[حكم الاستغفار للمشرك الحي]
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم:
اعلم ان هذا الحكم قد يستغربه البعض منكم ولكن أرجو النظر في الأدلة والحكم بعدها:
أولاً: من القرآن الكريم:
((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم))
هذا دليل في منع الاستغفار للمشرك بعد موته ومحل الشاهد في الآية قوله تعالى: "من بعد ما تبين" فقد صح عن ابن عباس والمسيب وقتادة ومجاهد أن المقصود "بعد ما يموت".
وقال الطبري مرجحاً له: ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قولُ الله، وهو خبره عن إبراهيم أنه لما تبين له أن أباه لله عدوٌّ، يبرأ منه، وذلك حال علمه ويقينه أنه لله عدوٌّ، وهو به مشرك، وهو حالُ موته على شركه)).
ويقول ابن كثير: ((كان إبراهيم، عليه السلام، يستغفر لأبيه مدة حياته، فلما مات على الشرك وتبين إبراهيم ذلك، رجع عن الاستغفار له، وتبرأ منه)).
وهذا لا يخالف العقل فلا يتبين أن الإنسان من أصحاب الجحيم إلا بموته على الكفر أو بالنص عليه كأبي لهب مثلاً وما عدا هذا فلا يستطيع أي شخص الحكم على شخص آخر بأنه من أصحاب الجحيم فربما يسلم الكافر قبل موته ويرتد المسلم قبل موته!! اللهم ثبتنا على دينك ولا تفتنا!!
ثانياً: من السنة النبوية:
1 - قوله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد بعد كسر رباعيته: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"
وهذا الحديث متفق عليه من حديث ابن مسعود على سبيل الحكاية عن نبي من الأنبياء السابقين.
وصح من حديث سهل بن سعد أنه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- مباشرة.
ولا تعارض!!
2 - استغفاره لصناديد قريش عند فتح مكة: والحديث نصه كما في الأموال لابن زنجويه برقم 196 والنسائي في الكبرى (6/ 382) بسند صحيح:
عن أبي هريرة: (( ......... وهزم الله المشركين، فدخل الحرم، وعمد صناديد قريش، فدخلوا الكعبة، فغص بهم البيت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب، فقال: «يا قريش، ما تقولون وتظنون؟» قالوا: نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم. قال: «وما تقولون وما تظنون؟» قالوا: نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم. قال: «ما تقولون وتظنون؟» قالوا: نقول: أخ وابن عم حليم رحيم. قال: «أقول كما قال أخي يوسف: (لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين)». قال: فخرجوا فبايعوه على الإسلام ............ ))
ولفظ الطحاوي في شرح معاني الآثار -برقم 5044 - بسند صحيح أيضاً أنهم بعد قوله لهم هذا: ((قال -أي أبو هريرة- فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام))
ثالثاً: فتوى سيدنا عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-:
1 - روى ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح قال:
حدثنا ابن فضيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال مات رجل نصراني فوكله ابنه إلى أهل دينه فذكر ذلك لابن عباس فقال ما كان عليه لو مشى معه ودفنه واستغفر له ما كان حيا ثم تلا * (وما كان استغفار إبراهيم لابيه) * الآية.
2 - وأخرجه أيضاً بسند صحيح فقال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال مات رجل نصراني وله بن مسلم فلم يتبعه فقال بن عباس كان ينبغي له أن يتبعه ويدفنه ويستغفر له في حياته.
3 - وأخرجه عبد الرزاق أيضاً في مصنفه بسند صحيح فقال: أخبرنا ابن عيينة عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال: توفى أبو رجل، وكان يهوديا، فلم يتبعه ابنه، فذكر ذلك لابن عباس، فقال ابن عباس: وما عليه لو غسله، واتبعه، واستغفر له ما كان حيا - يقول: دعا له ماكان الاب حيا - قال: ثم قرأ ابن عباس * (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) * يقول: لما مات على كفره.
ـ[الأزهري الأصلي]ــــــــ[09 Apr 2007, 12:33 ص]ـ
رابعاً: أقوال العلماء:
1 - هذا قول الإمام الطبرى فى تفسيره تعليقاً على بعض آثار ابن عباس السابقة:
¥