تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والثاني أن القطع لا يكون إلا إذا كان السامع المخاطَب يعلم من اتّصاف الصفة بالموصوف التي يذكرها المتكلم أو يقطعها. مثال: إذا قلنا مررت بمحمد الكريمِ (السامع قد يعلم أو لا يعلم أن محمداً كريم فيُعطى السامع معنى جديداً لم يكن يعلمه). وإذا قلنا: جاء خالدٌ الكريمَ فلا بد أن يكون السامع على علم أن خالد كريم أي اشتهر بهذه الصفة حتى عُلِمت عنه. والقطع في هذه الحالة يُفيد أن المخاطَب يعلم من اتصاف الموصوف ما يعلمه المتكلم فإذا كان مادحاً كان أمدح له وإذا كان ذامّاً كان أذمّ له.

ما قيمة هذا القطع في اللغة؟

في المدح والذمّ عندما يوصف شخص الكرم فهو مشهور بالكرم ولا يخفى كرمه على أحد وقد يكون الشخص كريماً لكن لا يعرفه أحد. فإذا كان المدح بالقطع يكون أمدح للشخص بمعنى أنه بلغ من الخصال الكريمة ما لا يخفى على أحد فيكون أمدح له. فإذا كان في حالة الذّم فيكون أذمّ له. كما في قوله تعالى في سورة المسد (وامرأتُهُ حمالةَ الحطب) ذمّ الله تعالى امرأة أبو لهب مرتين مرة بالقطع لأن الكل يعلم بصفاتها ثم ذمّها بصيغة المبالغة في كلمة (حمّالة) على وزن فعّالة وهكذا جاء الذمّ بالقطع هنا أذمّ لها لما كانت تلحقه من أذى برسول الله r. وقد أعرب بعض النحاة كلمة (حمّالة) على أنها خبر لمبتدأ (امرأته) ولآخرون أعربوها على أنها صفه وهذا عليه اعتراض ظاهر لأنه لا يمكن أن تكون صفة بحسب القواعد النحوية لأنّ حمّالة الحطب هي إضافة لفظية يعني إضافة صيغة المبالغة إلى معمولها يعتي نكرة (وامرأته) معرّفة فكيف نصف المعرفة بالنكرة؟ هذه يقال فيها أنها إضافة لفظية. إذا قلنا: رأيت رجلاً طويلَ القامة (طويل القامة هي صفة لفظية) وإذا قلنا: رأيت الرجل الطويل القامة (الطويل القامة هي موصوف لمعرفة). والإضافة اللفظية هي إضاقة اسم الفاعل واسم المفعول إذا كانا دالّين على الحال أو الإستقبال إلى معمولهما، إضافة الصفة المشبهة والمبالغة إلى معمولهما دون تحديد الزمن مثال: أقبل رجلٌ مصري المولد (مصري المولد إضافة لفظية وبقيت نكرة) وإذا قلنا: مررت برجل مصري النشأة (موصوف لنكرة وتُعرب نعت) وإذا قلنا: مررت بالرجل المصري النشأة (المصري النشأة نعت موصوف لمعرفة) وفي العودة إلى آية سورة المسد (حمالة الحطب) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذّمّها.

ـ[الشيخ كمال]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 11:24 م]ـ

أخي أبا بكر، لي ملاحظتان على كلامك:

الأولى: قولك إن (ما) مصدرية وليست اسما موصولا، لعدم وجود الضمير العائد على الاسم السابق لها، وهذا غير صحيح يا أخي؛ لأن الضمير ها هنا مقدر، وقد ذكرتَ أنت تقديره، ومع ذلك لا أرى مانعا من جعل (ما) مصدرية، ولكن مع عدم تقدير الضمير؛ مع أن أخاف فعل متعد، فلابد له من مفعول، يقول تعالى "وإني خفت الموالي من ورائي"، إلا أن المصدرية لا يعود إليها ضمير.

الثانية: قولك يصح نعت النكرة بالمعرفة، وهذا لا يجوز أخي اتفاقا، فلابد من الاتفاق في التعريف والتنكير، وأما طويل القامة فهي نكرة؛ لأن (طويل) صفة مشبهة، وقد ذكرت في مشاركتي السابقة أن إضافة الصفة المشبهة لا تفيد تعريفا. هذا ولله أعلم.

ـ[متيم العربية]ــــــــ[01 - 10 - 2010, 11:41 م]ـ

الشيخ كمال

شكرا لك على الاضافة الجميلة

و لكن لي تعقيب على كلامك:

1 - إن الوسيلة للتمييز بين ما المصدرية و الموصولة هو وجود ضمير بعدها عائد عليها

و يجب أن يكون ذلك الضمير موجودا غير مقدر

مثال:

ما رأيته أزعجني

هنا يوجد ضمير عائد على ما وهو الهاء

لذلك ما اسم موصول

و لو قلنا

ما رأيت أزعجني

هنا لا يوجد ضمير يعود على ما

و بالتالي فهي مصدرية

أي أن الحكم على نوع ما يعتمد على وجود هذا الضمير ظاهراً لا مقدراً

2 - بالنسبة لمسألة أن الصفة المشبهة لا تكتسب التعريف بالاضافة

فهي معلومة جميلة نتعلمها منك

و لكن صديقي لو

قلنا مثلا

رأيت رجلاً قاتلَ الهمة

او

رأيت رجلاً قتّالَ الهمة

أفلا نعرب قاتل و قتال على أنها نعت منصوب لرجل

رغم أنهما معرفتان بالاضافة؟

فهما اسم فاعل و صيغة مبالغة على الترتيب

وبالتالي اصبحتا معرفتين بالاضافة

بينما رجل نكرة

و شكرا لك

ـ[الشيخ كمال]ــــــــ[02 - 10 - 2010, 12:29 ص]ـ

أخي الكريم الاسم الموصول لابد في صلته من وجود ضمير يعود إليه، ولكن لا يشترط أن يكون ظاهرا، بل قد يكون مقدرا كما ذكرت لك، تقول جاء الذي أكرمت، أو ضربت، تريد: أكرمته، وضربته.

أما عن سؤالك الثاني فإن الصفة المشبهة صفة تدل على الدوام والثبوت، وتجيء على أوزان كثيرة، ومنها فاعل وفعيل، كالأمثل التي ذكرتَها، وهذا ما قد يوقع البعض في اللبس ويظن أن الإضافة إضافة تعريف، بينما هي ليست كذلك. والله أعلم

ـ[مسلم القاسمي]ــــــــ[02 - 10 - 2010, 11:36 ص]ـ

و لكن صديقي لو

قلنا مثلا

رأيت رجلاً قاتلَ الهمة

او

رأيت رجلاً قتّالَ الهمة

أفلا نعرب قاتل و قتال على أنها نعت منصوب لرجل

رغم أنهما معرفتان بالاضافة؟

بل تعرب مفعولا به ثانيا للفعل رأى إذ أنه متعد لمفعولين!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير