[أين أجد تفريق الفراء بين الكره والكره؟]
ـ[العنزي]ــــــــ[28 Mar 2007, 10:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا من الأخوة الفضلاء مساعدتي في إيجاد ماأبحث عنه وهو تفريق الفراء بين الكره ـ بفتح الكاف ـ والكره ـ بضم الكاف ـ وقد نقل هذا التفريق عن الفراء أصحاب المعجمات كـ الأزهري وابن منظور والزبيدي وبحثت عنه في مظانه في كتاب معاني القرآن فلم أقف عليه؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Mar 2007, 02:12 ص]ـ
قال في تفسير (إلا بشق الأنفس):
أكثر القُرّاء على كسر الشين ومعناها: إلا بجَهد الأنفس. وكأنه اسْم وكأن الشَّقّ فِعْل؛ كمَا تُوهِّم أن الكُرْه الاسم وأن الكَرْه الفعل. وقد قرأ به بعضهم (إلاّ بِشَقِّ الأَنْفُسِ) وقد يجوز فى قوله: {بِشِقِّ الأَنفُسِ} أن تذهب إلى أن الجَهد يَنقص من قوّة الرجُل ونَفْسه حتى يجعله قد ذهَبَ بالنصف من قوّته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف والعرب تقول: خذ هذا الشِّقّ لشقّة الشاة ويقال: المال بينى وبينك شَقّ الشعرة وشِقّ الشَعَرة وهما متقاربان، فإذا قالوا شققت عَليك شَقّا نصبوا ولم نسمع غيره.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[29 Mar 2007, 02:26 ص]ـ
حكى أبو جعفر النحاس (ت 338 هج) في كتابه: معاني القرآن الكريم - طبعة جامعة أم القرى ج 2 ص 45:
قول الفراء بالتفرقة بين الكَره - بالفتح -، والكُره 0 بالضم -.
فالكَره: الإكراه
والكُره: المشقة، ومنه قوله تعالى: (حملته أمه كُرها ووضعته كُرها)
أي: حملته بمشقة، ووضعته بمشقة.
وهذا يتوافق مع المرويّ في المعجمات اللغوية منسوبا إلى الفراء.
والطبري ينسب هذه التفرقة إلى معاذ بن مسلم - ج 4 ص 297 طبعة شاكر.
ووجدت ابن الجوزي يُورد في كتابه: (زاد المسير) ج 1 ص 234 قولَ الفراء:
(الكُره والكَره: لغتان)
قلت: وكأنه يعني أنهما بمعنىً واحد؟؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Mar 2007, 06:45 ص]ـ
ونسب القرطبي، في تفسيره، هذا القول؛ لابن عرفة، في تفسير الآية (القرطبي ج 3/ 38 ـ 39):
{كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} الآية رقم (216)، من سورة البقرة:
قال ـ رحمة الله عليه ـ:
قوله تعالى {وهو كره لكم} ابتداء وخبر، وهو كره في الطباع.
قال ابن عرفة: الكره، المشقة والكره - بالفتح - ما أكرهت عليه، هذا هو الاختيار، ويجوز الضم في معنى الفتح فيكونان لغتين، يقال: كرهت الشيء كرها وكرها وكراهة وكراهية، وأكرهته عليه إكراها.
وإنما كان الجهاد كرها لأن فيه إخراج المال ومفارقة الوطن والأهل، والتعرض بالجسد للشجاج والجراح وقطع الأطراف وذهاب النفس، فكانت كراهيتهم لذلك، لا أنهم كرهوا فرض الله تعالى. وقال عكرمة في هذه الآية: إنهم كرهوه ثم أحبوه وقالوا: سمعنا وأطعنا، وهذا لأن امتثال الأمر يتضمن مشقة، لكن إذا عرف الثواب هان في جنبه مقاساة المشقات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Mar 2007, 07:12 م]ـ
من باب الفائدة:
معاذ بن مسلم من شيوخ الكوفة في العربية، وقد أخذ عنه الفراء، ومن رواياته عنه ـ التي وردت في مطبوعة معاني القرآن للفراء ـ الآتي:
([حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال: وحدثنى معاذ بن مسلم بن أبى سادة قال:
كان [/ب] جارك زهير القُرقُبى يقرأ: متكئين على رفارف خضر وعباقرى حسان).
ـ[منصور مهران]ــــــــ[31 Mar 2007, 09:20 م]ـ
ووجدت في (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم) لنشوان الحميري ج 9 ص 5796:
قولا نسبه إلى الفراء، قال:
((وقال الفراء: الكَره، بالفتح: المصدر، والكُره، بالضم: اسم بمعناه، قال الله تعالى:
(وهو كُرهٌ لكم) فأقام المصدر مُقامه))
قلت: بمقتضى هذه الرواية وبضمها إلى رواية التفرقة بين الكَره والكُره التي نسبها الطبري إلى معاذ بن مسلم،
وكذلك ما رواه ابن الجوزي من أن الفراء يعدهما لغتين؛
بمقتضى ذلك كله قد يترجح أن القول بالتفرقة ليس من قول الفراء.
فيجوز أن يكون الفراء نقله عن شيخه معاذ بن مسلم، فنسب القول إلى الفراء ونُسِيَ شيخه.
والله أعلم.