تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المنهج القويم للتفسير العلمي في القرآن الكريم]

ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[11 Apr 2007, 01:25 ص]ـ

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

فإن مصطلح "التفسير العلمي للقرآن الكريم " من المصطلحات الحديثة في الأوساط العلمية، وهو يشير إلى تأويل بعض الآيات القرآنية أو تفسيرها بما يتفق وبعض النظريات العلمية أو الاكتشافات الحديثة، ولذلك اختلفت وجهات أنظار العلماء وأبناء المسلمين فيه.

فمنهم من يرى فيه فتحاً جديداً وتجديدا في طريق الدعوة إلى الله وهداية الناس، ومنهم من يرى أن هذا اللون من التفسير يخرج بالقرآن الكريم عن الهدف الذي أنزل من أجله، أو أن فيه إقحاما للتفسير في مجال متروك العقل البشري أن يجرب فيه فيخطئ ويصيب وقد أدلى كل فريق برأيه وحجته، فالواجب أن نقف موقف المنصفين.

وخلاصة التحقيق توصلنا إلى أن التفسير العلمي كغيره من العلوم لا يجوز إلا إذا توفرت شروط التفسير الصحيحة فيه، وهذا ما أحاول تبينه في هذا البحث.

وقد اجتهدت في تبسيط الموضوع وتقريب وجهات النظر، فقسمت بحثي إلى ثلاثة أقسام:

جعلت المبحث الأول للتعريف بالتفسير العلمي وما يتعلق به فذكرت فيه: معنى التفسير لغة واصطلاحا، ومعنى العلم، والمقصود بالتفسير العلمي، ومعنى الإعجاز العلمي والفرق بينه وبين التفسير العلمي، والعلاقة بين معجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والتفسير العلمي.

والمبحث الثاني جعلته في مآخذ العلماء على التفسير العلمي، أو أسباب الوقوع في بعض الأخطاء.

وأما المبحث الثالث فقد جعلته في قواعد وأسس التفسير العلمي الصحيح.

ثم أتبعت بحثي بقائمة المصادر والمراجع.

أسأل الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم إنه هو السميع العليم، وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المبحث الأول

التعريف بالتفسير العلمي وما يتعلق به

لتحديد معنى التفسير العلمي يجدر بنا أن نبين معنى التفسير، ومعنى العلم، ثم تعريف التفسير العلمي باعتباره لقبا، وبيان الفرق بينه وبين الإعجاز العلمي، أو علاقته به، والإشارة إلى دوافعه.

تعريف التفسير:

التفسير في اللغة: من الفسر، وهو البيان والكشف، قال في لسان العرب: الفسر البيان وفسره أبانه، والتفسير مثله، وقال ابن الأعرابي: الفسر كشف المغطى والتفسير كشف المراد عن المعنى المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر ([1])

وهو في الاصطلاح: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته عن مراد الله سبحانه وتعالى بقدر الطاقة البشرية. وقد ورد في تحديده مجموعة من التعريفات نقتصر على بعض منها.

قال بن جزي: معنى التفسير: شرح القرآن وبيان معناه والإفصاح عما يقتضيه نصه أو أشارته أو فحواه ([2])

وعرفه أبو حيان بأنه " علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلولاتها وأحكامها الإفرادية والتركيبية ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وغير ذلك كمعرفة النسخ وأسباب النزول وما به توضيح المقام ([3]).

وقد اختلف العلماء في التفريق بين التفسير وبين التأويل، فقيل: أنهما بمعنى واحد، وقيل: التفسير للفظ والتأويل للمعنى، وقيل: أن التفسير هو الشرح، والتأويل هو حمل الكلام على معنى غير المعنى الذي يقتضيه الظاهر بموجب اقتضى أن يحمل على ذلك ويخرج عن ظاهره وهذا ما رجحه ابن جزي ([4])

وقيل غير ذلك.

تعريف العلم:

وصف التفسير بأنه علمي نسبة إلى العلم. والعلم في اللغة: مصدر يرادف الفهم والمعرفة ويرادف الجزم في رأي، وقال علماء اللغة: علم الشيء عرفه، والعلم نقيض الجهل ([5])

وأما في الاصطلاح فليس من اليسر تحديده بسهوله، لأن كلمة (علم) لفظة شاملة تفيد الاعتقاد الجازم المطابق للواقع ([6]) وبذلك فهي تشمل جميع المعارف البشرية دون أن تقتصر على واحدة منها ومن هنا فقد تجاذبت هذا المصطلح أيدي العلماء فكل يطلقه على ما تدور أبحاثه عليه، فتعريف الحكماء يختلف عن تعريف المتكلمين، وهكذا الأمر عند غيرهم.

والمقصود بالعلم في هذا المقام العلم التجريبي وما يتعلق به من علوم الطبيعة الموجودة في الكون مثل الفيزياء والكيمياء وطبقات الأرض وعلم الأحياء وعلم البحار وعلم الفلك وغير ذلك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير