وذكر ابن المبارك عن فضالة بن عبيد في حديث ذكر فيه رجلين أحدهما أصيب في غزاة بمنجنيق فمات والاخر مات هناك، فجلس فضالة عند الميت فقيل له: تركت الشهيد ولم تجلس عنده؟ فقال: ما أبالى من أي حفرتيهما بعثت، ثم تلا قوله تعالى: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا " الاية كلها.
وقال سليمان بن عامر: كان فضالة برودس أميرا على الارباع فخرج بجنازتى رجلين: أحدهما قتيل والاخر متوفى، فرأى ميل الناس مع جنازة القتيل إلى حفرته، فقال: أراكم أيها الناس تميلون مع القتيل! فوالذي نفسي بيده ما أبالى من أي حفرتيهما بعثت، اقرءوا قوله تعالى: " والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ". {القرطبي}
ـ قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الجحيم} أي: إلى مقرهم من النار فإن في جهنم مواضع أعد في كل موضع منها نوع من البلاء فالقوم يخرجون من محل قرارهم حيث تأجج النار ويساقون إلى موضع آخر مما دارت عليه جهنم فيه ذلك الشراب ليردوه ويسقوا منه ثم يردون إلى محلهم كما تخرج الدواب إلى مواضع الماء في البلد مثلاً لترده ثم ترد إلى محلها، وإلى هذا المعنى أشار قتادة ثم تلا قوله تعالى: {هذه جَهَنَّمُ التى يُكَذّبُ بِهَا المجرمون * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ} [الرحمن: 43، 44] [الرحمن: 34، 44] ويؤيده قراءة ابن مسعود {ثُمَّ إِنَّ} إذ الانقلاب أظهر في الرد أو المراد ثم إن مرجعهم إلى دركات الجحيم فهم يرددون في الجحيم من مكان إلى آخر أدنى منه {الآلوسي}
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من امرىء مسلم يردّ عن عرض أخيه إلا كان حقاً على الله أن يردّ عنه نار جهنم يوم القيامة» ثم تلا قوله تعالى: {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ المؤمنين}. {الكشاف}
«عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوماً قريباً منه، ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني عن النار. قال:» سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين. ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع. . . . .}. ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. قال: كف عليك هذا، وأشار إلى لسانه. قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟ «رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه. والله الموفق.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 Aug 2010, 06:15 م]ـ
ومن هذه الأمثلة: ماذكره فخر الدين الرازي رح1 عند تفسيره لقول الله تعالى: (((وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِى السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)))
حيث قال: (والذي جربته من أول عمري إلى آخره أن الإنسان كلما عول في أمر من الأمور على غير الله صار ذلك سبباً إلى البلاء والمحنة والشدة والرزية وإذا عول العبد على الله ولم يرجع إلى أحد من الخلق ذلك المطلوب على أحسن الوجوه فهذه التجربة قد استمرت لي من أول عمري إلى هذا الوقت الذي بلغت فيه إلى السابع والخمسين فعند هذا استقر قلبي على أنه لا مصلحة للإنسان في التعويل على شيء سوى فضل الله تعالى وإحسانه ومن الناس)
ـ[عمر جمال النشيواتي]ــــــــ[16 Aug 2010, 07:52 ص]ـ
من التطبيقات الجميلة المعاصرة على هذا الموضوع , مقالة قرأتها لأحد الكتاب المعاصرين الفضلاء: ابراهيم السكران أحيل إليها هنا مباشرة ,, وهي بحق جديرة بالقراءة ويبدو أن الكاتب استغرق وقتا في اعدادها وفقه الله
http://www.facebook.com/note.php?note_id=139560509396995&id=114161571927366&ref=mf