تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

2 - حذف الواو العربية في الفعل المثال أكثر من حذف الياء، لأن حذف الواو لا يؤدي إلى لبس، وهو الأصل، أما حذف الياء، فيؤدي إلى اللبس، لذلك لم تحذف من المضارع يينع، ييسر، وهو اللبس الذى يحدث بين الماضي والمضارع في حالة الحذف. ولعل هذا يفسر لنا وجود ياء تبقي في العبرية في المستقبل في مثل?????? "يطيب".

3 - لوحظ في العبرية والسريانية تطويل صوت المد في صدر الفعل المستقبل بعد حذف فاء المثال كما في ?????? يجلس.

4 - اتفاق المصادر في اللغتين العربية والعبرية في سقوط فاء الفعل المثال وثبوت التاء في آخره كما في ?????? ثبة، جلوس.

ثانيًا- الأفعال التي فاؤها " همزة ":

تطلق الألف في العربية وأخواتها على الهمزة، وبعض العلماء يطلق على الهمزة مصطلح "الألف المتحركة" في مقابل "الألف الساكنة" التي تطلق على ألف المد في نحو" قال". قال الزبيدي: "والهمزة أخت الألف – قديمة مسموعة مشهورة، سميت بها؛ لأنها تهمز، فتنهمز عن مخرجها، قاله الخليل، فلا عبرة بما في بعض شروح الكشاف أنها لم تسمع، وإنما اسمها الألف ... قال شيخنا: وقد فرق بينها وبين الألف جماعة بأن الهمزة كثر إطلاقها على المتحركة، وألف على الحرف الهاوي الساكن الذي لا يقبل الحركة " (12).

وهذا يدل على أن الهمزة فرعية على الألف في الشكل الكتابي على الأقل، وأن الألف إنما همزت بسبب تحركها، ولعل اللهجات الحجازية قد عرفت الهمزة في طور متقدم من حياتها؛ لوجود الهمز كصوت حلقي في جميع اللغات المسماة بالسامية لدرجة أن الأكدية فقدت أصوات الحلق الأربعة (العين والغين والهاء والحاء) واستعاضت عنهم بالهمزة التي حلت محلهم، فصارت الهمزة تمثل عندهم خمسة أصوات أصلية. ولأستاذنا الدكتور كمال بشر قول صائب في شأن الهمزة حيث يرى أن " بالعربية أصوات تقل أو يندر وجودها في كثير من اللغات المعروفة لنا في الشرق والغرب على سواء، من ذلك الهمزة المعروفة لنا في التراث بهمزة القطع، كما في الصوت الأول من نحو "أحمد" و" أعرف" و"أعلام" مثلا، فهذه الهمزة ليس لها وجود في كثير من اللغات الأوربية وغيرها (13).

وهذا الرأي يتفق في أساسه مع ما قررناه من أن العربية وأخواتها تختص وتنفرد بالهمزة التي تتميز بها عن لغات الفصائل اللغوية الأخرى.

والذي يعنينا في صوت الهمزة هو مجيئها في صدر الأفعال، وما يطرأ عليها من تغيير، وأبدأ بحديث ابن جني:" يقولون: يأخذ، ويأكل، ويأمر، فيفتح حرف المضارعة، ويسكن ما بعده. وإذا أمروا قالوا: خُذْ، وكُلْ، ومُرْ، بلا همزة وصل. فالقول في هذا: أن أصله: أُؤْخذ، وأُؤْكل، وأُؤْمر، فلما اجتمعت همزتان، وكثر استعمال الكلمة، حذفت الهمزة الأصلية، فزال الساكن، فاستغني عن الهمزة الزائدة " (14).

ومما يلاحظ على نص ابن جني أنه ذكر علتين وراء حذف الهمزة في نحو: خذ، وكل، ومر، إحداهما: اجتماع همزتين في البداية، مما أدى إلى التخلص من المتماثلين بحذف الهمزة الأصلية أولاً، والعلة الثانية: كثرة استعمال الكلمة في صورة الحذف للهمزة، إذ هي أكثر الأصوات تعرضًا للتغيير والحذف، ولذا غلب الحذف هنا على الأصل، ولا يجوز الإتمام، فلا يقال: أؤخذ، أؤكل، فهذا هو الأصل المهجور والمرفوض استعماله.

وهذا الحذف للهمزة في الأمر عده الصرفيون العرب من الحذف غير القياس، لأن القاعدة الصرفية توجب قلب الهمزة الثانية من جنس حركة الأولى ما دامت ساكنة، فالقياس قلب الهمزة الثانية واوًا؛ لانضمام ما قبلها، ولكن الحذف أمر أخف من القلب، ولذا التزم العرب بالحذف هنا، لكثرة استعماله لديهم.

ومما يلاحظ في اللغة العبرية أن الأفعال المهموزة الفاء إذا جىء بالمستقبل منها تسهل الهمزة مثل ????? أكل، المستقبل منه: ?????? يأكل، وكذلك ????? قال، المستقبل منه ?????? والأصل:????????، ????????، وكعادة اللغة العبرية فهي تعوض عن تسهيل الهمزة بإطالة الباتح إلى قامص، فتصير الصيغة التي معنا ????? ??????، وهو الاستخدام الذي نسمعه في اللهجات العامية الحديثة، ولكن العبرية خطت خطوة ثالثة وهي تحول القامص إلى ضمة طويلة ممالة، فالتقى مقطعان متماثلان في حركة الضمة، فتحولت الحركة في المقطع الثاني إلى الباتح.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير