ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Jul 2009, 09:00 ص]ـ
تعقيباً على توجيهات الأشياخ الأفاضل
أقول: إن العرب تستملح الإتيان بصورة الشرط من غير إرادة معناه على سبيل تأكيد الكلام مع التنبيه على العلة
قال سويد اليشكري يمدح قومه:
حسنوا الأوجه بيض سادة = ومراجيح إذا جدَّ الفزع
بُسُطُ الأيدي إذا ما سئلوا = نُفُعُ النائل إن شيء نفع
وفي التنزيل والكلام النبوي لذلك أمثلة
قال تعالى: (وخافون إن كنتم مؤمنين)
وقال: (وذكر إن نفعت الذكرى)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رآى في المنام أنه يتزوج عائشة: (إن يك هذا من عند الله يمضه)، والحديث في الصحيحين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Jul 2009, 04:15 م]ـ
الأخوة الكرام،
كأن المعنى هكذا: إن دل: وهو حتماً يدل. فإنما يدل: أي عندها تنحصر دلالته في كذا. والمقصود أن النص إذا احتمل دلالات فلا ينبغي أن نغفل أن كذا هي المقصودة وإلا لم يعد للكلام أية دلالة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jul 2009, 06:12 م]ـ
أذكر أنني استعملت هذا الأسلوب مرةً،فقال لي عمي ـ الشيخ صالح بن محمد المقبل حفظه الله (وهو عالم بالفرائض،معتن بعلم التجويد خاصة) وله اهتمام بالسيرة،وهو أحد شيوخي الذين تلقيت عنهم بعض مبادئ التجويد ـ قال لي باللهجة العامية: (طيب يا ولدي وإذا ما دلّ؟!)
فناقشته، فأفهمني أن الصحيح أن يقال مباشرة: وهذا يدل على كذا وكذا، لأن قولك: إن دلّ،فهي توحي بأن دلالاته محتملة،كما تفضل بذلك صاحب الموضوع ومن عقّب عليه.
أقول والله أعلم
إن الاحتمال في هذه الصيغة: "إنْ والفعل" يحددها سياق وقد وردت كثيرا في كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها:
" أريتك في المنام ثلاث ليال يجيء بك الملك في سرقة من حرير فقال لي: هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي. فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه ". متفق عليه
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ يَكُنْ مِنْ الشُّؤْمِ شَيْءٌ حَقٌّ فَفِي الْفَرَسِ وَالْمَرْأَةِ وَالدَّارِ." مسلم عن بن عمر رضي الله عنهما
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأْمُرُ بِخَيْرٍ فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ فَجَاءَ حَمْزَةُ فَقَالَ هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ وَهُوَ يَنْهَى عَنْ الْقِتَالِ." أحمد عن علي رضي الله عنه
وكقوله صلى الله عليه وسلم "إِنْ كَانَ أَوْ إِنْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِقُ دَاءً وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ." أحمد عن جابر رضي الله عنه
وكقوله صلى الله عليه وسلم «إنه كان في الأمم محدثون فإن يكن في هذه الأمة فهو عمر بن الخطاب» مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
فالملاحظ على الأحاديث الأربعة الأخيرة إن الاحتمال وارد لكن السياق يغلب وجود الشيء لا نفيه، بينما الحديث الأول لم يتعرض لنفي قضية أو إثباتها.
فالأسلوب يستخدم للتأكيد كم ذكر الإخوة عبد العزيز الداخل والبيراوي والجكني والعبارة: " إن دل على شيء فإنما يدل " عبارة صحيحة ولا غبار عليها.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Jul 2009, 10:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وقال: (فذكر إن نفعت الذكرى)
آمل ممن يملك الصلاحية تصويب الخطأ في نقل الآية، وفقكم الله.
قال تعالى: (وخافون إن كنتم مؤمنين)
وجه الدلالة من هذه الآية أن الخطاب عند التنزيل موجه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين جاهدوا معه في غزوة أحد، وهم أئمة المؤمنين.
ولذلك ذهب بعض أهل العلم إلى أن (إن) هنا بمعنى (إذ)
وبعضهم أشار إلى هذا السبب بعبارة مقاربة وهي أن المخاطِب هو الله جل وعلا الذي لا يخفى عليه إيمانهم.
ووجه آخر: أن الأمر بالخوف من الله أمر واجب على جميع المكلفين مؤمنهم وكافرهم.