تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 05:42 م]ـ

بارك الله فيك أستاذنا عليًا ووقاك عذابه:

هل سيبويه يُجيز ظهور الضمير الواجب والجائز في موضع الاستتار, أم أنه يجيز ظهور الضمير الجائز فقط, فلو قلت مثلا: اكتبْ أنت, هل (أنت) يجوز إعرابها فاعل أو توكيد عند سيبويه, أم يعربها توكيدا فقط؟ وهل شذ سيبويه عن باقي النحاة عندما أجاز بروز الضمير المستتر؟

السؤال الثاني: لِمَ كان الضمير المسستر بمنزلة المتصل؟ هل مرجع تحيلني إليه أثابك الله؟

السؤال الثالث: ما يقصد بـ (الخلفية) في قوله: (إذ لم يشترطوا في الخلفية اتحاد التركيب)؟

وفقك الله ..

ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 10:32 م]ـ

فلو قلت مثلا: اكتبْ أنت, هل (أنت) يجوز إعرابها فاعلا أو توكيدا عند سيبويه, أم يعربها توكيدا فقط؟ وهل شذ سيبويه عن باقي النحاة عندما أجاز بروز الضمير المستتر؟

الضمير (أنت) في مثالك عند سيبويه وغيره توكيد ليس غير، وليس رأي سيبويه: (استتار الفاعل في نحو (زيد قام) جائز لا واجب) مخالفا للنحاة بل هذا ما عليه جل النحاة، وإنما قول ابن هشام بوجوب استتاره هنا يعد مخالفا لأكثر النحاة.

السؤال الثاني: لِمَ كان الضمير المسستر بمنزلة المتصل؟ هل مرجع تحيلني إليه أثابك الله؟

اعتبار المستتر نوعا من المتصل هو أحسن الأقوال، أما لِمَ؟ فسأكتفي بدليلين على ذلك، أولهما: أنك إذا أردت توكيد المتصل بالنفس أكدته بالمنفصل أولاً نحو (قوموا أنتم أنفسُكم)، وإذا أردت توكيد المستتر بالنفس جرى عليه ما يجري على المتصل إذ تؤكده بالمنفصل أولاً فتقول (قم أنت نفسُك) فدل هذا على أنه بمنزلته، وثانيهما أنك إذا قلت في أمر الواحد (أكرِمْني) وقلت في أمر الاثنين (أكرماني) وجدتَ الفاعل المتصل البارز (الألف) في الجملة الثانية واقعا بين الفعل ونون الوقاية السابقة للمفعول فدل ذلك على أن المستتر في الجملة الأولى إنما هو مستتر في المكان الذي برز فيه نظيره في الجملة الثانية، وعندئذ لا يكون إلا متصلا بالفعل.

وأما أقوال أهل العلم في كون المستتر من المتصل فسأكتفي بقولين أيضا هما:

قال الرضي في شرحه على كافية ابن الحاجب: "اعلم أن أصل الضمائر: المتصل المستتر، لأنه أخصر، ثم المتصل البارز ... "

وقال الأشموني في شرح الألفية: " ولما كان الضمير المتصل على نوعين بارز وهو ما له وجود في اللفظ ومستتر وهو ما ليس كذلك ... "

السؤال الثالث: ما يقصد بـ (الخلفية) في قوله: (إذ لم يشترطوا في الخلفية اتحاد التركيب)؟

المقصود بالخلفية (كون الاسم الظاهر أو الضمير المنفصل خلفا للضمير المستتر في الإسناد) والحكم المستخلص من هذا أن الفعل المسند إلى الضمير المستتر إذا صح إسناده إلى اسم ظاهر أو ضمير منفصل كان استتار الضمير فيه جائزا لا واجبا بغض النظر عن التركيب الذي جاء فيه ذلك الفعل.

تحياتي ومودتي.

ـ[محمد الغزالي]ــــــــ[12 - 10 - 2010, 11:50 م]ـ

يعني الخلاصة أستاذي: أن الضمير الجائز الاستتار يجوز أن تُظهره ويجوز أن تضمره, وإن أظهرته تعربه إما فاعلا أو توكيدا, وأما الضمير الواجب الاستتار فلا يجوز إظهاره على أنه فاعل, بل يجوز إظهاره على أنه توكيد فقط ..

وهناك استفسار آخر أثابك الله وهو:

قال الصبان في هاء الغائب: تضم هذه الهاء إلا أن وليت كسرة أو ياء ساكنة فيكسرها غير الحجازيين أما هم فيضمونها وبلغتهم قرأ حفص وما أنسانيه وبما عاهد عليه الله وحمزة لأهله امكثوا، وتشبع حركتها بعد متحرك ويختار الاختلاس بعد ساكن مطلقاً عند المبرد والناظم وبقيد كونه حرف علة نحو عليه ورموه عند غيرهما والراجح الأول وقد تسكن أو تختلس حركتها بعد متحرك عند بني عقيل وبني كلاب اختياراً فيقولون له بالإسكان والاختلاس وعند غيرهم اضطراراً وإن فصل في الأصل الهاء المتحركة ساكن حذف جزماً نحو لا يؤدّه إليك ونصله جهنم أو بناء نحو فألقه جازت الأوجه الثلاثة.

السؤال: أرجو أن تضبط لنا هذه الكلمات التي ذكرها وهي (يؤدّه, ونصله, وألقه) على الأوجه الثلاثة, أعني الاشباع والاسكان والاختلاس

ـ[علي المعشي]ــــــــ[13 - 10 - 2010, 12:26 ص]ـ

السؤال: أرجو أن تضبط لنا هذه الكلمات التي ذكرها وهي (يؤدّه, ونصله, وألقه) على الأوجه الثلاثة, أعني الاشباع والاسكان والاختلاسأما إسكان الهاء فهو واضح (يودِّهْ، ونصلِهْ، وألقِهْ) وأما الإشباع والاختلاس فلا يظهران إلا في النطق، أما الضبط فهو الكسر في الحالين (يودِّهِ، ونصلِهِ، وألقِهِ) ولكن يمكن وصف النطق عند الإشباع بأنه نطق الهاء كما لو أن الكلمة مكتوبة هكذا (يودِّهِي، ونصلِهِي، وألقِهِي) وهو ما يسمى الصلة عند القراء، أما الاختلاس فهو نطق جزء من الحركة بحيث لا تكون حركة خالصة ولا سكونا خالصا، ولا يمكن إيصال طريقته كما ينبغي إلا عن طريق المشافهة.

هذا معنى اختلاس الحركة بعامة، غير أن اختلاس حركة الهاء تحديدا قد يُحمل على محملين أحدهما المعنى العام الذي تقدم وهو الأظهر، وقد جعل الصبان الاختلاس مرادفا للرَّوم وإن كان بينهما بعض اختلاف، والمحمل الآخر تركُ الصلة، أي نطق الكسرة نطقا عاديا دون إشباع، وهذا ظاهر كلام الرضي عند كلامه على اختلاس حركة الهاء.

تحياتي ومودتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير