[استفسار من جامعة برونيل بلندن؟؟ أرجوا الإجابة]
ـ[ام جواد المغربي]ــــــــ[25 Feb 2007, 04:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان هناك استفسار في جامعة برونيل بلندن، فأحببت أن أضعه بين أيديكم حتى نجيب عليه جميعا
[السؤال: لما كان التشريف والتكريم لليد اليمنى دون اليسرى؟
و قال النووي رحمه الله: هذه قاعدة مستمرة في الشرع وهي أن ما كان من باب التكريم والتشريف كلبس الثوب والسراويل والخف، ودخول المسجد، والسواك، والاكتحال، .. وترجيل الشعر، .. وحلق الرأس، والسلام من الصلاة، وغسل أعضاء الطهارة، والخروج من الخلاء، والأكل والشرب والمصافحة، واستلام الحجر الأسود وغير ذلك، ومما هو في معناه يستحب التيامن فيه. وأما ما كان بضده،
كدخول الخلاء، والخروج من المسجد، والامتخاط والاستنجاء وخلع الثوب والسراويل والخف وما أشبه ذلك، فيستحب التياسر فيه، وذلك كله لكرامة اليمين وشرفها.
فلماذا تنال اليمين تلك المكانة؟؟
فأتمنى أن نرد عليهم ردا علميا
وجزاكم الله خير
وأثابكم الجنان
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Feb 2007, 05:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
هذا الأمر مما أقرتالشريعة عليه العرب حيث كانوا ينسبون لليمين الفضائل والمكارم ويتفائلون باليمن, واليمن بالضم هو البركة وهو ماخذ هذا اللفظ, ويستبشرون به وينسشبون الخسارة والشؤم لليسار أو الشمال ولذلك سميت الشؤمى , ثم أقرهم الإسلام على ذلك فجعل استحباب الشروع في الفضائل باليمين وترك الشمال لضد ذلك مما ليس شانه التشريف والتكريم , ولذا قال الله تعالى عن حوار الإنس للجن بعد قيام الساعة وانكشاف الغيب (قالوا إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين) , قال الإمام الطبري رحمه الله: (قال ابن زيد في قوله {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: قال بنو آدم للشياطين الذين كفروا: إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين قال: تحولون بيننا وبين الخير ورددتمونا عن الإسلام والإيمان والعمل بالخير الذي أمر الله به) انتهى
وجاء تعبير القرآن عن اليمين والشمال بتقديم اليمين دلالةً على شرفها وتكريمها ومن ذلك قول الله (أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون) وذكر بعض المفسرين حكمة إفراد اليمين هنا وجمع الشمائل أن اليمين شعار الحق والشمال شعار الباطل.
ومن مواطن تقديم اليمين في القرآن قوله تعالى وتقدس (عن اليمين وعن الشمال قعيد) وقوله (فمال الذين كفروا قبلك مهطعين * عن اليمين وعن الشمال عزين) وغير ذلك ..
ثمَّ شرفت الشريعة اليمين وجعلت بها مبايعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي هي مبايعة لله تعالى, إكراماً وتغليظا للعهود المنعقدة بها.
وجعل الله مصائر عباده الطيبين الفائزين إلى اليمين وسماهم بأصحاب اليمين, كما جعل أهل الكفر والفسوق أصحاب الشمال.
والعلم عند الله تعالى ...
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[28 Feb 2007, 02:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا السؤال له أمثلة كثيرة، فقد يسأل البعض عنه، ويسل أخر عن مماثل له وثالث ورابع وهكذا، كأن يقول البعض لماذ النار حارة والثلج بار، ولماذ السكر حلو والليمون حامض، ولماذ الصخر صلب والقطن لين، ولماذ البهائم لها أربع قوائم وللإنسان اثنتان ولماذا أصابع اليد خمس، ولماذا الصلوات خمس، ولماذا اتفقت صلاة الظهر والعصر والعشاء في عدد الركعات ولماذا ولماذا ... أسئلة كثيرة يتعذر عدها. ولعلي أنبه على أمور لعلها تفيد في هذا
1 - من المحال أن نحبس العقل عن التفكر فيما حوله وتوارد الإسئلة إليه، لأن ذلك ليس بمقدور البشر بل هو من خصاص رب البشر سبحانه.
2 - أن خصائص الأشياء تخلق أسئلة ولو تغيرت تلك الخصائص لبقيت الأسئلة، فمن قال لماذ فضلت اليمن على الشمال سيعكس السؤال لو كانت الشمال هي المفضله فيقول لماذا فضلت الشمال على اليمن، وسيقول الآخر لماذ الثلج حار والنار بادة ولماذا السكر حامض والليمون حلو وهكذا، فمحال أن تنتهى مثل هذه الأسئلة.
3 - العقل له حدود لا يتجاوزها، ومتى حاول الإجابة على كل ما خطر له ضل واضطرب، وهذا أمر معروف يطول الحديث عنه.
3 - الفرق بين المسلم وغيره أن المسلم يتحاكم إلى النصوص الواردة ولا يتعداها فما علمه أقر به وما لم يرد فيه نص مما لا مجال للاجتهاد فيه وكل أمره إلى عالمه فاستراح وأراح.
4 - التفاضل بن الأشياء أمر لا بد منه حتى تستقيم حياة الناس فلو كان الكل أميرا من يقود الحمير، فهذا التفاضل ليس بين الشمال واليمين _ كما ورد في السؤال - بل التفاضل في كل شيء، فالسماء أفضل من الأرض، والجنان في السماء تتفاضل فليست الفردوس كغيرها ... وهكذا، والتفاضل في الأزمنه موجود فليس رمضان كغيره من الشهور، ولا ليلة القدر كسائر الليالي، ولا عشر ذي الحجة كسائر أيام العام، ويوم السبت عند اليهود والأحد عند النصارى أفضل من سائر أيام الأسبوع .... ، والتفاضل موجود في الأمكنة فمكة وطيبة والقدس مقدمة على سائر البقاع، وأيام الأعياد عند جميع الطوائف مقدمة على غيرها، والتفاضل موجود في الجنس البشري فالعالم مفضل على الجاهل، والرسل مقدمون على غيرهم، والأمراء أشرف من الصناع.وعليه فمن خلق هذه الإشياء فاضل بينها وهو الله (وربك يخلق ما يشاء ويختار) وهو المتصرف في خلقه يرفع ما يشاء ويخفض ما يشاء، وقد تظهر لنا الحكمة وقد تختفي، وظهورها وخفاؤها لا يحقق الإجابة الصحيحة.
هذه إجابة بلغة البرقيات إن صحت العبارة أسأل الله أن يحسن النيات والمقاصد وأن يعيذنا من شر الشيطان الرجيم والحمد لله رب العالمين
¥