[مدارسة كتاب (المقدمات الأساسية في علوم القرآن) للجديع]
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Feb 2007, 01:48 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فقد كنتُ وعدتُ بوقفاتٍ للمدارسةِ مع كتابِ: ((المقدمات الأساسية في علوم القرآن)) للشيخِ عبد الله بن يوسف الجُدَيع وفَّقه الله لكل خير وعافية.
وكنتُ قد سجَّلتُ بعض هذه الأسئلة والمُدارسات على نسختي بعد صدور الكتاب بسنة تقريباً.
وحال بيني وبين تقييدها مبكراً _ هنا _ كما وعدتُ من قبل؛ انشغالي ببعض الأعمال العلمية من جهة، ومن جهة اخرى أهم منها؛ بُعْد الكتاب عني؛ حتى طلبته من مكتبتي وأنا على بُعدٍ منها؛ فلما جاء؛ فما من بُدٍّ إلا بتسطير بعض ما سنح لي أثناء القراءة.
فأسأل المولى العلي القديم أن يفتح علينا وعليكم، وأن يمنَّ على الجميع بوافر عِلْمه، ومَزِيد فضله، إنَّه سبحانه خير مسؤول.
غير أنَّ هذه المُدَارسة لا تُنْقِص من قيمة الكتاب ألبتة، وحسبها أنها هي مدارسةٌ نُسجِّل ما امتاز به ونثني عليه، وبعضها مما كان هو بحاجة لمزيد نظر؛ لوجود المُشْكِل، والبعض لطلب الاستفهام، وهلمَّ جرَّاً جرَّا.
وأتمنى من الإخوة الفضلاء رُوَّاد هذا الملتقى المبارك المشاركة في إثراء الموضوع، والفتح علينا بما فتح الله به عليهم؛ فنستفيد ونفيد بحوله تعالى.
ومن كان له سبيل إلى المؤلف؛ فندعوه للمشاركة في هذه المدارسة؛ فهو الأحق الأول في الجواب عن ذلك.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تنبيه:
جرى المؤلف وفقه الله لكل خير وعافية، إلى تقييد ما ترجَّح عنده في علوم القرآن وقد جمع كل ذلك بأسلوب لغوي متين جميل، وسهل ودقيق في فصول الكتاب _ ولو أنه في بعض المواطن كان الاختصار فيه غير كافٍ _ وكأنَّه متن في علوم القرآن.
بَيْد أنه لم يَعْزُ في بعض الفصول في مادته العلمية المبثوثة في كتابه إلى المصنفات والمراجع في مظانِّها، ولعل ذلك يعود إلى منهجه في التحرير باختيار الصواب عنده _ وربما بدون تشتيت ذهن القارئ! _ ولكن الصواب في ذلك الإشارة إلى أصحابها _ وإن كان قد أشار في مواطن وترك مواطن _
وانظر على سبيل المثال (فصل إعجاز القرآن؛ فلم يشر إلا لمرجع واحد!)
ومما امتاز به كتابه:
1) ضبط النص بالشكل. (وليته ضبط الآيات بالرسم العثماني)
2) أنه استوعب التخريج للأحاديث والآثار بنَفَس حديثي محرر رائع جزاه الله خيراً.
3) أنه حين يقرر مسألة أو حكماً يسوقه بدليله؛ وهذه ميزة نفيسة ليت كل من يصنف أن يرتكز عليها سيما في أمور الشريعة وأحكامها.
4) أنه صان كتاب جزاه الله خيراً من مجانبة الصواب في مسائل الاعتقاد، وضبطها وقرَّرها، وأبان عن ذلك فيمن وقع في الخطل وغير الحق.
وغيرها مما سيجده القارئ الكريم.
لكن فقد أبى الله العصمة إلا لكتابه، ومن باب المدارسة، فلعلي أقف مع بعض المواطن للمدارسة وبيان الصواب، والله المعين وحده. وهو خير مسؤول.
_ أولاً: قال المؤلِّف غفر الله صـ (7):
حين تكلم عن مباحث تتصل بإبراز إعجاز القرآن قال:
" وهذا ليس علماً تطبيقياً من علوم القرآن، وقدمت بالتنبيه على أهمِّه، والمقصود الاعتناء بالعلوم التأصيلية العامة التي سميتها بـ (المقدِّمات) لتكون قاعدة لغيرها، لا بالإنشاءات الأدبيَّة " أهـ
قال مُقَيِّدُه عفا الله عنه:
كيف يكون علم إعجاز القرآن ليس علماً تطبيقياً؟!
وكيف لا يدخل في العلوم التأصيليَّة؟! سبحان الله!
كيف هذا وقد قال بعض العلماء بوجوب تعلُّم علم الإعجاز والنظر فيه.
فيقول الإمامُ الباقلاني رحمه الله: " و قد كان يجوز ممن عمل الكتب النافعة في معاني القرآن، وتكلم في فوائده من أهل صنعة العربية وغيرهم من أهل صناعة الكلام أن يبسطوا القول في الإبانة عن وجه معجزته والدلالة على مكانه، فهو أحق بكثير مما صنفوا فيه: من القول في الجزء، ودقيق الكلام في الأغراض، وكثير من بديع الإعراب، وغامض النحو، فالحاجة إلى هذا أمس والاشتغال به أوجب ". إعجاز القرآن للباقلاني (22)
وقال السيد محمد رشيد رضا في تقديمه لكتاب (إعجاز القرآن) للرافعي رحمهما الله:
¥