[إعراب القرآن الكريم للشيخ العثيمين رحمه الله]
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Jan 2007, 03:46 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
عشت مع تفسير شيخنا الرحل محمد العثيمين رحمه الله قرابة الشهرين.
فعملتُ فهرساً لفوائده؛ فضممت النظير إلى نظير. ورتبتها حسب الموضوعات.
ثم جمعتُ ما تفرق من إعرابه للآيات، سيَّما والشيخ رحمه الله من فحول اللغة اليوم.
ووالله كلما قرأتُ له في الإعراب، تذكرت الإمام الشافي رحمه الله، و حجيَّته في اللغة.
لذا؛ جمت إعرابه من تفسيره الذي خرج، والذي ضم الفاتحة، والبقرة، وآل عمران.
فرتبتها كالتالي:
الكلمة: إعرابها
وكان منهجي فيه:
أولاً: أن ألتزم عبارة الشيخ رحمه الله في الغالب، وحين التكرار للإعراب (في الفوائد مثلاً) أذكره مختصراً.
ثانياً: إن ذكر الشيخ رحمه الله في الآية عدة إعرابات، أثبتُ ترجيحه في المتن، وإن كان للترجيح توجيه ألحقته في الحاشية، وإن كان ثمة إعرابات الحقتها كذلك في الحاشية.
ثالثاً: استفدت من كتب الإعراب الاخرى في ذكر بعض الفوائد، وخاصة كتاب إعراب القران للنحاس و لدرويش رحمها الله تعالى.
رابعاً: أضفت بعض الفوائد البلاغية التي ذكرها الشيخ رحمه الله.
فأسأل الله العلي القدير أن ينفعني به كثيراً، وأن يغفر لشيخنا رحمه الله رحمة واسعة.
وسأنزل الإعراب هنا على حلقات. (والحلقة الأولى)
إعراب سورة الفاتحة.
أما الفوائد؛ فسأصفها على الوورد وانزلها للتحميل هنا
ودمتم على الخير أعواناً.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 Jan 2007, 05:11 م]ـ
جهد مبارك، جزاك الله خيراً، والحقيقة أن اختيارات الشيخ في النحو في تفسيره تحتاج لدراسة، وتتبع المنهج الذي يسير عليه في الاختيار، لكن لم تضع شيئاً في الرابط أخي الفاضل!!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Jan 2007, 08:44 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم وننتظر ما وعدت , وللعلم فتفسير الشيخ الذي خرج أكثر مما ذكرت , ومشاركة في موضوعك هذه أهم ملامح منهج الشيخ رحمه الله في الجانب الإعرابي:
أولاً: عنايتهُ بالإعرابِ
لقد صُنِّفَ في إعرابِ القرآنِ مُصنّفاتٌ مستقلّةٌ ()،وتعرّضَ له المفسِّرونَ في تفاسيرهم فَمِنْ مُقِلٍّ ومُكْثِر ()، ولقد سَلَكَ الشيخُ رحمه الله مَسلكًا وسطًا فيما أرى فلم يُكثر مِن ذكرِ الإعراباتِ والاحتمالات النحويةِ في الآيةِ، ولم يُهمل ذلكَ بالكلِّيةِ؛ بل بيّنَ ما يُحتاج إليه في فَهمِ الآيةِ في الأعمِّ الأغلبِ؛ وإنْ كان يخرجُ عن هذا الأصلِ أحيانًا يسيرةً، ويُمكن إجمالُ طريقتهِ في الإعراب بما يلي:
1 – الاهتمامُ بذكرِ القواعدِ الإعرابيةِ والترجيحِ بها
ومِن أمثلتهِ:
عند تفسيره لقوله تعالى: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً} (البقرة: من الآية260)
قال:" {سَعْياً} مَصدر؛ لكن هل هو مَصدرٌ عاملهُ مَحذوفٌ، والتقديرُ: يَسْعَيْنَ سَعْيًا؛ أو هو مَصدرٌ في مَوضعِ الحالِ، فيكونُ بمعنى: سَاعِيَاتٍ؟ يحتمل هذا، وهذا؛ والثاني أَوْلَى ()؛ لأنّه لا يحتاجُ إلى تقديرٍ؛ والقاعدةُ أنّه إذا دَارَ الأمرُ بين أنْ يكونَ الكلامُ مَحذوفًا مِنْهُ، أو غير مَحذوفٍ فهو غيرُ مَحذوفٍ مِنْهُ ". ()
وعند تفسيره لقوله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} (النساء: من الآية46)
قال:" قوله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ} هذه الجملةُ لا يصحُّ أنْ تكونَ مبتدأ؛ لأنّ الفعلَ لا يُبتدأُ به؛ وإذا لم يصحَّ أنْ تكونَ مبتدأ، فإعرابها: صفةٌ لموصوفٍ مَحذوفٍ هو المبتدأ، والتقديرُ:مِن الذينَ هادوا قَوْمٌ يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مَواضعهِ، وقالَ بعضُ النحويّينَ: إنّ {مِنَ} التبعيضية اسمٌ فتعربُ على أنّها مبتدأ؛ لأنّ تقديرَ {مِنَ} التبعيضية بعض الذينَ هادوا يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مَواضعهِ، وعلى هذا فيكون {مِنَ} في صورة الحرفِ، ولكنّها اسمٌ، وتكون هي المبتدأ، وجملةُ: يُحرّفونَ هي الخبرُ ولا حاجةَ إلى التقديرِ، ولها نظائرُ في القرآنِ، مثل قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} (التوبة: من الآية101) والتقديرُ: وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ.
¥