تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علم المناسبة]

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 Mar 2007, 12:48 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم. و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.

الإخوة الأفاضل السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

أما بعد فإن التناسب أو علم المناسبة هو علم يعنى بالكشف عن الترابط اللفظي و المعنوي بين آي و سور الذكر الحكيم. مما يبين أن أن القرآن الكريم يشكل وحدة نسقية، فهو بناء فكري و لغوي متكامل و شامل و مستقل بذاته. وقد انتبه المفسرون و علماء القرآن إلى ذلك، وعملوا على إعمال هذه الأداة التفسيرية لاستنباط مراد الله تعالى من الخطاب القرآني. وما المصدر الأول من مصادر التفسير المتمثل في تفسير القرآن بالقرآن إلا دليل على إدراكهم لهذه الوحدة النسقية، ذلك أن القرآن الكريم لا يمكن فهمه باجتزاء النص القرآني عن سياقه اللغوي، بل لا بد من استحضار ما قبل النص و ما بعده إذا أردنا أن ندرك مراد الله تعالى من الخطاب القرآني بطريقة علمية و موضوعية. فالقرآن الكريم لا يمكن فهم إحدى جزئياته إلا في إطاره الكلي.

وقد اهتم المسلمون بعلم المناسبة تدريسا و تأليفا، و لعل أول من عمل على نشر هذا العلم وإذاعته بين الناس أبو بكر النيسابوري (ت 324). أما في مجال التأليف فيمكننا أن نذكر فيه الكتب التالية:

1 - البرهان في ترتيب سور القرآن: ابن الزبير الغرناطي (ت 807 هـ.

2 - نظم الدرر في تناسب الآيات و السور: برهان الدين البقاعي (ت 885 هـ).

3 - أسرار التنزيل للسيوطي (ت 911 هـ).

4 - تناسق الدرر في تناسب السور: للسيوطي، دراسة و تحقيق أحمد عطا. بيروت 1986 م.

5 - مراصد المطالع في تناسب المقاطع و المطالع، و هو يتناول بالدرس فواتح السور مع خواتمها.

6 - جواهر البيان في تناسب سور القرآن: عبد الله الغماري، طبع بالقاهرة.

7 - التناسب البياني في القرآن " دراسة في النظم المعنوي و الصوتي ": الدكتور أحمد أبو زيد، أطروحة دكتوراه الدولة، نوقشت سنة 1990 م. وطبعتها كلية الآداب و العلوم الإنانية بالرباط، المغرب 1992 م.

8 - لسانيات الخطاب القرآني " مظاهر الانسجام و الاتساق ": الأستاذة خديجة إيكر العربي، أطروحة دكتوراه دولة، على أبواب المناقشة ـ إن شاء الله ـ مع متمنياتنا للأستاذة الفاضلة بالتوفيق و النجاح.

ومما له صلة بعلم المناسبة علم توجيه متشابهات القرآن، ومما ألف فيه:

1 - درة التنزيل و غرة التأويل: الخطيب الإسكافي (ت 420 هـ).

2 - ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد و التعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل: لأبي جعفر ابن الزبير الغرناطي (ت 708 هـ).

3 - بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 هـ).

4 - قطف الأزهار من كشف الأسرار للسيوطي.

ومما له صلة بالموضوع علم الفواصل و رؤوس الآي:

1 - الفاصلة في القرآن: محمد الحسناوي.

2 - الفواصل: الدكتور حسين نصار.

3 - فواتح السور: للدكتور حسين نصار.

5 - أهداف كل سورة و مقاصدها في القرآن الكريم: الدكتور عبد الله محمود شحاتة.

ومن التفاسير التي اعتنت بعلم المناسبة:

البحر المحيط لأبي حيان.

التحرير و التنوير للطاهر بن عاشور.

في ظلال القرآن: سيد قطب.

ومن كتب الإعجاز التي أولت عناية خاصة لعلم المناسبة:

تحرير التحبير لابن أبي الإصبع.

معترك الأقران للسيوطي. إعجاز القرآن للرافعي.

الإعجاز البياني و مسائل ابن الأزرق: الدكتورة عائشة عبد الرحمن. ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: الرماني و الخطابي و الجرجاني.

دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني.

من بلاغة القرآن: أحمد أحمد بدوي.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[20 Apr 2007, 01:15 م]ـ

" وهي ـ سورة البقرة ـ أطول سور القرآن، فآياتها مائتان و ثمانون وسبع آيات، أو ست ... و لا حاجة إلى بيان التناسب بينها و بين الفاتحة، و إن كان التناسب ظاهرا، فإنها لم توضع بعدها لأجله، و إنما وضعت في أول القرآن بعد فاتحته ... لأنها أطول سورة و تليها بقية السبع الطوال ... و إنما روعي الطول في ترتيب سور القرآن الكريم في الجملة لا في كل الأفراد، و روعي التناسب في ترتيب ذلك " تفسير المنار 1/ 88.

ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Apr 2007, 02:43 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين

(قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)

(البقرة:32)

يقول القرطبي (ت 671 هـ) في تفسيره لقوله تعالى:

(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)

(البقرة:58)

" قوله تعالى: (نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ) قرأ نافع بالياء مع ضمها، وابن عامر بالتاء مع ضمها، و هي قراءة مجاهد. و قرأها الباقون بالنون مع نصبها، و هي أبينها لأن قبلها (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا) فجرى (نغفر) على الإخبار من الله تعالى. و التقدير: وقلنا ادخلوا الباب سُجَّداً نغفر، و لأن بعده (وَسَنَزِيدُ) بالنون، و (خَطَايَاكُمْ) اتباعا للسواد و أنه على بابه.

ووجه من قرأ بالتاء أنه أقبت لتأنيث لفظ الخطايا، لأنها جمع خطيئة على التكسير. ووجه القراءة بالياء أنه ذكر لما حال بين المؤنث و بين فعله على ما تقدم في قوله:

(فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)

(البقرة:37)

لأنه قد عُلِم أن ذنوب الخاطئين لا يغفرها إلا الله تعالى، فاستغنى عن النون و ردَّ الفعل إلى الخطايا المغفورة ".

" الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت 671 هـ) 1/ 281. دار الكتب العلمية، بيروت "

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير