تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المياه في القرآن الكريم]

ـ[محمد كالو]ــــــــ[05 Feb 2007, 04:17 م]ـ

دراسات قرآنية

محمد محمود كالو

الماء أصل الحياة ()، ومادة كل خلق، وهو أول المخلوقات بدليل قوله تعالى: ? وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين ? ().

قال الإمام القرطبي في تفسيره: ? وكان عرشه على الماء ? (): بين أن خلق العرش والماء قبل خلق الأرض والسماء.

فلا عجب إذن، أن يضع الله تعالى في هذا المخلوق المبارك أسراراً تميزه عن باقي المخلوقات، فقد جعله الله تعالى أساس تكوين الخلية، وقد أثبت علم الكيمياء الحيوية أن الماء لازم لحدوث جميع التفاعلات و التحولات التي تتم داخل أجسام الكائنات الحية وبضمنها الإنسان، فإن أكثر من 70 % من وزنه ماء، وقد يوجد بين الأحياء كائنات تحيا دون هواء، ولكن ليس بين الكائنات الحية (حيوانية ونباتية، وأحياء مجهرية دقيقة) كائن واحد يستطيع العيش دون ماء، والماء ضروري لقيام كل عضو من الأعضاء بوظائفه التي بدونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها، قال الله تعالى: ? والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ? ().

والماء أصل الإنسان ومنه خلق، قال الله تعالى: ? فلينظر الإنسان مم خلق، خلق من ماء دافق، يخرج من بين الصلب والترائب ? ().

والماء أصل النبات أيضاً، قال الله تعالى: ? هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ. يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ? ().

والماء هو المادة الرئيسة في أصل كل شيء، وفي صنع كل شيء، قال الله تعالى:

? وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ? ().

ومن خواص الماء:

1 ـ يوجد الماء في الحالات الثلاث: الصلبة والسائلة والغازية.

2 ـ تقل كثافته عند تجمده، وهو بهذه الصفة يشذ عن جميع مواد الأرض، لذلك يبقى طافياً على سطح الماء السائل، وفي هذه الخاصية رحمة عظيمة لمخلوقات الأرض كلها، فلو كان الجليد أكثر كثافة من الماء السائل لغطست كتل الجليد إلى أعماق البحار والبحيرات ولتجمدت كل الأجسام المائية في المناطق الباردة ولانعدمت الحياة في هذه البحار، ولكن الجليد الطافي يحمي الماء تحته من التجمد.

3 ـ إن للماء القابلية على إذابة العناصر والمعادن، وأكبر دليل على قابليته هذه، هو أن نصف المعادن المعروفة موجودة بشكل ذائب في ماء البحر، وبدون خاصية الإذابة هذه فإن تغذية جميع الكائنات سوف تتوقف.

4 ـ المط السطحي (أو الشد السطحي): جزيئة الماء آصرة الهيدروجين تعطي تماسكاً لجزيئات الماء، والتي تعطي الماء خصائص هامة منها ظاهرة الشد السطحي، فبهذه الخاصية تصعد الرطوبة في التربة من أعماق الأرض، وكذلك بهذه الخاصية يصعد الماء إلى ارتفاعات خيالية في الأشجار ().

ويمكن فهم هذا المط السطحي (أو الشد السطحي) بمثال بسيط، وهو أنك لو ملأت كوباً بالماء فإنه لن يفيض إلا إذا ارتفع عن سطح الكوب قدراً معيناً، والسبب في ذلك أن جزيئات السوائل عندما لا تجد شيئاً تتصل به فوق سطح الكوب تتحول إلى ما هو تحتها، وعندئذ توجد ? غشاوة مرنة ? على سطح الماء، وهذه الغشاوة هي التي تمنع الماء من الخروج عن الكوب لمسافة معينة، وهي غشاوة قوية لدرجة أنك لو وضعت عليها إبرة من حديد، فإنها لن تغوص!! وهذه الظاهرة هي ما تسمى بالمط السطحي، الذي يحول دون اختلاط الماء بالزيت والذي يفصل بين الماء العذب والمَلِح ().

5 ـ أظهرت الفيزياء النووية، مزايا إضافية خارقة للماء تفسر سلوكية الماء الغريبة، أول هذه المزايا هي الطاقة الهائلة التي يحتاجها فصل ذرات جزيئة الماء، وينطلق نفس المقدار من الطاقة عند اتحاد هذه الذرات ().

النظام المائي للكرة الأرضية:

يقول الله تعالى: ? وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ? ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير