تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية (بحث منقول)]

ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Mar 2007, 11:13 م]ـ

الحمد لله رب العالمين ...

فهذا بحث منقول بعنوان:

(خطاب المصالحة في القرآن الكريم وأبعاده المقاصدية) لنور الدين بو كرديد. ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=8881)

توطئة:

يبين القرآن الكريم أساس الاختلاف بين البشر ومنشأه وطرق تجاوزه في الكثير من الآيات، ويخصص آيات كثيرة للدعوة إلى المصالحة بين الناس يجعلها تحتل مكانة مرموقة ضمن مقاصده النبيلة، ويعطيها فقها خاصا ومتكاملا، ويبين معناها ويوضح مظاهرها المختلفة ومجالاتها المتعددة التي تستغرق الناس جميعا وتشمل جوانب الحياة بمختلف جوانبها.

ويضع القرآن الكريم التشريعات والأخلاق والأجزية اللازمة لتحقيقها من جانبي الوجود والعدم، ويعطي الأمثلة والنماذج من سير الأنبياء والمرسلين الداعية إلى العمل من أجل تحقيق أهداف مقاصدية كبرى أو نبدأ فيما يلي بيان هذه النقاط.

أساس الاختلاف بين البشر في الخطاب القرآني:

لحديث عن المصالحة في القرآن الكريم, يفرض أولا الحديث عن الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم, ذلك أن المصالحة لا تكون من اختلاف وخصام, والخطاب القرآني تناول إشكالية الاختلاف بين البشر، وبين تاريخه وقانونه، وسببه وغايته، وكيفية رفعه في الكثير من الآيات, وهذا يظهر من خلال النقاط الآتية:

نشأة الاختلاف بين البشر أو تاريخه:

يرجع الخطاب القرآني البداية التاريخية للاختلاف بين البشر إلى لحظة نزول آدم عليه السلام إلى الأرض, حيث أن الاختلاف والصراع شكل أول مظهر من مظاهر العلاقة على الأرض بين البشر في مختلف دوائر العلاقة بينهم ـ الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ـ وتجلت أول ما تجلت في قصة ولدي آدم ـ عليه السلام ـ قابيل وهابيل اللذين وقع بينهما الاختلاف والصراع، فقتل قابيل هابيل, وكانت أول جريمة بين البشر لازالت مستمرة إلى اليوم.

قال تعالى "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [المائدة: 29 - 30]

طبيعة الاختلاف بين البشر في القرآن الكريم:

بين الخطاب القرآني أن الاختلاف ظاهرة كونية ونظام إلهي قدري لا مجال للاعتراض عليه أو القضاء عليه, قال تعالى: "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم" [المائدة:48] وقال أيضا: "وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" [النحل:93].

سبب وقوع الاختلاف بين البشر:

يقرر الخطاب القرآني أن الدين عند الله واحد من آدم -عليه السلام- إلى محمد-صلى الله عليه وسلم- وإنما وقع الخلاف نتيجة العلم والبعد عن الحقيقة, قال تعالى: "شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ" إلى أن قال: "وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ " [الشورى: 13 - 14]. وقال عز وجل: "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ" [يونس:19].

أهداف الاختلاف ونتائجه:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير