تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1) إعراب:

"حسب: خبر مقدم ولفظ الجلالة مبتدأ مؤخر، والمعنى: ما الله إلا حسبُك.

ويجوز العكس:

أي: أن تكون حسب مبتدءً، ولفظ الجلالة خبره، ويكون المعنى ما حسبك إلا الله وهذا أرجح". [القول المفيد 2/ 93].

2) توجيه الآية نحويا:

للآية على التفسير السابق ثلاث توجيهات نحوية، ذكرها غير واحد من أهل العلم، انظر مثلا إعراب القرآن لابن النحاس (2/ 194)، وزاد المعاد لابن القيم (1/ 4)، وأضواء البيان للشنقيطي (2/ 416).

وملخصها فيما يلي:

الوجه الأول:

أن الواو في قوله تعالى:?وَمَنِ اتَّبَعَكَ?للعطف فيكون?مِنَ? معطوفا على الكاف من ?حَسْبُكَ?.

وهذا العطف إنما هو عطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض، وقد ضعفه غير واحد من علماء العربية؛ "وهو قبيح عند البصريين، قليل في الاستعمال، بعيد في القياس." [الكشف 1/ 375].

وعللوا ذلك بهذين السببين:

"لأن المضمر المخفوض لا ينفصل عن الحرف، ولا يقع بعد حرف العطف.

ولأن المعطوف والمعطوف عليه شريكان، يحسن في أحدهما ما يحسن في الآخر؛ ويقبح في أحدهما ما يقبح في الآخر؛ ... فإن أعدت الخافض حسن". [الكشف 1/ 375 - 376].

وصحح العلامة ابن القيم (رحمه الله) جواز العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض.

قال في الزاد (1/ 4):"ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار على المذهب المختار، وشواهده كثيرة؛ وشبه المنع منه واهية.".

وكذا ابن مالك (رحمه الله) في الألفية قال ذاكرا لزوم إعادة الخافض في هذه الحال:

وعود خافض لدى عطف على ضمير خفض لازما قد جعلا

وليس عندي لازما إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتا.

وتبعهم الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) في القول المفيد (2/ 94).

وهو الحق الذي لا محيص عنه، بدليل قراءة حمزة قوله تعالى: ?وَاتَّقُواْ اللهَ ?لَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامِ? [النساء 1] بخفض الأرحامِ [التيسير للداني78].

ومن الأدلة أيضا قوله تعالى:?قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى? عَلَيْكُمْ ... ? [النساء127]، فـ ?مَا?في موضع عطف على الضمير المخفوض بحرف الخفض، وهذا على قول في توجيهها. [انظر أضواء البيان 2/ 423].

ومن الأدلة من لغة العرب:

"قول الشاعر:

فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والأيامِ من عجب.

بجر الأيام عطفا على الكاف.

ونظيره قول الآخر:

نعلق في مثل السواري سيوفنا وما بينها والكعبِ مهوى نفانف.

بجر الكعب معطوفا على الضمير قبله.

وقول الآخر:

وقد رام آفاق السماء فلم يجد له مصعدا فيها ولا الأرض ِمقعدا

فقوله ولا الأرض بالجر معطوفا على الضمير.

وقول الآخر:

أمر على الكتيبة لست أدري أحتفي كان فيها أم سواها

فسواها في محل جر بالعطف على الضمير". [أضواء البيان 2/ 422 - 423].

الوجه الثاني:

أن يكون ?من?منصوبا، بكونه مفعولا معه، على تقدير ضعف العطف، بحيث: "تكون الواو واوَ (مع)، وتكون في محل نصب، عطفا على الموضع؛ فإن ?حَسْبُكَ?في معنى كافيك، أي الله يكفيك ويكفي من اتبعك كما تقول العرب: (حسبك وزيداً درهم).

قال الشاعر:

إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا فحسبك والضحاكَ سيف مهند."

[الزاد 1/ 4].

بنصب الضحاك.

وجعل بعض العلماء منه قوله تعالى: ?وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ? [الحجر 20]، فقال: ومن عطف على ضمير الخطاب في قوله ?لكم? وتقرير المعنى عليه: (وجعلنا لكم ولمن لستم له برازقين فيها معايش).". [الأضواء 3/ 107].

وهذا الوجه نصره ابن القيم (رحمه الله)، قال: "وهذا أصح التقديرين" [الزاد 1/ 4]؛ وهو الذي يدل عليه كلام شيخ الإسلام (رحمه الله) [انظر 3/ 108].

الوجه الثالث:

أن تكون?من? في موضع رفع بالابتداء، وخبرُها محذوف؛ وتقدير الكلام: (ومن اتبعك من المؤمنين فحسبهم الله أيضا). [الزاد 1/ 4]، [الأضواء 3/ 418].

وهناك وجه رابع.

وهو وجه مليح، لم أجد من تعرض له غير الشيخ الأمين (رحمه الله).

قال: "إنه من العطف على المحل، لأن الكاف مخفوض في محل نصب" [3/ 417].

أي أن التقدير: (حسب الله كَ)، فالكاف محلها النصب على المفعولية، لكن خفضت للإضافة وما من إشكال في العطف على الضمير المنصوب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير