و قال الحافظ: وقد ذكر الشافعي المسألة في الأم، وذكر أن حجة من قال إنه لم يسن شيئا إلا بأمر الله وهو على وجهين إما بوحي يتلى على الناس، وإما برسالة عن أن افعل كذا، قول الله تعالى {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة}، فالكتاب ما يتلى و الحكمة السنة وهو ما جاء عن الله بغير تلاوة،
ويؤيد ذلك قوله (في قصة العسيف، لأقضين بينكما بكتاب الله) أي بوحيه ومثله حديث يعلى بن أمية في قصة الذي سأل عن العمرة وهو لابس الجبة، فسكت حتى جاءه الوحي فلما سري عنه أجابه متفق عليه. وأخرج الشافعي ألمسند ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn7)) من طريق طاووس أن عنده كتابا في العقول نزل به الوحي وأخرج البيهقي بسند صحيح عن حسان بن عطية أحد
التابعين من ثقات الشاميين (كان جبريل ينزل على النبي بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن) ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn8))[ ويجمع ذلك (وما ينطق عن الهوى) ثم ذكر الشافعي أن من وجوه الوحي ما يراه في المنام،وما يلقيه في روعه. ثم قال ولا تعدو السنن كلها واحدا من هذه المعاني التي وصفت انتهى ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn9))
وقال الحازمي: فكل سنة ثبتت عن رسول الله لا يجوز لقائل أن يقول إنها خلاف التنزيل، لأن السنة تفسر التنزيل، والسنة كان ينزل بها جبريل ويعلمها رسول الله فكان لا يقول قولا ً يخالف التنزيل إلا ما نسخ من قوله بالتنزيل، فمعنى التنزيل: ما قال رسول الله إذا كان ذلك بإسناد ثبت عنه أ هـ ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn10))
وقال شيخ الإسلام: فأمره باتباع ما أوحى إليه من الكتاب والحكمة التي هي سنته]. ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn11))
وقال: فإن أعياك ذلك ــ يعني تفسير القرآن بالقرآن ــ فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن: قال الله تعالى {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} وقال تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} وقال تعالى {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} ولهذا [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه] ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn12)) يعني السنة والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لأنها تتلى كما يتلى وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع بسطه أ هـ ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=1144358#_ftn13))
وقال ابن القيم: ثم قال سبحانه {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى} ينزه نطق رسوله أن يصدر عن هوى وبهذا الكمال هداه وأرشده وقال {وما ينطق عن
الهوى} ولم يقل وما ينطق بالهوى لأن نطقه عن الهوى أبلغ فإنه يتضمن أن نطقه لا يصدر عن هوى وإذا لم يصدر عن هوى فكيف ينطق به فتضمن نفي الأمرين نفي الهوى عن مصدر النطق ونفيه عن نفسه فنطقه بالحق ومصدره الهدى والرشاد لا الغي والضلال
ثم قال {إن هو إلا وحي يوحى} فأعاد الضمير على المصدر المفهوم من الفعل أي
ــ ما نطقه إلا وحي يوحى ــ وهذا أحسن من قول من جعل الضمير عائدا إلى القرآن فإنه يعم نطقه بالقرآن والسنة وأن كليهما وحي يوحى وقد احتج الشافعي لذلك فقال: لعل من حجة من قال بهذا قوله {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة}، قال: ولعل من حجته أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي الزاني بامرأة الرجل الذي صالحه على الغنم والخادم [والذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله: الغنم والخادم رد عليك - الحديث] وفي الصحيحين أن يعلى بن أمية كان يقول لعمر: ليتني أرى رسول الله
¥