ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 02:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أضحك الله سنك أخي عطوان، دلني عليهم فأنا بحاجة إلى كل مليم.
مازلت مع وجوب تعدية الفعل إما ب (إلى) أو (الباء).
وتحياتي لك أخي فينوس، ولكن الصواب أن سياق البيت لا يدل على أنه يوتى إليه، بل يؤتى به كما أوضحه العكبري، والدليل قوله (ليضحك ربات الحداد) لأنه علّل الإتيان به بالإضحاك، والشيء الآخر هو ان الفعل أتى عندما يبنى للمجهول تكون له عدة استخدامات، كالمثال الذي ضربته أنت، وكقول العرب (من مكمنه يؤتى الحذر) فهو قد يتعدى باللام أو بالباء أو بمن، ففي المثال الذي ضربته أنت لا يجوز أن نقول (لا تؤتى البيوت إلا أبوابها) بحذف حرف الجر (من)، والخلاصة أن تعدية الفعل يحكمها السياق.
مجرد اجتهاد أرجو أن أوجر عليه.
أخي عطوان: لم تعلق على مسألة نزع الخافض التي أشار إليها أخونا بحر الرمل، أنتظر تعليقك.
حياك الله أخي عمادا، وأسعدك في الدارين.
أما تعدية الفعل (أتى) تعدية عامة بإلى فلا أراها واجبة، وقد ورد (أتى) أكثر ما ورد في القرآن الكريم متعديا بنفسه، وهو الأصل فيه. وجاء متعديا تعدية عامة بعلى مرتين، والمرة التي جاء فيها متلوا بإلى، وهو قوله نعالى: " وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين" رجحوا أن تكون إليه متعلقة بمذعنين، وأما تعديته تعدية خاصة بالباء فجاء كثيرا في القرآن، ولكن أقل من تعديه بنفسه. لذا فالقول بنزع الخافض لا موجب له هنا.
ومما يضعف ما ذهب إليه العكبري رحمه الله - سهوا - أن البيت جاء تعليلا للبيت السابق له، وهو قول المتنبي:
فإن كنت لا خيرا أفدت فإنني ... أفدت بلحظي مشفريك الملاهيا.
فالمتنبي أتى من الشام إلى مصر طمعا في خير يفيده من كافور، فلما لم يفد منه ذلك الخير، تمحك بهذه العلة وهي أن تجشمه السفر من بلاد بعيدة قاصدا كافورا فيه لذاته متعة النظر إلى خلقته المضحكة، التي تستحق أن يؤتى لأجلها من بلاد بعيدة بربات الحداد لعلاجهن من الحزن.
أي: لئن أتيتك من بلاد بعيدة فلم أفد منك خيرا، ففي التفرج عليك عوض يستحق المشقة.
* وإليك قول الأعمى الذي نظر إلى أدب المتنبي، وأومأ له بالنبوة وبالكلام المعجز ومساماة الرسول الأعظم:
يقول المعري في (معجز أحمد) شارحا البيت: (ومثلك يؤتى من بلادٍ بعيدةٍ ... ليضحك ربّات الحداد البواكيا
الحداد: الثياب السود.
يقول: إن من رآك يضحك منك، حتى النساء اللابسات السواد في المصائب، إذا رأينك يضحكن منك، ويتسلين عن غمهن، وكل من عليه الحزن يقصدك من الأماكن البعيدة؛ ليلهو عن حزنه.)
وأما (يؤتى) بالبناء للمجهول، فتحتمل أن تكون من (آتى) الرباعي المتعدي بالهمزة لمفعولين؛ كقوله تعالى: " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" و " أولئك يؤتون أجرهم مرتين " وأن تكون من (أتى) الثلاثي المتعدي لمفعول واحد؛ كقول العرب: (في بيته يؤتى الحكم) وقول الشاعر: (ومَنْ كريمٌ ماجدٌ سميدعُ ... يؤتى فيعطي من ندى ويمنع)
و (يؤتى) في بيت المتنبي من الثلاثية.
والله أعلم.
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[15 - 10 - 2010, 03:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حياك الله أخي عمادا، وأسعدك في الدارين.
وأما (يؤتى) بالبناء للمجهول، فتحتمل أن تكون من (آتى) الرباعي المتعدي بالهمزة لمفعولين؛ كقوله تعالى: " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" و " أولئك يؤتون أجرهم مرتين " وأن تكون من (أتى) الثلاثي المتعدي لمفعول واحد؛ كقول العرب: (في بيته يؤتى الحكم) وقول الشاعر: (ومَنْ كريمٌ ماجدٌ سميدعُ ... يؤتى فيعطي من ندى ويمنع)
و (يؤتى) في بيت المتنبي من الثلاثية.
والله أعلم.
بارك الله في جميع الإخوة الذين أثروا هذه النافذة، وأحب أن أوضح عدة نقاط قبل التعليق على كلامك أستاذنا عطوان:
- أنا من عشّاق المتنبي، وأشك أحيانا أن هذا الرجل من الجن وليس من الإنس، أو أنه الشعر تجسد في شكل إنسان.
- تأويل البيت فيه متسع وليس محل خلاف أصلاً، ويمكن حمله على الوجهين، وما بعض التعليقات إلا من باب الدعابة لا أكثر.
وبناء عليه فإن سؤالي كان سؤالاً لغويًا صرفاً، لا علاقة له بخصوم المتنبي ومحبيه، وقد فهمت من كلامك أخي عطوان أنّ الفعل أتى عندما يبنى للمجهول يمكن أن يتعدى بذاته، وعليه فهل العبارتان التاليتان صحيحتان:
¥