تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مفهوم الاستخلاف ودوره في فكر ابن خلدون التربوي والتعليمي]

ـ[د. الجيلاني بن التوهامي]ــــــــ[19 Feb 2007, 03:32 ص]ـ

إلى الإخوة الكرام في هذا الملتقى العلمي المبارك

يسعدني أن أكون معكم في هذا الصرح مفيدا ومستفيدا

واسأل الله أن ينفعنا ويبارك لنا في علومنا

وجزاكم الله عنا كل خير

وابدأ معكم مشاركتي الاولى منتظرا تعقيباتكم وتعليقاتكم

خلاصة بحث الدكتوراه في التربية

[مفهوم الاستخلاف ودوره في فكر ابن خلدون التربوي والتعليمي]

إعداد: الجيلاني بن التوهامي مفتاح

الجامعة الإسلامية العالمية – ماليزيا

لا مناص في نهاية هذا البحث من الالتفات إلى الوراء ومدّ الخيط طوليا للإمساك برؤوس مسائل البحث الأساسية والنظر إليها في الختام وهي متجاورة ومتقاربة في إطار كلي مصغر إذ إنّ ذلك من شأنه أن يساعد في استجماع الفكر وتركيزه وتوجيهه إلى ما يعتقد أنّه منافذ وآفاق مستقبلية.

إنّ أولى هذه المسائل ونواة البحث الأساسية -التي استُغرِقَ في بلورتها الفصل الأول من البحث هي إرجاع ابن خلدون علّة التخلف إلى فساد معاني الإنسانية، وقوله بتوقف معالجة هذا التخلّف على تحقيق معاني الاستخلاف من خلال منهج تربوي متكامل، مما يدفع إلى التساؤل عن مدى نجاحه في صياغة منهج تربوي ضمن إطار مفهوم الاستخلاف عنده. وقد احتيج للإجابة عن هذا التساؤل إلى الفصول الخمسة اللاحقة.

تناول الفصل الثاني في القسم الأوّل منه التعريف بابن خلدون من حيث نسبه وشيوخه ومراحل حياته وملامح شخصيتّه التي اتسمت بالجرأة على الأحداث وحبّ المغامرات وعلوّ الهمّة وسعة العلم والحنك في السياسة وقوّة الإرادة والصبر على الشدائد. أمّا القسم الثاني من هذا الفصل فقد خصّص لمناقشة مفهوم التربية والتعليم والتأديب عند ابن خلدون، وقد تبيّن أنّ التربية عند ابن خلدون هي مفهوم شامل يتناول الإنسان في كلّ أبعاده الماديّة والعقليّة والروحيّة منذ ولادته إلى آخر لحظة من حياته وهي إطار المجتمع وأداته التي من خلالها يحدّد نوعية الإنسان المراد إنتاجه. كما تبيّن أنّ التعليم جزء من التربية مختصّ بتعليم الصنائع ونقل الخبرات ويتأثّر قوةّ وضعفا بنوعية العمران والحضارة اللذين ظهر فيهما. أمّا التأديب فهو نوع من التعليم مختص بنقل الآداب الحسنة.

وقد تناول الفصل الثالث تقييم المناخ التربوي السائد في عصر ابن خلدون ثمّ أعقبه بتقييم آخر لمناهج التعليم. فأمّا الأوّل فقد بيّن فيه ما ساد من فساد سياسي وأخلاقي وإداري وشيوع الفوضى وانعدام الأمن والاستقرار وما تركه من آثار تربوية سيّئة على الفرد والمجتمع آنذاك، حيث فَقَدَ الإنسان في ظلّ هذا المناخ التربوي الموبوء كلّ مقوّمات الإنسانيّة وأصبح مسلوب الإرادة وأداة طيّعة بيد الساسة الفاسدين لإشباع حاجاتهم الغريزيّة ومآربهم الشخصيّة بعيدا عن أي ضابط أخلاقي أو قانوني. وأمّا الثاني فقد بيّن فيه ما أدّى إليه هذا الظلم من مسخ للفرد وتعطيل لطاقاته وما نتج عنه من خراب للعمران وأفول الحضارة وفساد التعليم وانقطاع سنده واندثار الصناعات إلاّ بقايا لها في مصر لما اتسمت به من استقرار سياسي واحترام نسبي لإنسانية الإنسان. ثم تعرّض بعدها لنقد ما ساد في عصره من مناهج للتعليم حيث ركّز فيها على ثلاث نواح مهمّة: أوّلا، هيكلة المناهج من حيث ترتيب موادّها، وقد انتهى به القول إلى ضعفها وعجزها عن تلبية حاجات المتعلّم. ثانيا، صياغة المواد المدرَّسة نفسها، وقد أظهر جمودها وعدم علميّتها من ثلاثة وجوه: الاهتمام الزائد بالعلوم الوسائل على حساب العلوم المقاصد، وكثرة الاختصارات التي صعّبت العلم وحالت دون اكتساب ملكته، وكثرة التأليف التي شتّتت ذهن الطالب وصدّته عن بلوغ مبتغاه. ثالثا، طرق التدريس ومدى مراعاتها للأسس النفسية والتربويّة، وقد بين قصورها من أربعة أوجه: أولا، عدم مراعاة التدرج في التعليم وإلقاء الغايات منذ البدايات مما يؤدّي إلى استصعاب المتعلّم العلم وهجره. ثانيا، عدم الالتزام بالمقرّرات الدراسية، وخلط المسائل بعضها ببعض ممّا يؤدّي إلى انطماس فكر المتعلّم ويأسه من التحصيل. ثالثا، الاعتماد على الحفظ كأساس للتعلّم، وإهمال بقية الوسائل مما يورّث الطالب قصورا في ملكته العلميّة. رابعا، استعمال الشدّة مع المتعلّم وقهره مما أدّى إلى فساد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير