي، مع استخلاص الفوائد العلمية من ذلك كله، وغير ذلك من الميزات التي تُشير إلى أنّ الشيخ رحمه الله قد أُعطي في القرآن فهما سديداً، ونوراً وبصيرة نافذة، ساعدته على نشر دعوته، وإصلاح أمته، وتجديد واقعه، لتصل هذه الدعوة المباركة إلى ماوصلت إليه من الانتشار الكبير الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل جهود الشيخ -رحمه الله-.
وحول قيمة تفسير الشيخ بين التفاسير، أجاب الدكتور: مسعد الحسيني، بأهمية تفسير الشيخ رحمه الله، ورجوع قيمته إلى سيره على خطى السلف -رحمهم الله- حيث سار على سنن المفسرين، بدء بالتفسير بالمأثور، وماورد عن الصحابة والتابعين، ثم التفسيربالرأي المحمود، ثم بلغة العرب، التي ظهر تضلعه الكبير فيها، هذا بالإضافة إلى استخدامه لكافة أدوات المفسر، ووسائله في أثناء تفسيره، برؤية شاملة لأصول الشريعة السمحة، مراعيا في ذلك اختلاف التّنوع في الفروع، وهذا كلّه -بفضل الله -منهج كامل استطاع فيه -رحمه الله -أن يعالج به واقعه ويصلحه، ناهجاً في ذلك اللّمحات العلمية، والاستشهادات الجليّة بمذاهب السلف، التي تكشف عن سلفيّته، لاخلفيّته، واهتماهه بالأثرما وجده، ودعوته إلى التوحيد وأقسامه ما سنحت له فرصته، من ذلك مااشتمل عليه تفسيره لسورة الفاتحة حيث تعرّض فيه للنّهي عن الذّبح لغير الله ونحو ذلك من البدعيّات والضّلالات التي تمسّ جانب التّوحيد، حرصاً منه على صيانة التّوحيد عن الشّرك والابتداع الواقع من مخالفيه في ذلك ونحوه.
وفي ختام النّدوة أثنى مقدّم النّدوة على هذه الجهود الطيّبة للشيخ (رحمه الله)، وسأل الله أن يجزيه خير الجزاء عن هذه الأمة الإسلامية الطيبة؛ لماقدّمه لها من جهود إصلاحية ودعوية مضنية حافلة بالعطاء، وأن يرحمه رحمة واسعة.
بعد ذلك استمع الحضور إلى بعض التعليقات من الأساتذة والطلبة الحاضرين، منها: دعوة الباحثين إلى دراسة جهود الشيخ في ذكر (أسباب نزول القرآن من خلال كتابه مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم)، ومنها: الدعوة إلى الاهتمام بجهود الشيخ رحمه الله في العناية بالقرآن الكريم وعلومه، الأخرى كقراءاته وغيرها، خاصة تلك المثبتة في ثبت من ترجموا للشيخ رحمه الله، وغير ذلك من تعليقات الحضور.
وقدكانت السّعادة بادية على جمهور الحاضرين، والفرحة غامرة لهم لهذا اللّقاء الطيب مع معالى مدير الجامعة -حفظه الله- ضمن فعاليات هذه النّدوة العلمية التي رصدت جهود شخصية علميّة عملاقة في التفسير، لها دورها الكبير في إصلاح الأمة الإسلامية ونشر الإسلام بين الناس جميعاً. والله الموفق.
¥