تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[17 Feb 2007, 12:33 م]ـ

لتوضيح المسألة بشكل يزيل التشتيت في الموضوع اضرب لك مثال:

قيل لشخصين بعد اجتيازهما امتحان خاص بالقدرة العقلية والبدنية لعمل ما ولهما رغبة في ذلك العمل: ان شرط قبولكما للعمل ان تلبسا بهيئة معينة واخبر كليهما بتلك الهيئة. واعطيا ثيابا خاصة بالعمل.ولم يكن بالثياب او الهيئة اعتراضا عند احدهم لاي سبب. وعند قدومهما الى العمل كانا كالاتي:

اما الاول فانه لبس الثياب وجاء بتلك الهيئة.

واما الاخر فانه لم يلبس الثياب ولم يأتي بتلك الهيئة.

هنا الاثنين قد اجتازا فحصا يبين قدرته العقلية وكليهما يرغب بالعمل اما الاول فهو عاقل. واما الاخر فليس كذلك.

لان الدماغ هو للفهم اما التصرف فان الانسان يختار ما يشاء. فاذا فسد عمل الدماغ فسد فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير.

قال تعالى:

"وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" [الأحقاف/26] ,"وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ" [النمل/14] "فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64) ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65) قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66) أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ" [الأنبياء/64 - 67] " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " [البقرة/44]

وكذا كل ايات القران تبين ان سبب عدم العقل هو مخالفة المفهوم الذي عرفوا انه حق بجوارحهم من سمع وبصر وأفئدة ثم خالفوها بأهوائهم. فكانت افعالهم مخالفة لما توجب عليهم اتباعه.

لذلك:كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه.

ومثل ذلك قوله تعالى:"وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" [الأعراف/179]

ـ[الحضار]ــــــــ[18 Feb 2007, 02:39 م]ـ

الأخ مجدي أبو عيشة

قلت: " فاذا فسد عمل الدماغ فسد الاختيار لفساد الاول الذي هو مناط التفكير ".

هذا يعني أن التفكير متعلق بالدماغ أو الذهن وهو موافق لما ذكرت

أحسنت في لفتتك عند قولك: " لذلك:كان اختيار الانسان بعد الفهم هو ما يحاسب عليه ".

وهذا الاختيار متعلق بالقلب وليس الدماغ أو الذهن، وهذا كلام نفيس من الأخ مجدي فقد كتبته في أسطر وهو اختصره بشكل جميل جدا.

وفقك الله أخي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير