ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[09 Apr 2007, 06:26 م]ـ
أولاً: أرحب بأخي الكريم فيصل وفقه الله ورعاه ترحيباً مضاعفاً لحق الأخوة والقرابة والصداقة القديمة، وأرجو أن يوفقه الله للانتفاع بما في هذا الموقع من العلم المتعلق بكتاب الله سبحانه وتعالى.
ثانياً: أستميح أخي العزيز الشيخ أحمد الفالح أن أفصل في الجواب لعلمي برغبة أخي فيصل في ذلك، وحتى أرضي طموحه العلمي حول معنى هذه اللفظة في لغة العرب.
ثالثاً: كما لاحظت أن بين المفسرين اختلافاً في معنى الإبسال، فمنهم من يقول أنها بمعنى تسلم، ومنهم من يقول: تحبس.
والإبسال في أصل لغة العرب هو التحريم.
قال الطبري: أصل"الإبسال" التحريم، يقال منه:"أبسلت المكان"، إذا حرّمته فلم يقرب، ومنه قوله الشاعر:
بَكَرَتْ تَلُومُكَ بَعْدَ وَهْنٍ فِي النَّدَى، ... بَسْلٌ عَلَيْكِ مَلامَتِي وَعِتَابِي
أي: حرام [عليك ملامتي وعتابي].
ومنه قولهم:"أسد باسل"، ويراد به: لا يقربه شيء، فكأنه قد حرَّم نفسه ...
قال أبو جعفر الطبري: فتأويل الكلام إذًا: وذكّر بالقرآن هؤلاء الذين يخوضون في آياتنا وغيرهم ممن سلك سبيلهم من المشركين، كيلا تُبسل نفس بذنوبها وكفرها بربها، وترتهن فتغلق بما كسبت من إجرامها في عذاب الله ="ليس لها من دون الله"، يقول: ليس لها، حين تسلم بذنوبها فترتهن بما كسبت من آثامها، أحدٌ ينصرها فينقذها من الله الذي جازاها بذنوبها جزاءها ="ولا شفيع"، يشفع لها، لوسيلة له عنده.
وورد في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية:
واترك -أيها الرسول- هؤلاء المشركين الذين جعلوا دين الإسلام لعبًا ولهوًا; مستهزئين بآيات الله تعالى، وغرَّتهم الحياة الدنيا بزينتها، وذكّر بالقرآن هؤلاء المشركين وغيرهم; كي لا ترتهن نفس بذنوبها وكفرها بربها، ليس لها غير الله ناصر ينصرها، فينقذها من عذاب، ولا شافع يشفع لها عنده، وإن تَفْتَدِ بأي فداء لا يُقْبَل منها. أولئك الذين ارتُهِنوا بذنوبهم، لهم في النار شراب شديد الحرارة وعذاب موجع; بسبب كفرهم بالله تعالى ورسوله محمَّد صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام.
أرجو أن يكون معنى اللفظة في الآية قد اتضح لكم أخي الكريم.
اخي الكريم بارك الله فيك وجزاك عني خير الجزاءوجعل ذالك في ميزان حسناتك كجبال تهامه ثقل وبياضآ اخوك فيصل
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Apr 2007, 08:55 م]ـ
أخي الكريم: وتفسير كلمة تبسل ب: تحبس أو ترتهن هو تفسير للفظة بما يقاربها وهو من أساليب السلف في التفسير , وقد نص على ذلك شيخ اإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير.
ـ[فيصل الخنبشي]ــــــــ[14 Apr 2007, 09:50 م]ـ
أخي الكريم: وتفسير كلمة تبسل ب: تحبس أو ترتهن هو تفسير للفظة بما يقاربها وهو من أساليب السلف في التفسير , وقد نص على ذلك شيخ اإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير.
اشكرك مشرفنا العزيزعلى هذة الاطلاله الجميله والتعقيب الرائع المفيد
ـ[القندهاري]ــــــــ[15 Apr 2007, 01:10 ص]ـ
فوائد جميلة بارك الله فيكم
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[15 Apr 2007, 03:01 ص]ـ
أخي الكريم:
ألاية أمر من الله تعالى لرسوله الكريم بأن ينطلق في الدعوة ويبلغها للناس دون أن ينشغل بسفاهة السفهاء منهم، وأن يذكر المعاندين منهم بسوء مصيرهم يوم القيامة.
والمناسبة بين هذه الأية والأية التي قبلها أن الأية السابقة أمر من الله تعالى بترك المستهزئين والإعراض عنهم، وهذه الأية أمر من الله تعالى بتذكيرهم بالقرآن وتبليغهم الدين.
ومن هنا ندرك أن المقصود بالإعراض عنهم في الآية السابقة ليس ترك دعونهم وانذارهم وإنما المقصود ترك معاشرتهم وملاطفتهم فقط.
وقوله (وذكر به) أي بهذا الدين او القرآن.
وقوله (أن تبسل) في موضع مفعول من أجله.أي ذكر به كراهة أن تبسل نفس أو لئلا تبسل نفس.
قال ابن عباس والحسن والسدي: تبسل: تُسَّلم، وقال قتادة: تحبس. وقال ابن زيد: تؤاخذ. وقيل تفتضح.وقيل: تهلك. قال ابن كثير: وهذه الأقوال متقاربة في المعنى، وحاصلها الاستسلام للهلكة والحبس عن الخير والارتهان عن درك المطلوب كقوله تعالى (من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) وقوله (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به)
(ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع) أي ليس لتلك النفس يوم القيامة من عذاب الله تعالى ناصر يحميها وينجيها ولا شفيع. يشفع لها فتنجو.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:07 م]ـ
>والمناسبة بين هذه الأية والأية التي قبلها أن الأية السابقة أمر من الله تعالى بترك المستهزئين والإعراض عنهم، وهذه الأية أمر من الله تعالى بتذكيرهم بالقرآن وتبليغهم الدين < قولك هذا يجتاج لايستيضاح:
هل هم نفس الناس أمر بالاعراض عنهم ثم أمر " وذر ... "ثم أمر "وذكر ... "أم فئات مختلفة؟ وما الحد بين كل فئة وأخرى حتى ينفذ الأمر كما يجب ولا يحدث خلط بين الفئات؟