تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل القرطبى المفسر هو صاحب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام]

ـ[يسري خضر]ــــــــ[17 Feb 2007, 05:00 م]ـ

لقد جاء فى تحقيق الدكتور عبدالله التركى حفظه الله اثناء ترجمة الامام القرطبى صاحب الجامع لاحكام القران انه هو صاحب كتاب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام وتلك مسالة قد حققها كثير من الباحثين وبينوا ان القول بذلك عار عن الصحة واوردوا دلائل كثيرة على ان القرطبى المفسر ليس هو صاحب الاعلام بما فى دين اليهود والنصارى من الفساد والاوهام ومن هذه الدراسات ما جاء فى موقع الاسلام اليوم للدكتور محمد ابراهيم ابا الخيل حيث يقول ((هل القرطبي المفسر هو مؤلف كتاب الإعلام بما في دين النصارى من الأوهام?

د. محمد بن إبراهيم أباالخيل أستاذ مساعد في كلية العلوم العربية والاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم 10/ 11/1423

24/ 01/2002

منذ القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي صَعَّدَ نصارى الأندلس – بدعم من إخوانهم الأوربيين – حروبهم ضد مسلمي الأندلس، فاشتبكوا معهم في وقائع عسكرية شرسة، واجتاحت جيوشهم أراضي إسلامية واسعة، ولم يكتفوا بذلك، بل عززوا حربهم العسكرية تلك بحرب أخرى اتخذت من الكلمة والفكرة سلاحاً لها، يصح لنا تسميتها بالحرب الفكرية،ذاك أن مفكريهم من رجال الدين وغيرهم أخذوا – مشافهة وكتابة – يهاجمون عقيدة الإسلام وأحكامه وآدابه، ويشككون بالقرآن الكريم، وينالون من الرسول صلى الله عليه وسلم،ويقللون من شأن لغة الدين – اللغة العربية – ومن أمثلة هؤلاء كاتب نصراني (1) صنف في أول القرن السابع الهجري كتابا ًسماه " تثليث الوحدانية في معرفة الله " وبعثه من طليطلة عاصمة مملكة قشتالة النصرانية إلى أهل قرطبة " معترضاً فيه لدين المسلمين نائلاً فيه من عصابة الحق الموحدين" (2) وقد سعى إلى تسويق كتابه هذا بين المسلمين ليستنزل به الأغنياء الأغمار " (3). ثم إنه تطاول أكثر على الدين الإسلامي، وأخذ يكثر من الاعتراض عليه، ويتبجح عند قومه النصارى أن علماء الأندلس ليس في مكنتهم مجاراته في أقواله،ولا الرد على شبهاته. (4) ولهذا قام أحد العلماء القرطبيين بالتصدي لهذا الكاتب النصراني. فاقتفى أقواله قولاً بعد قول، وناقشه مناقشة علمية جلى فيها فساد كلامه وتناقضه، وذلك في كتاب وسم بـ" الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام وإثبات نبوة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام " (5) وقد نسب هذا الكتاب إلى القرطبي المفسر المشهور، نزيل مصر: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجى (6) المتوفى سنة 671هـ/1273م.

ولكن هل كتاب " الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام ... " من تواليف القرطبي المفسر المشهور هذا؟

فيما يلي من كلام سنناقش المسألة من أطرافها لعلنا نجيب عن الاستفهام، ونصل إلى المؤلف الحقيقي للكتاب.

فأولاً: لا جدال أن المؤلف قرطبي، يوحي بذلك ما جاء في مقدمة كتاب الإعلام بأنه بادر بالنظر في كتاب " تثليث الوحدانية " الوارد إلى قرطبة بصفته أحد علمائها (7)، علاوة عن أن مخطوط الإعلام قد كتب تحت عنوان أنه " للقرطبي رحمه الله " (8).

ثانياً: من الواضح أن الكتاب تم تأليفه قبل سقوط قرطبة بأيدي النصارى عام 633هـ/1236م (9)، فالمؤلف يقول عن كتاب النصراني إنه " بعث به من طليطلة أعادها الله إلى مدينة قرطبة حرسها الله (10) " فعبارة " حرسها الله " تدل على أن قرطبة ما زالت في حوزة المسلمين بعكس قوله عن طليطلة " أعادها الله " التي تعنى أنها قد خرجت من سلطان المسلمين.

ثالثاً: بل يبدو لنا أن الكتاب قد ألف قبل سقوط قرطبة بمدة ليست بالقصيرة، فالمؤلف حين تحدث عن الإسلام وظهوره على الدين كله قال: " وهذا دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم له ست مائة سنة ونيف من الأعوام، وهو باق إلى آخر الأيام ... " (11) وفي موضع آخر قال "وهذا دين محمد رسولنا صلى الله عليه وسلم قائم منذ ست مائة سنة ونيف" (12). فهذا يثبت أن الكاتب صنف كتابه بعد عام ست مائة هجرية بسنوات معدودات. فنيف تفيد الزيادة القليلة على العدد، حتى أن بعض أهل اللغة يراها بين الواحدة إلى الثلاث (13).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير