تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- أُتي الجمل ليُذبح.

- أُتي القاضي لينظر في المسألة.

أم أن الصواب أن نقول (أتي بالجمل، أتي إلى القاضي)؟

بانتظار الإجابة.

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 05:52 م]ـ

وقد فهمت من كلامك أخي عطوان أنّ الفعل أتى عندما يبنى للمجهول يمكن أن يتعدى بذاته، وعليه فهل العبارتان التاليتان صحيحتان:

- أُتي الجمل ليُذبح.

- أُتي القاضي لينظر في المسألة.

أم أن الصواب أن نقول (أتي بالجمل، أتي إلى القاضي)؟

بانتظار الإجابة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الفعل أتى - ومثله الفعل جاء - يتعدى بنفسه في الأصل، وقد يتعديان تعدية عامة بحروف الجر المختلفة بحسب المعنى المراد تقول: أتى في كلامك، أنك أتيت من العمل ماشيا، وأنت تأتي بالسيارة إلى البيت ..... ،

ويتعديان تعدية خاصة بالباء، فيختلف معناهما ويصبح فاعلهما مع غير الباء في معنى المفعول مع الباء، تقول أتى الطبيب، وجاء الطبيب فيكون الطبيب فاعل الإتيان والمجيء، فإذا قلت: أتيت بالطبيب أو جئت بالطبيب كنت أنت الفاعل، وكان الطبيب كالمفعول، لأنك جعلته يأتي ويجيء، ولا يلزم مصاحبتك له في الإتيان والمجيء. فقد تتصل به وتطلب من الإتيان أو المجيء فتكون أتيت به وجئت به بغير مصاحبة. ولعل ذلك أجلى في قوله تعالى: " ذهب الله بنورهم " حيث تعدى ذهب بالباء تعدية خاصة فأصبح النور الذي هو فاعل في ذهب نورهم كالمفعول بعد الباء لأنه بمعنى أذهب الله نورهم، ولا يفهم من ذلك ذهاب الله سبحانه وتعالى مع النور.

والمبني لما لم يسم فاعله فرع عن المبني للفاعل، فما كان متعديا بنفسه مع الفاعل كان كذلك عند بنائه للمجهول، وقد يتقوى بحرف جر لخوف لبس أو طروء ضعف للجهل بالفاعل.

وتطبيقا على ما تفضلت بذكره من أمثلة:

فقولك: أتي الجمل ليذبح، صحيح لا غبار عليه. الجمل في مكانه حيث كان، وأتاه من ينوي ذبحه.

ولو قلت: أتي إلى الجمل ليذبح، كان صحيحا أيضا، وفيه زيادة إيضاح، فإلى لانتهاء الغاية، وذكرها زاد المعنى ببيان القصد، لأن الانتهاء إلى الغاية يتضمن قصدا منويا، فالغاية من الإتيان إلى الجمل مقصودة قبل الإتيان، وليس ذلك في أتي الجمل نصا.

ولو قلت: أتي بالجمل ليذبح، فالمعنى تغير وأصبح الآتي مأتيا إليه، فالجمل في الجملة الأولى لم يبرح مكانه، وجاءه الذابح، وهنا المنتقل هو الجمل. فالتعبيران مختلفان.

وكذلك لو قلت: أتي القاضي لينظر في المسألة، فكلامك صحيح، بنيت الفعل للمجهول وأنبت مفعوله عن فاعله.

ولو قلت: أتي إلى القاضي لينظر في المسألة، أفادت (إلى) معنى الغاية والقصد، وزيادة المعنى فضل وتوكيد.

ولو قلت: أتي القاضي. تريد المجيء إليه، حسن استعمال إلى فتقول: أتي إلى القاضي لأن الاكتفاء بقول: أتي القاضي، قد يفهم منه أنه وقع في مهلكة، فتزيل إلى اللبس.

فاستعمال إلى يقوي المعنى ويزيده وضوحا، وعدم استعمالها ليس خطأ بل هو الأصل، ويترجح استعمالها متى اقتضى المعنى ذلك أو خيف اللبس.

والله أعلم

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 06:33 م]ـ

المناكفات تفيد أحياناً، ولولا ذلك لما استفدنا منك هذه الدرر أستاذنا عطوان:)

بارك الله فيك وفي علمك، واعذرني إن أرهقتك في هذه المسألة.

ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 08:02 م]ـ

مع الرأي القائل (يؤتى به) ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير