لكن سؤال أستاذ علي: كيف يكون إعراب الجملة استئنافية إن لم أقدر مفعولا به؟!! وهل يصح المعنى من دون تقدير مفعول؟!! أين المفعول لو أعربناها استئنافية؟!! أرى بناء على ذلك أنه لا يصح في الجملة سوى الحالية، فما رأيك؟!!
ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 10:29 م]ـ
وأما عَّدى الشيء بمعنى جاوزه فإلى العامية أقرب.
عدّى الشيء -بمعنى جاوزه- عامية فعلا.
السلام عليكم ورحمة الله
أخوي الكريمين عطوان والباز، عدَّى الشيءَ بمعنى جاوزه ليست عامية كما ذكرتما، وإنما هي فصيحة، وقد جاء في المحكم والمحيط الأعظم (وعَدَّى طورَه وقدره: جاوزه على المثل)، وفي العين (وعدَّى تعدية، أي: جاوز إلى غيره) وفي المحيط (وعَدَّيْتُ عَدَاءً: بَعُدْتُ).
وعليه لا يمتنع أن تكون (عديت) في البيت بمعنى جاوزت أو بعدتُ، وإن كان معنى (جعلت الدابة تعدو) واردا أيضا، ولكن معنى المجاوزة أقرب لأن قوله (كل من هواه على شغل) يدل على أن الشاعر إنما انصرف إلى شأنه تاركا الذئب وشأنه، وهذا يناسب معنى مجرد المجاوزة إلى بعض شؤونه، ولا يناسب حمل ناقته أو فرسه على العدو هربا من الذئاب ولا سيما أن سياق النص يتعارض مع الهرب إذ كيف لرجل يدعو الذئب إلى مؤانسته أو الأكل معه ثم يسقيه وبعد ذلك يفر هاربا؟ وإذا صح معنى تعدية الناقة هنا فلا يصلح تعليله بإرادة الفرار بدافع الخوف، على أني ما أزال أرى معنى المجاوزة أقرب لما قدَّمتُ.
أخي علي قولي "من القلوص"سبق قلم، إن صح التعبير هنا، صوابه: تعليق"من السجل"بحال من" فضل" يضعف المعنى، وأن الأولى تعليقه بالمصدر"فضل".
أخي أبا علي، لا يضعف المعنى على الحالية فالتقدير على الحال (في صغوه فضل القلوص كائنا أو مسكوبا من السجل) وهو معنى مستقيم لا ضعف فيه، وعلى التعليق بالمصدر (فضل) نفسه يكون على اعتبار معنى الفعل في المصدر كما أسلفتُ.
لكن سؤال أستاذ علي: كيف يكون إعراب الجملة استئنافية إن لم أقدر مفعولا به؟!! وهل يصح المعنى من دون تقدير مفعول؟!! أين المفعول لو أعربناها استئنافية؟!! أرى بناء على ذلك أنه لا يصح في الجملة سوى الحالية، فما رأيك؟!!
إذا قدرت المفعول عائدا على الذئب (عديته بمعنى جاوزته) صح الحال على النحو الذي بينته، وإن كان (عديتُ) بمعنى (بعدتُ أو انصرفتُ) فالاستئناف، أي أنه استأنف ليبين أنه بعد انتهاء اللقاء انشغل كل من الشاعر والذئب بشأنه، ولا تصلح الحال إذا كان (عديت) بمعنى (بعدتُ) اللازم لأنك لو جعلت الجملة حالا من فاعل (عديت) وحده لم يصلح لأن لفظ (كلٌ) للعموم فلا بد أن يشمل أكثر من واحد، وإن جعلت صاحب الحال فاعل طرب وفاعل عدى معا لم يجز اشتراكهما في حال واحدة لأن العاملين مختلفان لفظا ومعنى، ولو جعلت (عديت) بمعنى جعلت القلوص تعدو كان المفعول المقدر عائدا على الناقة فإذا جعلت الحال من الفاعل والمفعول ضمير الناقة معا خالف الإعراب مرادَ الشاعر إذ يصير المعنى أن كلا من الشاعر وناقته على شغل، وإنما يريد أن كلا من الشاعر والذئب على شغل.
تحياتي ومودتي.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 11:23 م]ـ
ولا يناسب حمل ناقته أو فرسه على العدو هربا من الذئاب ولا سيما أن سياق النص يتعارض مع الهرب إذ كيف لرجل يدعو الذئب إلى مؤانسته أو الأكل معه ثم يسقيه وبعد ذلك يفر هاربا؟ وإذا صح معنى تعدية الناقة هنا فلا يصلح تعليله بإرادة الفرار بدافع الخوف.
حياك الله أخي عليا
تقبل الله منا ومنكم، وكل عام أنت بخير.
ما فر هاربا إلا بعد أن سمع استدعاء الذئب الذئاب الكثيرة، وهذا ما يفعله الذئب إذا وجد صيدا متاحا، وأي عاقل مكانه ما كان يفعل إلا ذلك كيلا يصير هو ودابنه وليمة للذئاب:)
بالطبع لم بنص صراحة الشاعر على خوفه، وليس ما يمنع فقرينة تعدية الدابة التي أراها أنسب من المجاوزة توحي بذلك. وهي أنسب - في رأيي من المجاوزة- لأن المجاوزة غالبا لا تقال لمن تحاورا وتعازما، فالوقوف والتحاور يتنافى مع التجاوز. أما طروء الخوف لطروء مسبب الخوف وهو توقع وصول ذئاب كثيرة فيبرر تسريع الدابة.
والله أعلم
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 11:28 م]ـ
السلام عليكم وكل عام وانتم بخير
إشارة صغيرة: إذا كانت الرواية (وعديت) فلابد من ان تكون بعدها كل بلا فاء
واذا كانت: (وعدت) أو (وعذت) فلابد من الفاء فتقول (وعدت فكل) لأنه بحر الطويل يبدأ (فعولن مفاعيلن)
ففي رواية وعديت تكون (فعولن) كاملة، وفي رواية (وعدت) تكون (فعولُ)
ـ[د. أبو أسامة السامرائي]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 11:33 م]ـ
ذكرنا ما تقدم حبا في مشاركتكم نقاشكم بعد شيء من الانقطاع عنكم
وكذلك فإن نقاشكم قد أوفى الموضوع حقه كعادة رواد هذه الشبكة الكرام
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[12 - 09 - 2010, 11:37 م]ـ
لا أوحش الله منك أبا أسامة.
حمدا لله على سلامتكم، وكل عام أنتم بخير.
¥