[التدبر والنظر في الآيات والسور ... دعوة للمشاركة]
ـ[الغني بالله]ــــــــ[24 Mar 2007, 09:39 ص]ـ
هذا ليس عنوانا لكتاب مطبوع لكنه عنوان لعلم سينفع الله به إذا أذن أهل هذا الملتقى المبارك وشاركوا في رقم مايفتح الله تعالى به عليهم من فتوحات بعد تدبرهم لكتاب الله عزوجل. والكل منا يظهر له فهما لآية أو معنى لسياق أو يقف من خلال قراءته لكتب التفسير على قول بديع واستنباط عجيب لبعض المفسرين لكننا نكتفي بحفظه في الذاكرة فإن جاء من يذاكرنا به وإلا تاه في ظلمات محيط مايسمى باللاشعور ... وقد أحببت أن أجعل هذا العنوان مأرزا تحفظ فيه تلك الفوائد وتقيد فيه تيك الشوارد ... وأعيذ مشايخي وأحبتي الكرام أن يتسلل إليهم داء البخل وقد صح عند البخاري في الأدب المفرد قوله صلى الله عليه وسلم (وأي داء أدوى من البخل) وسوف أحرص على تقييد ماوقفت عليه وما سأقف عليه ولكن لاغنى عما يختاره الإخوة من محفوظاتهم أو ماسطروه في كناشة نوادرهم ... فلنجتهد إخوتي الكرام ولنحتسب الأجر بارك الله في الجميع
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[24 Mar 2007, 10:43 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء ... على هذا الموضوع الرائع ... والفكرة السامية ...
ولعلي أكون أول من يساهم في هذا الموضوع ...
فلقد وقفت على تفسير الشهيد / سيد قطب -رحمه الله-، في قوله تعالى: {وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن. إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا} ...
ولقد وقف وقفات راائعة، حول هذه الأية ... ولعلي أنقل لكم ماذا قال رحمه الله في تفسير هذه الأية، ولي بعدها وقفة يسيرة.
قال رحمه الله:
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن. إن الشيطان ينزغ بينهم، إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا}.
{وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن} على وجه الإطلاق وفي كل مجال. فيختاروا أحسن ما يقال ليقولوه: بذلك يتقون أن يفسد الشيطان ما بينهم من مودة. فالشيطان ينزغ بين الإخوة بالكلمة الخشنة تفلت، وبالرد السيئ يتلوها فإذا جو الود والمحبة والوفاق مشوب بالخلاف ثم بالجفوة ثم بالعداء. والكلمة الطيبة تأسو جراح القلوب، تندّي جفافها، وتجمعها على الود الكريم.
{إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبينا}. .
يتلمس سقطات فمه وعثرات لسانه، فيغري بها العداوة والبغضاء بين المرء وأخيه. والكلمة الطيبة تسد عليه الثغرات، وتقطع عليه الطريق، وتحفظ حرم الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته. ا. هـ رحمه الله
وعندما تتمعن هذه الوقفة التربوية من هذا المفسر الرائد ... تجد أنك تقف على كنز عظيم ..
فالناظر إلى المراحل التى ذكرها حول الفرقة بين الإخوة ... تجد بدايتها كلمة خشنة تفلت ثم يعقبها رد سيء، ثم بعد ذلك ذكر -رحمه الله- ثلاث مراحل تؤدي بما بين الأخوة إلى العداء -ولا حول ولا قوة إلا بالله-. فقال ( ... فإذا جو المحبة والوفاق مشوب بـ 1 - الخلاف، ثم بـ2 الجفوة، ثم بـ3 العداء).
فهذه ثلاث مراحل يتدرج الشيطان فيها لإفساد ذات البين، ليصل بعد ذلك إلى مراده، وهو العداء بين المؤمنين.
ثم يذكر رحمه الله، ماللكلمة الطيبة من أثر طيب على علاقة الإخوة، حيث قال -رحمه الله -: (والكلمة الطيبة 1 - تأسو جراح القلوب، 2 - تندّي جفافها، 3 - وتجمعها على الود الكريم) فهذه ثلاث فوائد للكلمة الطيبة، فما أقل كلفتها على اللسان، وما أعظم وقعها في قلب أخيك، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه مسلم.
ثم ذكر رحمه الله مراحل للكلمة الطيبة فقال رحمه الله: ( ... والكلمة الطيبة 1 - تسد عليه (أي الشيطان) الثغرات، 2 - وتقطع عليه الطريق، 3 - وتحفظ حرم الأخوة آمناً من نزغاته ونفثاته).
فهذه ثلاث فوائد للكلمة الطيبة، وثلاث مراحل لها أيضاً.
فكما أن للشيطان مراحل يتدرج بها إلى الإفساد، فكذلك للكلمة الطيبة مراحل تتدرج بها إلى الإصلاح.
وكأن مجموع فضائل الكلمة الطيبة فيما سبق 6، بفوائدها ومراحلها، وللشيطان 3 مراحل فقط، فأقول: الخير هنا أقوى عدد وعدة من الشر، فالخير أقوى من الشر ... وإن طال ليل الشر ..
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.
¥