قلت: قد وقع في تاريخ خليفة بن خياط (1/ 74):" ... وانكشف ابن الأشعث من دير الجماجم فأتى البصرة وتبعه الحجاج فخرج منها إلى مسكن من أرض دجيل الأهواز واتبعه الحجاج فالتقوا بمسكن فانهزم ابن الأشعث وقتل من أصحابه ناس كثير وغرق ناس كثير" انتهى. فكأن الحازمي أخذ = = ذلك من كلام خليفة بن خياط, لكنه قد وقع عند الطبري (تاريخ الرسل الأمم 3/ 639، 340): " ... خرج محمد بن سعد بن أبي وقاص بعد وقعة الجماجم حتى نزل المدائن واجتمع إليه ناس كثير وخرج عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي حتى أتى البصرة وبها أيوب بن الحكم بن أبي عقيل ابن عم الحجاج فأخذها وخرج عبد الرحمن بن محمد حتى قدم البصرة وهو بها فاجتمع الناس إلى عبد الرحمن ونزل فأقبل عبيد الله حينئذ إلى ابن محمد بن الأشعث .... " إلى أن قال: " ... وأقبل الحجاج فبدأ بالمدائن فأقام عليها خمسا حتى هيأ الرجال في المعابر فلما بلغ محمد بن سعد عبورهم إليهم خرجوا حتى لحقوا بابن الأشعث جميعا وأقبل نحوهم الحجاج فخرج الناس معه إلى مسكن على دجيل وأتاه أهل الكوفة والفلول من الأطراف ... " انتهى المقصود منه. وهو ظاهر في أن المراد بدجيل هو دجيل العراق لا دجيل الأهواز، وعليه فتكون مسكن هي المدينة العراقية، لا أن هناك مدينة أخرى تحمل نفس الاسم في بلاد الأهواز. ثم وقفت في الكامل لابن الأثير (2/ 316) على ما هو أصرح من ذلك؛ فقد قال في سياق ذكر سبب هزيمة ابن الأشعث:" ... اجتمع هو والحجاج بمسكن، وكان عسكر ابن الأشعث والحجاج بين دجلة والسيب والكرخ ... " ثم ذكر باقي الرواية. ونهر دجلة ومحلة السيب والكرخ أماكن عراقية قطعاً. والله أعلم، وعلمه أتم وأحكم.
12 - تاريخ ابن خلدون (3/ 61)، وانظر الكامل لابن الأثير (2/ 316).
13 - البداية والنهاية (9/ 64).
14 - تاريخ خليفة (1/ 218).
15 - في معجم البلدان (3/ 287): "سُوراءَ: بضم أوله وسكون ثانيه ثم راء وألف ممدودة. موضع يقال هو إلى جنب بغداد وقيل هو بغداد نفسها ويروى بالقصر قيل سميت بسوراء بنت أردوان بن باطي الذي قتله كسرى أردشير وهي بَنَتها، وقال الأديبي: سوراءُ موضع بالجزيرة وذكر ابن الجواليقي أنه مما تلحن العامة بالفتح فقالت سَوراءُ" انتهى.
16 - تاريخ خليفة (1/ 218).
17 - أخبار القضاة (1/ 243).
18 - في تاريخ الطبري (3/ 640) , وتاريخ الذهبي (2/ 685): " ... فسار الحجاج لحربهم، وخرج الناس معه إلى مسكن على دجيل".
19 - انظر تفاصيل المعركتين وأحداثهما في المراجع التي أشرت إليها قريبًا عند الكلام على وقت الوفاة.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 09:50 ص]ـ
المبحث الثامن: من أخرج له من أصحاب الكتب الستة:
عبد الرحمن بن أبي ليلى يُعد من رجال الستة؛ فقد أخرج له البخاري ومسلم أصالة، كما أخرج له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. وهذا يدل على توثيق عبد الرحمن، وجلالة منزلته.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 11:47 ص]ـ
فصل:
أقوال العلماء فيه.
وتحته مبحثان:
المبحث الأول: أقوال العلماء الموثقين.
المبحث الثاني: أقوال العلماء المضعفين له.
------
المبحث الأول: أقوال العلماء الموثقين:
وثق ابن أبي ليلى كثير من الأئمة المتقدمين والمتأخرين، وسوف اقتصر ها هنا على كلام النقاد دون غيرهم ممن أثنى على عبد الرحمن، حيث تقدم ذكر ذلك عند الحديث عن مكانته.
1 - يحيى بن معين: عبد الرحمن بن أبى ليلى ثقة.
2 - أبو حاتم: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال: لا بأس به (1).
3 - ابن حبان: ذكر عبدَ الرحمن بن أبي ليلى في الثقات، وفي مشاهير علماء الأمصار (2).
4 - العجلي: عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري من أصحاب علي تابعي ثقة (3).
5 - ابن الجوزي: كان ثقة، سكن الكوفة، وشهد حرب الخوارج بالنهروان مع علي بن أبي طالب ? (4).
6 - ابن عساكر: أبو عيسى الأنصاري الكوفي الفقيه (5).
7 - النووي: تابعي جليل كبير (6).
8 - الذهبي: الإمام الحافظ العلامة، من أئمة التابعين وثقاتهم، عالم الكوفة، كان أصحابه يعظمونه كأنه أمير (7).
9 - ابن حجر: ثقة من الثانية، اختلف في سماعه من عمر (8).
10 - الصفدي: الفقيه المقرئ (9).
11 - وقال ابن تغر بردي: تابعي من أهل الكوفة، من الطبقة الأولى، وكان عالماً زاهداً (10).
¥